في ذكرى فوزه بنوبل.. لماذا هوجم "نجيب محفوظ" حتى بعد رحيله؟
ثلاثون عامًا مرت على حصول الأديب العالمي نجيب محفوظ، جائزة نوبل للآداب، ليظل هو أول عربي حائز عليها، عشقه لأم الدنيا جعل رواياته تدور أحداثها في مصر، فهو أكثر أديب عربي حولت أعماله إلى السينما والتلفزيون، إنه الأديب نجيب محفوظ.
وبالرغم من حصوله على عدة جوائز عربية وعالمية في الأدب العربي، وتميزه
في تجسيد الواقع والخروج من عباءة الروايات الرومانسية، حتى لقب أبو الرواية العربية
ورائدها، و تميز عن الروائيين والمبدعين في مصر والعالم العربي، إلا أنه أحل دمه من
قبل بعض الجماعات الإسلامية في مصر، وهاجمه بعض نواب مجلس الشعب، والأزهر الشريف، بسبب
رواياته "أولاد حارتنا".
"أولاد حارتنا" سبب هجوم الأزهر عليه
سببت رواية أولاد حارتنا أزمة كبيرة منذ أن ابتدأ نشرها مسلسلة في صفحات
جريدة الأهرام حيث هاجمها شيوخ الأزهر وطالبوا بوقف نشرها، لكن محمد حسنين هيكل رئيس
تحرير الأهرام حينئذ ساند نجيب محفوظ ورفض وقف نشرها فتم نشر الرواية كاملة على صفحات
الأهرام ولكن لم يتم نشرها كتابا في مصر، فالبرغم من عدم اصدار قرار رسمي بمنع نشرها،
إلا أنه وبسبب الضجة التي احدثتها تم الاتفاق بين محفوظ وحسن صبري الخولي -الممثل الشخصي
للرئيس الراحل جمال عبد الناصر- بعدم نشر الرواية في مصر إلا بعد أخذ موافقة الأزهر،
فطُبعت الرواية في لبنان من اصدار دار الأداب عام 1967 ومنع دخولها إلى مصر.
رغم حجبها ومنعها من النشر فقد أخذ
"محفوظ" أعلى وأغلى جائزة أدبية عالمية وهي جائزة (نوبل)؛ حيث كانت إحدى
أهم الروايات التي حصل بها نجيب محفوظ على جائزة نوبل، وبعد الجائزة تجدّد الجدل من
جديد حول نشر الرواية أو منعها، إلى أن أُفرِج عنها ونشرتها دار الشروق بعد موافقة
الكاتب في آخر عام 2006، والذي كان حريصًا على عدم نشر الرواية إلا تحت غطاءٍ قانوني
وتصريح إسلامي.
"كشك" يكفر نجيب محفوظ
وانتقد الشيخ عبدالحميد كشك، نجيب محفوظ والرواية، من خلال كتاب أصدره
تحت عنوان" كلمتنا في الرد على أولاد حارتنا".
بدأ
كشك فصله الأول فى الإشارة إلى خطورة رواية "أولاد حارتنا"، ويرى أنها تمس
المقدسات الإسلامية، وأن محفوظ جعل من الشيوعية الماركسية والاشتراكية العلمية بديلا
للدين، وصف كشك الجائزة قائلاً: "يتبين لنا ما جلبت عليه نفوس هؤلاء - يقصد لجنة
تحكيم الجائزة - من حقد دفين على الإسلام، فقد تحركت عقارب البغضاء وزحفت ثعابين الحقد
فى الصدور".
أمير الجماعة أهدر دم نجيب محفوظ
محاولة قتل الأديب نجيب محفوظ عام 1994 وقعت نتيجة فتوى أخرى للشيخ عمر
عبدالرحمن، حيث اعترف الشاب محمد ناجي محمد مصطفي خلال التحقيقات آنذاك بأنه حاصل على
شهادة متوسطة، واتجه إلى الله قبل أربع سنوات من الحادث، قرأ خلالهم كتبا كثيرة خاصة
بالجماعة الإسلامية.
وأوضح الشاب أنه حاول قتل محفوظ تنفيذا لأوامر أمير الجماعة، والتي صدرت
بناء على فتاوى الشيخ عمر عبدالرحمن، بزعم أن محفوظ هاجم الإسلام في كتبه لذا أهدر
دمه.
عبث الأقدار
وأثارت موجة من الجدل بعدما قام مجموعة كبيرة من النشطاء على موقع التواصل
الاجتماعي "فيس بوك، بنشر صورة لغلاف الرواية الأولى للروائي العالمي نجيب محفوظ، في منتصف فبراير
2017، يتضح بها تغيير عنوانها من "عبث الأقدار" إلى "عجائب الأقدار"،
متهمين دار "الشروق" صاحبة حقوق نشر أعمال أديب نوبل الراحل، ومعتبرين أن
هذا عبث بتراث محفوظ، مشيرين إلى أن تغيير عنوان الرواية جاء تجنبا للتصادم مع التيارات
المتشددة.
البرلمان: نجيب محفوظ كان لازم يدخل السجن
ولم يسلم الأديب الراحل، من الاتهامات والجدل حول رواياته عقب موته حتى
جرمه النائب أبو المعاطي مصطفى، في إحدى اجتماع
لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية بمجلس النواب، الخاص بقضايا النشر الخاصة بخدش الحياء
العام، وقال أثناء المناقشة ورده على أحد النواب عندما ساله هل روايات "محفوظ"
خادشة للحياء: " أيوه السكرية وقصر الشوق فيهم خدش حياء ونجيب محفوط يستحق العقاب
بس محدش وقتها حرك الدعوى الجنائية".