ولا قدك 100.. أم أدهم أسطى صناعة عروسة المولد في باب البحر
يا جمالها وقت العصرية عندما تغازل أشعة الشمس ابتسامتها الرقيقة، وتلامس يديها التي تتحرك يمينًا ويسارًا لتجهيز الأدوات لتبدأ يوم جديد تغوص فيه مع عشق صناعة العرائس، فتهوى "أم أدهم" السيدة الثلاثينة اللعب بالعرائس منذ نعومة أظافرها.
17 عامًا تحكي سنوات من خبرة "أم أدهم" في صناعة العرائس، وهو ذات الرقم من عمرها الذي بدأت فيه السيدة البالغة 34 عامًا صناعة العرائس بيديها.
مسدس شمع ومجموعة إكسسورات وعروس بلاستيكية صغيرة تلك كل أدوات "أم أدهم" لتصنع أيديها التي تلف بالحرير أجمل عرائس المولد النبوي الشريف، ففي حركة انسيبابيه سريعة تثبت السيدة الثلاثينية العروس أمامها، وتبدأ في تشكيلها بالتل والإكسسورات.
وما تنتهي "أم أدهم" من صناعة العروس التي لم تأخذ في يديها دقائق تضعها وتعيد نفس الحركات باحترافية في صناعة غيرها "العروسة بتاخد في ايدى ربع ساعة.. وكل عروسة ببقى عاوزة أخرجها أحسن من اللى قبلها".
تزين السيدة الثلاثينية عروس المولد كما لو كانت تزين نجلتها لحفل زفافها، فلديها دقة في اختيار الألوان والأشكال لتتناسب فيما بعضها مع العروس لكى تعجب المشترى وتخطف عينيه من اللحظة الأولى.
لم تهدأ يد "أم أدهم" فموسم المولد النبوي يضعها أمام عمل شاق يستمر لساعات طويلة حتى تتورم قدماها، ولم تنفصل السيدة الثلاثينية عن الرد على المشترين، فبينما تضع قبعة العروس ترد على فتاة معلنة سعر إحدى العرائس بـ 75 جنيه وما إن تصمت للحظات، تأتي عجوز لتشترى حصان لحفيدها فتخبرها بأنه بـ 35 جنيه.
تحاول "أم أدهم" التغلب على ارتفاع أسعار الخامات بما لا يضغط على المشترى "دستة العرايس غليت 5 جنيه.. وعشان كده بستخدم نفس الإكسسورات.. ضيفت بس السنة دي فراشات بزين بيها فستان العروسة.. وأهي بتمشي".
وما إن يشدد سواد الليل يتسلل الإرهاق جسد السيدة الثلاثينية ويغلبها النعاس، فتستسلم للنوم بعد يوم عمل طويل، لتعود في اليوم التالي لتنجز ما تبقى من عرائس المولد لبيعها قبل يوم المولد النبوي الشريف.