تداعيات إستقالة "نيكي هيلي" حليفة إسرائيل الأقوى بالأمم المتحدة
جائت الإستقالة المفاجئة ل"نيكى هيلى" سفيرة أمريكا بالأمم المتحده، بمثابة الصدمة للإسرائيليين، الذين كانوا يعتبرونها الدرع والسيف، للدفاع عن مصالح كيانهم، داخل المنظمة الدولية، وإستخدام حق الفيتو ضد جميع القرارات التى من شأنها إدانة إسرائيل، التى تصف الامم المتحدة دوما بالمنظمة المنافقة والمتلونة.
صحيفة معاريف العبرية، قامت بتكليف الصحفى "شلومو شامير " بالسفر إلى نيويورك لمعرفة سبب إستقالتها من قريب، ومدى تأثير ذلك على إسرائيل مستقبلًا.
لم تكن "نيكى هيلى " صاحبة تاريخ سياسى كبير قبل تعيين ترامب لها، وكانت مجرد حاكمة لولاية "كارولينا" الامريكية، التى لا تعتبر ولاية أمريكية هامة من الناحية السياسية، ولم تكن تفهم وقتها ما هى الأمم المتحدة،ما يعنى أنها كانت تفتقد الخبرة اللازمة لشغل هذا المنصب، ما جعلها تجهل العديد من القضايا العالمية التى كانت تشغل الأمم المتحدة.
وهو ما أنعكس على أدائها فى معالجة أخطاء الرئيس الأمريكى، فعلى الرغم من مهاجمتها لجميع القرارات التى أصدرها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ضد إسرائيل، إلا أنها فشلت تمامًا فى تغيير سياسة مجلس الأمن وموازين القوى التى تفرض وتحدد عمل مجلس الأمن، الذى أستمر فى إتخاذ القرارات ضد الولايات المتحده.
ورغم ذلك أصيب معظم أعضاء الإدارة الأمريكية بالإندهاش من إستقالة "هيلى " المفاجئة بما فيهم وزير الخارجية "مايك بومبيو" ومستشار الشؤون الأمنية "جون بولتون "، فى الوقت الذى لم تؤثر إستقالتها على أى من أعضاء الأمم المتحدة، نظرًا لسابق علمهم، أنها لم تكن سعيدة بمنصبها هذا، وكانت ترى فى نفسها تستحق شغل مناصب أكبر، وأنها أصيبت بخيبة أمل عندما أختار ترامب "بومبيو" فى منصب وزير الخارجية، وتكرر لديها هذا الشعور، عند إختيار جون بولتون، فلقد كانت تطمح فى شغل أحد المنصبين، وأدركت بعدها أن ترامب لا يرى فيها مرشحة لشغل اى مناصب عليا داخل الإدارة الأمريكية.
وفى المقابل لم يرق لها هذا المستقبل الوظيفى الذى حدده لها الرئيس الأمريكى، وتوقع عدد من الديبلوماسيين أن تكون أستقالتها مجرد خطوة إنتقامية ضد ترامب.
ولمعرفة حجم الخسائر التى ستتكبدها إسرائيل بعد خروج "نيكى هيلى " من الأمم المتحدة، يجب أن نذكر أنه منذ صدور قرار تعيينها كسفيرة لأمريكا داخل الأمم المتحدة يوم 24 يناير 2016،أعلنت صراحة أنها ستحارب جميع القرارات التى ستُتخذ ضد إسرائيل من قبل المنظمة، وقامت بنسف قرارا تعيين سلام فياض، رئيس الوزراء الفلسطينى، كمبعوث للأمم المتحدة فى ليبيا، كما ساهمت بشكل كبير فى حفظ وإخفاء قرار للأمم المتحدة، بإعتبار إسرائيل دولة تمييز عنصرى، وتسببت فى إستقالة مساعدة سكرتير الأمم المتحدة التى كانت مسئولة عن هذا التقرير، ودافعت بشدة عن قرار إعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، وذكرت أن القرار يمثل تجسيد حقيقى لرغبة الشعب الأمريكى وكانت تهدد دوما بقطع الولايات المتحدة للمعونة المالية التى تقدم للمنظمة، إذا لم تتوقف الأمم المتحدة على التعامل بميكيالين مع إسرائيل فى قراراتها.
وهو ما جعل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يقول بعد تقديمها لإستقالتها بنوع من الحسرة، أن نيكى هيلى كشفت بكل وضوح نفاق الأمم المتحدة أمام العالم، وانها قدمت خدمات لإسرائيل أكثر مما قدمه "دانى دانون " سفير إسرائيل بالولايات المتحدة.