السلطات السودانية تصادر صحيفة بسبب انتقادها قطر
قامت الأجهزة الأمنية في السودان، بمصادرة نسخ من صحيفة “الوطن” اليومية. وأخضعت ناشر المقال للتحقيق بشأن مقال وجه فيه انتقادات إلى قطر.
وعممت السلطات تحذيرات للصحف بشأن خطورة المساس بالعلاقات الخارجية وعدتها من الخطوط الحمراء. وقالت مصادر صحفية متطابقة لموقع "سودان تربيون"، إن منسوبين لجهاز الأمن منعوا في خطوة عقابية، توزيع عدد الأربعاء من صحيفة الوطن.
وكان ناشر المقال قد وجه انتقادات لسياسات قطر ودعمها للتطرف والإرهاب ومحاولتها الإضرار بدول المنطقة عبر آلتها الإعلامية.
وتساءل يوسف سيد أحمد خليفة في المقال الذي نشر موقع “سودان تربيون” مقتطفات منه “لماذا لا تسخّر قطر إعلامها من أجل مصلحة الأُمة العربية والإسلامية. ماذا تريد قطر عبر آلتها الإعلامية والتي هي أكبر من حجمها كدولة مساحةً وعدد سكان؟”.
وقال الكاتب السوداني “قطر وبدون استحياء وعبر قناة الجزيرة روجت وهلًّلت وكبًّرت لما أسمته الربيع العربي والذي في آخر المطاف اتضح أنه تغيير للأنظمة وليس ثورة كما زعموا”. واتهم ناشر المقال الدوحة بإيواء مجموعات من المتطرفين الإسلاميين بهدف زعزعة بعض الدول العربية والتحريض عليها.
وشدد في مقاله على أن “أمام قطر خيار واحد فقط وهو تسخير آلتها الإعلامية لكي تدافع عن نفسها ولا تتهم الآخرين، تدافع عن الاتهامات التي طالتها ولا تزال تطالها وهي التآمر وتدنيس السياسة بالمال ومحاولات قلب الأنظمة التي تعاديها دون مبرر واضح إضافة إلى محاولتها الفاشلة لتعبئة الرأي العام العالمي والشعبي ضد الأشقاء في الإمارات والسعودية”.
وهذه ليست المرة التي تقوم فيها السلطات السودانية بمصادرة صحيفة على خلفية موقف أو مقال لأحد كتابها، وهذا الأمر دائما ما كان مثار انتقاد المنظمات الحقوقية والمجتمع الدولي، حيث تتهم الخرطوم بممارسة سياسة تكميم الأفواه وضرب حرية الصحافة والتعبير. ,ويرتبط نظام الرئيس عمر حسن البشير ذو الخلفية الإسلامية بعلاقات وثيقة مع دولة قطر.
وفضّل النظام السوداني التزام الحياد في أزمتها الأخيرة مع دول المنطقة (المملكة العربية السعودية، ومصر والإمارات العربية المتحدة، والبحرين)، التي اضطرت لتبني خيار مقاطعة الدوحة، بعد أن رفضت الأخيرة الالتزام بتعهداتها السابقة في وقف دعم التطرف والإرهاب.
ويرى مراقبون أن النظام السوداني نجح نسبيا في خلق نوع من التوازن في علاقته مع قطر من جهة ومصر والسعودية والإمارات والبحرين من جهة ثانية.
ويلفت المراقبون إلى أن الحفاظ على هذا التوازن يبقى رهين التقلبات الإقليمية الصاخبة.