تسلسل زمني.. التفاصيل الكاملة لانتحار الطبيب النفسي بعد تعرضه للاكتئاب

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


"أريدُ أن أُسَافرَ بينَ النُجومِ، وهذا البِائسُ جَسَدي يُعيقني"، رسالة  دونها إبراهيم أحمد نصر الله، الطبيب النفسي- الذي انتحر منذ يومين بالقفز من أحد الطوابق العلوية ببرج سكني- لاستقبال الزائرين على صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك".

وتلقى اللواء جمال الرشيدي، مدير أمن البحيرة، إخطارًا من شرطة النجدة، بانتحار طبيب أمراض نفسية وعصبية، بإلقاء نفسه من أحد الأدوار العلوية ببرج سكني بمنطقة الوكالة بدمنهور. وانتقل ضباط قسم شرطة دمنهور لمكان الواقعة، لمعرفة أسباب الحادث وملابساته، وتبين من التحريات الأولية للحادث انتحار الدكتور "إبراهيم أحمد"، ومقيم بمنطقة الوكالة بدائرة القسم، وأنه كان يعاني من مرض نفسي وكان يعالج منه، وجرى نقل الجثة لمشرحة المستشفى. وحرر المحضر اللازم، وجار العرض على النيابة العامة لمباشرة التحقيق.

كشف محمد الليثي، صديق الطبيب النفسي المنتحر بالبحيرة، تفاصيل الواقعة، مؤكدًا أن صديقه اختار أن ينهي حياته بهذه الطريقة، موضحًا خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي معتز الدمرداش مقدم برنامج"آخر النهار"،المذاع على فضائية"النهار وان"مساء الخميس، أن صديقه تعرض منذ عامين لحالة حزن واكتئاب، وحالة وحدة بسبب تفرقه عن أصدقائه، مؤكدًا أنه لم يكن يعاني من أي أزمة مادية أو عاطفية وكان محبوبًا لغاية وناجحًا في عمله، لافتًا إلى أن أحد أسباب اكتئابه هو فشله في السفر خارج مصر، مشيرًا إلى أن صديقه صاحب 26 ربيعًا، جرب الكثير من الأدوية المضادة للاكتئاب بحكم مجاله ولكن جسده اعتاد عليها، وشدة الاكتئاب زادت منذ 3 أشهر.

وبالبحث في صفحة الطبيب المنتحر، عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، لم يكن قرارا انتحاره وليد اللحظة، بل جاء نتيجة تزايد سوء ظروفه النفسية والضغوط التي وقعت عليه إثر متابعته المستمرة لحالات الانتحار لشباب، حيث نشر في العشرين من نوفمبر الجاري، مقطع فيديو للفنان عادل إمام يسير بالشوارع وابتسامته لم تفارقه، معلقًا عليه: "هذا الشعور يارب...ارجوك". كما نشر في الثامن عشر من نوفمبر الجاري، تعليقا من إحدى الفتيات قالت فيه: "صديقتي صارحتني برغبتها بالانتحار لكن خوفها على دموع أمها تمنعها فقلت لها لو أمك تحبك وخائفة عليم لم أنجبتك"، حيث أعاد نشر تلك التغريدة لصاحبته "أميل سيوران" ، وعلق عليها "وجهه نظر".

بينما في التاسع عشر من نوفمبر الجاري، في إحدى الصور الخاصة بحسابه الشخصي، نشر الطبيب إبراهيم أحمد، صورة مكتوب عليها "كل ليلة أموت.. كل ليلة أولد من جديد.. بعث".

وفي السابع عشر من نوفمبر، كتب "لو كان الواحد بإمكانه إنه ينط أو يتخطى كل فترة فى حياته.. كل شغل كل فتره متعبه نفسيًا كل مشاكله هتبقى من الـ70 سنة اللي الواحد عاشها شهر ولا اتنين اللي عايز يعيشهم أو يحسهم.. والسؤال هنا بالنسبة للحياة.. هل يستحق كل هذا الجهد؟".

وفي الرابع عشر من نوفمبر الجاري، كتب في تدوينة له قال: "ثم يأتيك ذلك النسيم الخفيف من الهواء المريح للروح أو تلك المتعة من سماع مقطع من أغنية ما أو أن تلمح هذا الوجه الجميل لتلك الفتاة.. فتتذكر، تتذكر لماذا مازلت على قيد الحياة لماذا لم تنه كل شيء حتى الآن".

بينما في الثاني عشر من نوفمبر الجاري، كتب: "الحياة حتديك حقك وزيادة من كل واحد ظلمك و حتشوف ده بعينك في حياتك وبدون اي تدخل منك"، وفي مطلع نوفمبر الجاري، اقتبس الطبيب المنتحر، لأحد الأدباء الألمان فرانز كافكا عبارة "لقد قضيت حياتي كلها أقاوم الرغبة في إنهائها".

كما نشر صورة له وهو يلاعب كلبًا وعلق عليها: "إني ألعب مع حيوان وأخده على حجري أو جنبي لمدة ساعة ولا حاجة.. من أكتر الحاجات اللي بتريح قلبي وتحسن المود".

وفي 6 فبراير 2018، كتب "مش عارف إيه اللي حصل لشباب جيلي.. احنا مبقناش مكتئبين ولا بائسين احنا بقينا Zombies ماشيين هائمين على وجهنا مخليين الحياة هي اللي تمشينا زي ما هي عايزة وعكس ما كنا طول عمرنا بنحلم.. متموتوش روحكم كده يا شباب بلاش.. مش فاضلنا غيرها".

وكتب في 11 مارس 2018، "مدام أنا كده كده رايح لنفس المصير ليه مرحلوش بسرعة؟ أرجوكم خرجوا الدين من الموضوع"، كذلك كتب فى 16 يوليو 2011، مقوله من مؤلفات أحمد خالد توفيق، وهي "بلغ حالة من الاحباط أورثته ارتخاءً عضليًا.. حتى أنه لو قرر الانتحار لما وجد القدرة على رفع قدمه فوق سور الشرفة".