مؤتمر دولي في جربة هو الاول في تونس حول حماية طائر ابو ملعقة
انطلقت الخميس في جزيرة جربة أشغال الملتقى الدولي حول حماية طائر ابو ملعقة الذي ينتظم كل 3 سنوات وتحتضنه تونس لأوّل مرّة في اطار حماية البيئة والحفاظ على التنوع الحيوي واهتمام الهيئات الإقليمية والدولية بمسالة حماية الحيوانات البرية الهشة والطيور البحرية المهاجرة والمهددة بتقلّص أعدادها ونزوعها نحو الندرة وخاصة بعض الطيور المحمية والتي شملتها معاهدات وخطط عمل دولية.
وينتظم هذا المؤتمر الذي سيتواصل إلى غاية يوم الأحد المقبل تحت اتفاقية حماية الطيور المائية المهاجرة بأوروبا وآسيا وإفريقيا التي أمضت عليها تونس سنة 2005 وتضمّ 160 دولة.
ويشارك في هذه التظاهرة العلمية والبيئية 12 خبير من 12 دولة منها تونس والمغرب والسودان والسينغال وفرنسا واسبانيا وصربيا بهدف تبادل المعطيات والخبرات والمعارف حول طائر ابو ملعقة ومتابعة وضعيته في أماكن تواجده بالعالم لتقييم هذه الوضعية من احل اتخاذ الإجراءات والتدابير لحمايته والحفاظ على العوامل المساعدة على تواجده وتثمين مكانة المواقع الرطبة ذات الأهمية العالية في الدورة الحياتية لهذا الطائر وفق هشام اجفجف رئيس جمعية أحباء الطيور بتونس كأحد أطراف التنظيم.
وحسب اجفجف فان هذا الطائر من الطيور المهدّدة يزور بلادنا في الفترة الشتوية ليتواجد بالخصوص في خليج قابس وخاصة بجزيرة جربة بعدد نحو تسع مائة طير من جملة ما بين 4 و 5 آلاف طائر يقضي فترة الشتاء بكامل البلاد، مشيرا ان اعداد هذا الطائر المهاجر في تراجع منذ سنة 2016 لذلك سيكون الملتقى فرصة للنظر في أسباب تراجع هذا الطائر وكيفية المحافظة على أماكن تواجده وحمايته.
أما في أماكن تواجده في العالم فيبلغ عدد طائر ابو ملعقة حسب تقدير جوسيلين شامبانيون الخبير الفرنسي عن معهد يهتم بالبحوث للمحافظة على المناطق الرطبة المتوسطية بفرنسا واحد أعضاء فريق الخبراء الدوليين الذي تكون منذ سنة 1991 لدراسة حالة طائر ابو ملعقة ومتابعة وضعياته في أماكن تواجده أكثر من عشرين ألف زوج من طائر ابو ملعقة وهو عدد ضعيف بالنسبة الى هذا النوع الذي يتوزع على مساحة كبيرة بين البرتغال والمغرب الى الصين وذلك بسبب تدهور البيئة الملائمة ليعيش ويتكاثر وأيضا بسبب الصيد الجائر.
واشار هذا الخبير الدولي الى أن تونس تعتبر بلدا مهما لطائر ابو ملعقة الذي يقصدها ليقضي فترة الشتاء بها مهاجرا من فرنسا وإيطاليا وكرواتيا مضيفا الى ان تقييم نتائج العمل والبحث حول هذا الطائر بينت انه يتعرض الى تهديد بأوروبا الوسطى ونقص المعارف حول الطيور التي تقضي الشتاء بآسيا وخاصة بالهند وتركيا ورومانيا.
ولمتابعة هجرة هذا الطائر وتنقلاته تمّ وضع خواتم لدى عدد من الطيور منذ الولادة لمتابعة تنقلاتهم وتكاثرهم والتدخّل لحماية المناطق الرطبة التي يبحث عنها الطائر ويتكاثر بها.
فيما دعت مشاركة مغربية عن جامعة الحسن والباحثة في علوم البيئة الحمومي رحيمة الى التفكير في اعداد أعشاش اصطناعية يلجأ اليها الطائر للاستقرار بها أمام تراجع أعداد الأشجار التي يعشّش بها ابو ملعقة.
وسيتضمن برنامج هذا المؤتمر زيارة ميدانية الى جزيرة النحام الوردي بجربة لمعاينة أماكن تواجد طائر ابو ملعقة الذي يعيش بالمناطق الرطبة ويعرف بمنقاره الشبيه بملعقة ويمكنه من التقاط الأسماك وهو من الطيور الكبيرة الحجم بوزن يقدر بكيلوغرامين الى جانب تميّز هذا الطائر الأبيض اللون بتغير لون عنقه بين الأصفر والأحمر عند التزاوج بما يضفي عليه جمالية خاصّة.
