دليل الهوية البصرية للأقصر يحتضر.. وتقاعس المحافظ يهدد مصير المشروع الذي تبناه الرئيس

محافظات

دليل الهوية البصرية
دليل الهوية البصرية للأقصر

رغم انفراد الأقصر، بتطبيق مشروع مفهوم الهوية البصرية لمصر، الذي تبناه الرئيس عبد الفتاح السيسي، في المؤتمر الوطني للشباب بجامعة القاهرة، إلا أن هذا المشروع الذي أطلقته المحافظة الأثرية بعد تسلمها الشعار الخاص بها في أبريل الماضي وانطلاقه، وصل في الوقت الحالي لمرحلة الاحتضار.

بدأت فكرة تطبيق مفهوم الهوية البصرية للأقصر، على يد مجموعة من طلاب الجامعة الألمانية بالقاهرة، وتهدف إلى إظهار الأقصر بشكل شبابي عالمي جديد، لدعم التاريخ والآثار الفرعونية التي تهم شباب مصر والعالم أجمع من الذين يهتمون بالتراث الفرعوني، حيث تم التعاون بين الجامعة والمحافظة لإخراجه بالشكل المناسب.

وفي شهر أبريل من العام الجاري، حين تدشين وزارة الآثار احتفالية لإزاحة الستار عن تمثال رمسيس الثاني، بواجهة معبد الأقصر، تسلمت المحافظة دليل الهوية البصرية الخاص بها من الجامعة الألمانية بالقاهرة، والذي يهدف إلى خلق سمة شخصية جاذبة للأقصر مع حرص منفذي التصميم على احتفاظها بهوياتها المصرية لتصبح المدينة ذات ماركة عالمية، حيث استوحى من المعتقدات والرموز الفرعونية القديمة وبني على المفاهيم الدولية لتاريخ مصر القديمة.

وأوضح الدكتور أشرف منصور رئيس مجلس أمناء الجامعة، أن رسومات الحروف بالهوية البصرية للأقصر لها دلالات معينة، حيث يرمز الحرف L للزاوية القائمة والغالبة على الهندسة المعمارية لمدينة الأقصر، أما حرف U مستوحى من ممرات المعابد ورمز لمعتقدات الفراعنة في الحياة الأبدية وممثلًا لكل ما يفوق التوقعات، والحرف X يمثل يربط ما بين الغربين البري والشرقي والتقائهما عند النيل، وحرف O هو رمز يمثل الشمس والنيل كمصدر للحياة، والحرف R يمثل عين حورس التي تعكس الرؤية الثاقبة والحكمة لمصر الفرعونية.

أما في يوليو الماضي، حين انعقاد مؤتمر الشباب الوطني السادس بجامعة القاهرة، عرضتا شابتين على الرئيس عبد الفتاح السيسي، تدشين مشروع الهوية البصرية لمصر، بعد شرح فكرة هذا المشروع الثقافي الرائد، ومدى الاستفادة منه بانعكاسات ايجابية في مجالات متعددة من بينها السياحة ودعم الصادرات ناهيك عن ترسيخ الهوية وتعزيز الانتماء.

وفور إعلان الرئيس السيسي، عن تبنيه المشروع، بدأت محافظة الأقصر فورًا في تنفيذه، قبل رحيل المحافظ السابق محمد بدر، والذي وجه بوضعه على المؤسسات الحكومية لتكون عاصمة السياحة العالمية 2016، هي أول محافظة مصرية قامت بتطبيق دليل الهوية البصرية، حيث تم وضعه على العديد من المؤسسات.

ورغم أن هذا المشروع الذى حظي بترحيب واضح من المثقفين، يهدف لوضع هوية مصر البصرية بكل محافظاتها على الخريطة العالمية بحاجة لمشاركة المبدعين من كتاب وفنانين ومهندسين معماريين وغيرهم، وأطلقته الأقصر، إلا أن المحافظة التاريخية يبدو عليها قصر أنفاسها في تنفيذ المشروع، فبعد شعلة النشاط في التطبيق، أصبح هناك خمولًا، وكأن الهوية البصرية للأقصر بدأت تحتضر.

وأكد ثروت عجمي المستشار السياحي لغرف شركات السياحة بجنوب الصعيد، في تصريح خاص لـ"الفجر"، احتضار هذا المشروع في الفترة الحالية بالأقصر، رغم انفرادها به، مشيرًا إلى أنه يحتاج المزيد من الجهود لإحيائه من كافة المؤسسات بالمحافظة.

وأوضح أن هذا المشروع ليس مسئولية الحكومة فقط، ولكن هناك جهودًا لابد أن تبذل من القطاع الخاص بمختلف انواعه، ممن يحبون بلدهم، سواءً السياحية أو التجارية والنقابات وغيرهما، كدعاية للمحافظة، بإظهار هذا الشعار الجديد في جميع المنشئات وعلى المطبوعات أيضًا، ليجعل الأقصر مميزة عندنا يشاهدها الآخرون، كما تهدف لها فكرة المشروع.

ولفت إلى أن هناك مبادرة في حيز التنفيذ ستطلقها الشركات السياحية خلال الفترة المقبلة، بوضع الشعار على الأتوبيسات السياحية، وعلى المكاتب السياحية، مطالبًا جميع القطاعات بالبدء في تنفيذها.

كما أبدى محمد عثمان عضو لجنة التسويق السياحي بالأقصر وأسوان، تخوفه من ضياع هذه الفكرة الذهبية التي تروج لمصر عامة ومحافظاتها عالميًا، وخاصة الأقصر التي أطلقت هذا المشروع، وتبناه الرئيس.

وأشار إلى أنه لا بد من تكاتف جهود جميع المؤسسات للترويج للهوية البصرية للأقصر، من أجل خلق نموذج سياحي رائع يجعل المحافظة ماركة عالمية، ويساهم في حماس المحافظات الأخرى التي سوف تشهد تطبيق الفكرة في الفترة المقبلة.