أحد أبطال موجه العبور الأولى يتحدث عن بطولات أكتوبر (فيديو)
قال العميد محمد محمد عبد القادر خريج الدفعة 55 حربية، وهي أول دفعة دخلت الكلية الحربية بعد حرب عام 1967م، وتخرجت عام 69، إنه كان أحد أوائل عابري قناة السويس الساعة 2.20 في السادس من أكتوبر عام 1973م.
وأوضح العميد عبد القادر أن حرب الاستنزاف كانت بمثابة تدريب وتأهيل للقوات المسلحة على حرب التحرير الفاصلة، ولدى كل فرد شارك في الحرب بسيناء حكايات وقصص عن حرب أكتوبر، حيث أن كل جندي مشاركته في الحرب عبارة عن ملحمة منفردة.
وأضاف: أنني كنت في أكتوبر برتبة نقيب وأحد قادة السرايا كتيبة المدفعية، وكانت المهام الموكلة إلينا هي مهام إستطلاعية، ولذلك كنت دائمًا على الحد الأمامي للقوات، لمتابعة القوات المعادية، وتعديل ضربات النيران عليها، ومجموعات الاتطلاع دائمًا ما تعبر في اليوم الأول لتصحيح النيران على العدو.
في يوم السادس من أكتوبر عام 73 الساعة 12 ظهرًا، لم يكن معلومًا لنا وقت العبور تحديدًا، وكان ذلك مقصودًا من القيادة العامة لضمان المزيد من السرية وحتى يكون إحكام المفاجأة كاملًا.
في تمام الساعة 12 ظهر يوم السادس من أكتوبر 73، جاءت ورقة صغيرة مكتوب فيها "ساعة س 2.5"، وهي ترمز للحظة العبور، وما يشير لدقة التخطيط من المخطط العسكري، أنه بمجرد أن وصلتنا هذه التعليمات، كان كل جندي في موقعة، ويعلم رقم القارب الذي سيستقله لحظة العبور، بل ويعلم إلى جانب أي جندي سيكون.
وأكمل: كنت في كتيية مدفعية الجيش الثاني، حيث اشتركنا في التمهيد النيراني، ثم عبرنا، وكان التمهيد النيراني يستهدف تأمين عبور القوارب، والتي يستغرق عبورها سبع دقائق ونصف، ومع الموجات الأولى للعبور، ارتفعت المعنويات بشكل كبير، وانطلقت صيحات الله أكبر بشكل تلقائي تمامًا، واختصر الجنود فترة العبور من 7.5 دقيقة إلى 5 دقائق.
ثم اصطدمنا بالساتر الترابي، حيث صعدنا بمعداتنا دون سلالم، مرتدين "جاكت العبور"، وهو جاكت من المشمع مضاد للمياه به عدد كبير من الجيوب، ويحمل فيه الجندي كل معداته من جاروف ولاسلكي وبطارية إضاءة وغير ذلك.
وعندما صعدنا لم تواجهنا قوات العدو مباشرة إلا في السادسة من مساء يوم العبور، حيث جاءت دبابات العدو وتم صدها ودحرها بواسطة النيران من الغرب، وجنود الحاملين لمضادات الدبابات الآر بي جي.
وأذكر هنا أن هناك بطارية من بطاريات صواريخ العدو بدأت في الضرب علينا، ولم تكن معدات تحديد الاتجاه معنا، فاستخدمت ساعة يد وبوصلة لتحديد اتجاه بطارية المدفعية، حيث قمت باحتساب سرعة الصوت في الساعة، مع المسافة، وتم إطلاق أول دفعة صواريخ على البطاريةالمعادية، وجاءت منحرفة، ثم كانت الضربة الثانية المدمرة للبطارية تمامًا.
كما حكى العميد محمد عبد القادر، عن قصة دفتر الشيكات الذي اغتنمه من أحد الجنود الصهاينة، حيث قال "إن مكان سريته كان عند الحد الأمامي للقوات، فدائمًا ما كنا في المواجهة، وبعد تمركزنا وفي ليلة العبور وصل لأسماعنا تحركات ليست من ضمن خططنا فتيقنا أنها تحركات العدو، فضربنا طلقة مدفعية مضيئة، وهي ترتفع بالسماء ثم تهبط ببطء محدثة إضاءة لمدة دقيقة، تضيئ منطقة نصف قطرها 750 متر، واثناء هذه الدقيقة رصدنا عملية إغارة للعدو من 7 أو 8 أفراد، بهدف إحداث بلبلة بواسطة إلقاء قنابل يدوية على القوات، أو اقتناص أسري من جيشنا، وعلى الفور تم التعامل معهم وفروا هاربين وتم إصابة أحدهم، وتوجهت في سرعة للتعامل معه، وبدأت في التعامل مع الصهيوني، ومحاولة تقييده لأخذه أسيرًا لأن الأوامر كانت صريحة بعدم قتل العزل أو الجرحى، وأثناء محاولتي تقييده قام بسحب السونكي الخاص به ومحاولة طعني، فأسرعت بسحب السونكي الخاص بي وقمت بطعنه طعنه نافذه في صدره فلقي مصرعه فورًا، وكان يحمل دفتر الشيكات الخاص به وظللت محتفظًا به حتى الآن.
وكلمتي للشباب، أنني كنت نقيب قائد سرية مكونة من مدفعين، و 104 جندي مسؤوليتي، ثم شرف أمة كلنا مسؤولين عنه، وكان سني 25 عام، وسؤالي للشباب، في سن الخامسة والعشرين ماذا قدمت لبلادك، وكيف ستكون في المقدمة والموجهة في الحرب الدائرة الآن على مصر، والتي لم تعد حرب دبابات وصواريخ وإنما حرب علم وعقول وفكر، فعلى كل شاب أن يتسلح بالعلم والفكر الصحيح الذي يستطيع به أن ينهض بنفسه وبلاده.
وجاءت كلمة العميد محمد عبد القادر أثناء حفل متحف النسيج المصري اليوم بشارع المعز بانتصارات أكتوبر المجيدة بحضور أبطال حرب التحرير الرائد البطل ممدوح سرور، والعميد البطل محمود أبو المعاطي.