حيثيات الحكم على بديع وقيادات الجماعة الإرهابية "فض اعتصام رابعة"

حوادث

محكمة - أرشيفية
محكمة - أرشيفية


أودعت اليوم الثلاثاء، محكمة جنايات القاهرة المتعقدة بمعهد أمناء الشرطة برئاسة المستشار حسن فريد حيثيات حكمها في قضية اعتصام رابعة المسلح المتهم فيها 739 متهما بينهم 315 حضوري و419 غيابي و5 متهمين توفوا أثناء المحاكمة، والتي عاقبت فيها المحكمة باجماع الأراء 75 متهما بالإعدام شنقا من قيادات تنظيم الإخوان الإرهابي ومعاقبة 47 بالسجن المؤبد، ومعاقبة 347 بالسجن المشدد 15 سنة ومعاقبة أسامة نجل الرئيس المعزول محمد مرسي بالسجن المشدد 10 سنوات و22 حدث بالسجن 10 سنوات، ومعاقبة 215 متهما بالسجن المشدد 5 سنوات وإلزام المحكوم عليهم برد قيمة الأشياء التي خربوها باستثناء المتهمين الحدث وحرمانهم من إدارة أموالهم وأملاكهم والتصرف فيها وعزل المحكوم عليهم من وظائفهم الأميرية ووضع المحكوم عليهم تحت مراقبة الشرطة مدة 5 سنوات.

جاءت حيثيات الحكم في 1445 صفحة في ثلاث أجزاء.

أودعت الحيثيات برئاسة المستشار حسن محمود فريد، وعضوية المستشارين فتحي الرويني وخالد حماد، بحضور محمد سيف رئيس نيابة شمال القاهرة الكلية بأمانة سر ممدوح عبد الرشيد ووليد رشاد.


وقالت المحكمة في حيثياتها أن واقعات الدعوى حسبما استقرت في يقينها واطمأن لها وجدانها وارتاحت إليها ضميرها مستخلصة من أوراق الدعوى وما تم فيها من تحقيقات، وما دار بشأنها بجلسات المحاكمة تتحصل وقائعها في أن ما تسجلة وتسطرة المحكمة من وقائع وأحداث للتاريخ لكي يكون عبرة للأجيال القادمة وحقيقة لأجيال لم تعاصر هذه الأحداث اإذ كان في ظاهرة اخبارا عن أحداث مضت، بل هو إبتلاء تبتلينا به الأقدار حتي قدر الله لهم الإرتحال لكي يبين للمتطفلين وعشاق الأكاذيب الذين لا يستحقون ثمن المداد الذي كتب به والذين يقلبون الحق بالباطل والذي شهدت بها منظمات المجتمع المدني والمواثيق الدولية وكان على مرأي ومسمع من الشعب المصري والعالم بأثرة وبث على جميع القنوات الفضائيات.


واستشهدت المحكمة في حيثياتها بقول الله تعالى  "وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ" (96) من سورة الأعراف، وقال ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ ) سورة الصف.  

وبادئ ذي بدء نشير أنه ومنذ نهاية القرن العشرين وبداية هذا القرن لعبت ظاهرة الإرهاب دورا في الحياة السياسية على المستوى الدولي، كما ألقى الإرهاب وعواقبه الوخيمة تحديات سياسية وأمنية وإقتصادية، وخاصة في ضوء الإلتزام الدولي بهذه المواجهة، مما يتعلق باستقرار البلاد وأمنها وبحماية القيم الديمقراطية وحرية التعبير بعيدا عن استخدام العنف والقوة.

وتـحت تـأثير أحــداث الإرهـاب وتحـدياته أصـدر مجلـس الأمـن قــرارا ملزمأ للدول تحت الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة بشأن مكافحة الإرهاب هو القرار الرقيم 1373 في 28 سبتمبر سنة 2001، دعا فيه الدول الأعضاء إلى الإنضمام إلى الإتفاقيات والبروتوكولات الدولية المتعلقة بالإرهاب.


وأشارت المحكمة هنا إلى أن الإرهاب هو استخدام العنف أو التهديد به لإثارة الخوف والذعر، حيث يعمل الإرهابيون على قتل الناس أو اختطافهم، كما يقومون بتفجير القنابل وسفك الدماء واختطاف الأفراد وترويع الأمنين وإشعال النيران وارتكاب غير ذلك من الجرائم الخطيرة، كما أن معظم الإرهابيين يرتكبون جرائمهم لدعم أهداف سياسية معينة وأهداف خاصة سواء كانت ذات أجندة داخلية أو خارجية مستترين وراء الدين والدين منهم براء. 


ويرتكب الإرهابيون أعمالهم الإرهابية لأسباب مختلفة، فقد يدعم بعض الإرهابيين مذهبا سياسيا محددا (كمذهب خوارج العصر) على حين أن بعض المنظمات تمثل أفكارا معينة بتوجيه من حكومات قائمة، أو سلطات، وهذه تدخل في دائرة (المنظمات الإرهابية) إذ أنها لا  تناضل من أجل حقها المشروع في الحياة الكريمة بل تزهق الأرواح وتقتل الأبرياء وتزهق الأنفس المعصومة بغير حق وسلب النساء وتدمير البنية التحتية للدول وتشتيت الشعوب تحت التزرع بالدين فالتطرف لا يعرف وطنا ولادينا. 

كذلك يعمـل الإرهـابيون لإرهـاب الشـعوب وكســر كـرامتها والنيل مـن كبريائها ومحاولة بائسة ويائسة لإصابتها بالوهن وتنتهج استعمال أساليب عدة ومنها العنف لتخويف مناوئيهم أو للقضاء عليهم.
 

واستكملت المحكمة في حيثياتها انه يعتقد الإرهابيون أن استعمال العنف أو التهديد به لإثارة الذعر هو أفضل طريقة لكسب الدعاية العامة، في ظل وقوف بعض المنظمات الإرهابية – سرا – بدعم  الجماعات الإرهابية عن طريق تزويدها بالسلاح والتدريبهم ومدهم بالمال اللازم لتنفيذ هجماتهم ومخططاتهم الإرهابية التي يقومون بها. 


وقد صدر عن المجمع الفقهي الإسلامي أن الإرهاب هو العدوان الذي يمارسه أفراد أو جماعات أو دول بغيا على الإنسان  (دينة، دمه، ماله، عقلة، عرضة) ويشمل صنوف التخويف والأذى والتهديد والقتل بغير حق، وما يتصل بصورة (الحرابة واخافة السبيل، وقطع الطريق)، وكل فعل من أفعال العنف أو التهديد يقع تنفيذا لمشروع إجرامي (فردي أو جماعي)، ويهدف إلى إلقاء الرعب بين الناس، وترويعهم بإيذائهم أو تعريض حياتهم أو حريتهم أو أموالهم للخطر، فكل هذا من صنوف الفساد في الأرض قال الله تعالى "وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيـْكَ وَلَا تَبْـغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِـبُّ الْمُفْسِـدِينَ"  القصص (77). 

والإرهـــــــاب هــــــو بغــــــي بغيـــــر حـــق قــال الله تعـالى " قُـــــلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ " الأعراف 33.


واستكملت المحكمة قائلة لقد ظلت كلمة الإرهاب ناقوس حرب بين الحق والباطل يدعمه أهل البغي من أصحاب الأجندات الخاصة لبعض الحكومات والمنظمات والأفراد، والدعم المقدم من بعض الجماعات وكذلك مصادر التمويل الغير المشروعة التي تتم عبر جماعات الإرهاب واشتراكات وهمية بإتجاه الجماعات المرتبطة بعناصر راديكالية.


ولقد وضع المشرع  القوانين الصارمة والمستمدة من (الشريعة الإسلامية السمحة) لمواجهة هذا الضلال والبغي بكل الحسم حفاظا على الكليات الخمس (الدين والنفس والمال والعرض والعقل) وصونا لحقوق الأفراد ودفعا للبغاة الخارجين والمارقين عن القانون وحماية للوطن وأمنه فالارهاب يقود الوطن إلى الهاوية.


ومن هنا نشير أن جماعة الإخوان المسلمين هو تنظيم سري بدء قبل منتصف القرن الماضي في عام 1928إلا أنه و قد كشفت جماعة الإخوان المسلمين (الجماعة الإرهابية) عن وجهها القبيح  على مدى تسعون عام تقريبا يبثون سمومهم بالعمل السري والتحريض العام ضد الدولة، وهو عمر الجماعة الإرهابية، ارتكبت خلالها العنف والتحايل واستغلال الفرص والاغتيالات ونشر الفوضى وإشاعة الخوف بين صفوف الشعب المصري ومحاولتهم الدؤوبة الإيقاع بين الشرطة والجيش والشعب واستخدام الفكر الديني المتطرف، في تشجيع الموالين والمناصرين والمؤيدين لهم على حمل السلاح والتصدى لقوات الشرطة تحت الفكر الجهادي والتكفيري، فضلا عن منهج جماعة الإخوان في ترسيخ فكرة الظهور كضحايا، واستغلال ذلك في ترويج قضاياهم في الأوساط والمحافل الدولية.


إلا أن تلك الأحداث تزيد الشعب المصري قوة وتماسك ويزيده صلابة راسخة بدولتة ويزيده إصرارا وعزما بجيشة وشرطتة فهم لا يريدون لمصر إزدهارا وتقدما فهم أعداء النجاح يشعرون بنشوة انتصار زائف بهمجية وبنشر الخراب وجلب الكوارث – فإصرارهم على باطل – قال الله تعالى "ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ" النحل (125).


وأن جماعة الإخوان المسلمون (الجماعة الإرهابية) على حد زعمهم يهدفون إلى قيام أنظمة بمنظور إسلامي شامل، يدعمون الحركات والمنظمات الجهادية الإرهابية وأن شعارهم في الظاهر هو "الله غايتنا، الرسول قدوتنا، القران دستورنا، الجهاد سبيلنا، الموت في سبيل الله أسمى أمانينا" وغيرها من الشعارات الأخرى ومنها الإسلام هو الحل.


يسمى الرئيس لدى تلك الجماعة سالفة الذكر بالمرشد العام وهو يرأس جهاز السلطة المكون من مكتب الإرشاد ومجلس الشورى العام وأن شريعة تلك الجماعة على حد زعمهم  تقول أن الإسلام عقيدة وعبادة ووطن وجنسية وروحانية وعمل ومصحف وسيف، وهي طريقة سنية ودعوة سلفية وحقيقة صوفية وهيئة سياسية وجماعة رياضية ورابطة علمية وثقافية وشركة اقتصادية وفكرة اجتماعية.


فإن التطرف الدينـي حتما ســيولد بـلا ريـب إرهــاب وإسـالة الدمــاء ويسقط كل أقنعة السياسة القبيحة عن وجه المتطرفين ضعاف النفوس، خوارج هذا العصر، خفافيش الظلام الذين يقومون بحملات ممنهجة دون إدراك بالتلاعب بأمن هذا الوطن باستهدافهم قوات الشرطة المصرية وغيرهم  وتفجيرهم المنشأت العامة الهدف منه سقوط الدولة وهدم الحضارة الإنسانية من قبل الجماعات والتنظيمات الإرهابية والفكر المتشدد 
إلا أن العمليات الخسيسة لجماعة الإخوان سالفة الذكر تزيد الشعب المصري تماسكا وإصرارا بعزيمة بقيادته السياسية وولائه ودعمه لجيشة وشرطتة ولقضائة والتمسك بدولته.

نحن في حرب فكري ضد المتطرفين سفاك الدماء البريئة التي تراق والأرواح المـظلـومـة التـي تزهق مـن قبل هؤلاء المنافقين المـتطرفين الذين يظهرون خلاف ما يبطنون ظنا مـنهـم النيل مـن الدولة المصرية، وينبئ كثيرا عن غايتهم الحقيقية في إسقاط البــلاد إلى الهاويــة. 


وقالت المحكمة أن تاريخهم (الجماعة الإرهابية) ينهار وأنهم في حالة الاحتضار وليس لديهم سوى هذا الخيار إلا أنهم فقاموا باستقطاب الشباب وزعزعوا عقيدتهم وتضليلهم وزعزعت نفوسهم ودسوا عليهم حلاوة القول المغلوط وأفكارهم المتطرفة ودسوا سمومهم بالجهل والتطرف والفهم المنحرف مستغلين ما لمسوه فيهم بالتسليم بما يقولون والثقه فيما يصنعون والطاعة لما يأمرون فراحوا يدسون عليهم حلاوة القول المتطرف وما يشق الصف ويزيد الفرقة بين أبناء الوطن الواحد للإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي وبين كل من طالب بإقصاء رئيسهم، فنزعوا عنهم لباس التقوى ووصفهم بالخونة والكافرين، وصوروا لهم لقائهم بهم كلقاء الأعداء في المعركة، إنه ضلال مبين وكذب على الدين من أثم وبغي وعدوان مبين هدفهم إسقاط البلاد وإذلال العباد فما منهم أحد عالم بالدين أولئك كان أباؤهم لا يعقلون شيئا ولايهتدون ضلاله، لاتباعهم أفكار سيدهم (سيد قطب) الذي يجهل الدين ويكفر المجتمع واستباح قتال المسلمين بدعوة عدم تطبيق الشريعة وخالف إجماع الأئمة وأهل العلم تلك هي عقيدتهم هم بها مقتنعون لتقديم صور مفزعة ومروعة من قتل وتخريب وحرق وإبادة  ولكن مانجحوا فأرض الكنانة قوية أمنة من عند الله فقال "ادخلوا مصر إن شاء الله أمنين" ( يوسف 99).


أن الإرهاب الذي تتعرض له مصر، هو إرهاب عالمي وإقليمي وتقف من ورائه دول وتنظيمات، تمويلا وتدريبا، وتتخذ من الدين الإسلامي الحنيف ستارا لأفعالها المرفوضة والملفوظة والتي لا سند لها في صحيح الدين الإسلامي. 


وأن تـلك الـدول التـي تقوم على تمويل وتدريب الإرهابين، تعمـل أيضا على تجنيد الشباب في تلك التنظيمات الإرهابية من خلال وسائل إعلامها ومواقع إلكترونية تستخدمها كمنصات لنشر الفكر الإرهابي، مؤكدا أن الحرب التي تخوضها الدولة المصرية ضد الإرهاب ستنجح في ظل الاستراتيجية الشاملة التي وضعتها الدولة لحصار الإرهاب وضرب جذوره وقتلاعة والقضاء عليه.  


ومن هنا نناشد رجال الدين الإسلامي والمسيحي بعدم ترك الشباب فريسة للجهل وذلك بإستغلال الجماعات المتطرفة والقوة الرجعية حماس الشباب مستغلين فقرهم وجهلهم بدينهم، وذلك بسرعة القيام بواجبهم الوطني بكل همة وأن يتحركوا بصورة مكثفة وسريعة تتناسب مع تطورات العصر بسبب التقدم السريع والمتواصل في وسائل تداول المعلومات ووجود مواقع التواصل الإجتماعي.


فالآفكار المتطرفة تنتشر وتتحرك بسرعة بسبب تلك المواقع (التواصل الإجتماعى وغيرها)  فإن أوزار المجتمع تنهار بسبب الخلل الثقافي الذي تربي عليه (الشباب) ولابد على الدولة المصرية أن تحكم سيطرتها على تلك المواقع التي تدعوا إلى الإرهاب، وتحجبها عن التداول حفاظا على الأمن القومـي المـصري، وممـــا زاد مـــن جمـعهم فــي رابــعة (الجمـاعات الإرهـابية) أطفــال الشوارع  والعاطلين وإنتشار ظاهرة البطالة والنساء والشيوخ والباعة الجائلين فقد تباينت أهدافهم مما صادف أهوائهم مابين الحصول على جعل مادي مما يوزعون أو إعاشة مما يقدموة.
 

ومن هنا نناشد الدولة المصرية بسرعة معالجة هذه الظاهرة ( البطالة) لتفاقمها في الأونة الأخيرة والقضاء عليها وبضرورة الاهتمام بأطفال الشوارع وبذل العناية اللازمة لتأهيلهم وإعدادهم لكي ينخرطوا داخل المجتمع والإستفادة منهم كقوة بشرية منتجة في المجتمع  وفي كلِّ الأحوال؛ فإنه من الأهمية بمكانٍ أن تقومَ الدولة المصرية بتركيز جهودها واهتماماتها بهؤلاء الأطفال صحيًّا وبدنيًّا، وتأهيلهم نفسيا بتعالم دينة ويجب الإهتمام بعقله ووجدانه، من خلال كلِّ السبُل المتاحة شفاهةً أو كتابة، مع توجيه الإعلام المسموع والمرئيِّ لما فيه خير الطِّفل في حاضره ومُستَقبله فهم جيل المستقبل أوالخطر الداهم.


هؤلاء الأطفال شباب المستقبل يمكن الإعتماد عليهم وبذلك سوف يختفي الخطر الذي يسببه الأطفال من السرقة والإنحراف والإجرام والتشرد  ونقمتهم على المجتمع ومنع المنظمات الارهابية من استقطابهم، بل أنهم سوف يقومون بمساعدة الآخرين وهم أيضا يقوموا  بمنع تشرد الأطفال وبذلك نصبح دولة متقدمة بشبابها وأطفالها ولا يشوبها أي نوع من أنواع العنف والجهل والإجرام والأمراض، بل ستصبح دوله أكثر دول العالم تقدما بدلا من اجتذابهم واستقطابهم بمعرفة الجماعات والتنظيمات الإرهابية وانتشار ظاهرة الإرهاب وذلك بإدخال الأفكار الشاذة والمتطرفة وفقا لفهمهم الغير صحيح لتعاليم الدين الإسلامي السمحة وكأداة لضرب الدولة المصرية. 


وأن القضاء على الإرهاب يتم بالرقي بالثقافة والتنوير ورفع الحالة الاجتماعية للمجتمع وتحسين الظروف المعيشية وتغيير الخطاب الديني المتطرف الذي يفرخ إرهاب رغم أنف المجتمع وتقديم إعلام واعي يعالج الفكر والوعي وحل المشاكل الإجتماعية والإقتصادية التي تشكل البيئة الحاضنه للإرهاب.


وقال الله تعالي "وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا" .سورة الإسراء (33 )، وقال اللة تعالى "أَتَأْمُرُونَ النَّـاسَ بِالْـبِرِّ وَتَنْسَـوْنَ أَنْفُسَـكُمْ وَأَنْتُــمْ تَتْلُـونَ الْكِـتَابَ أَفَـلَا تَعْقِلُونَ" سورة البقرة  ﴿٤٤﴾، وقال رسول الله صلي الله عليه  وسلم "كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه". 

ستبـقـي الـدولة المـصرية خـالـدة رغــم هـــذه المـؤامـرات ســيواصـل شعبها التحدي والصمود والصبر على الابتلاء وتحمل الآزمات حائط صد لكل فكر إرهابي مدمرــ، قصد من ذلك زعزعة أمن واستقرار البلاد وإذلال العباد وتوجيه رسالة للخارج أن مصر غير مستقرة وغير أمنة.
  

إن مصر لن تخذل أبدآ ولن تركع إلا لله، فهي ذات ثوابت لا يعرفها إلا من قرأ تاريخها، فلها أرضا فريدة ولها جيش جسور من أبناء هذا الشعب،  ليسوا من المرتزقة يدافعوا عن الوطن والشعب والذين قال عنهم الرسول صلى الله عليه وسلم "إن فتحتم مصر فخذوا منها جندآ كثيفآ فإنهم خير أجناد الأرض". 

ولها شرطه قوية تحمي الشعب وتدافع عنه في الداخل، وأن الجيش والشرطة من نسيج هذا الشعب ومن أبناء هذا الوطن يشربون من نيلة ويأكلون من أرضة ويعيشون وسط اخوانهم فلا يمكن زعزعتهم أوالدخول فيما بينهم أو تفرقة صفوفهم، فهم من أبناء الشعب الواحد لايمكن تفرقتهم أو النيل منهم بالإنشقاق والخصومات أو الصراعات الطائفية، وله تقاليد صارمة أشد ما تكون الصرامة وله أحاسيس فياضة رفيعة متحدين وحدة وطنية واحدة. 


إلا أنـهم (جمـاعة الإخـوان) وبـعـد أيام قليلة مـن ثورة 25 ينـاير لعام 2011 وبالتحديد في 28/1/2011، هيمنت وسيطرت جماعة الإخوان المسلمين ومناصريهم ومناوئيهم ومواليهم على الثورة سالفة الذكر لتنتهي المطالبات السلمية للشعب المصري بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية لتبدأ مرحلة من الحراك والقتل وتخريب البنية الأساسية للدولة من الممتلكات العامة والخاصة، وذلك بعصر ذلك اليوم سالف البيان وفي فترة زمنية لا تتعدى السويعات احترق تسعون قسمآ للشرطة وتحولت الثورة السلمية لموجات عارمة من الفوضي وزعزعة الأمن والمظاهرات الدامية والمطالبات الفئوية لهدم مؤسسات الدولة وكان لهم ما أرادوا، ولم يكن يحلم أكثر المتفائلين من جماعة الإخوان المسلمين أن يصل أحد أعضاء تلك الجماعة سالفة الذكر إلى كرسي حكم مصر.


إلا أنه وبعد ثورة 25 يناير، الحلم المستحيل تحقق بالفعل، ووصل أحد أعضاء الجماعة محمد مرسي إلى الحكم بعد أن كان مسجونا في آخر أيام الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، فـقد فوضهـم (جماعـة الإخـوان) الشـعب المـصري لحـكم البلاد تحت ستار الدين إلا أنهم بممارستهم العنيفة وعدم الخبرة والحنكة السياسية في إدارة الدولة المصرية واستعدادهم للتفريط  في أرض الوطن وتعاونهم مع الإرهاب بل والإفراج عن الإرهابيين ومحاولتهم الدؤوبة لجمع السلطات للمقربين والمناوئين لهم من غير المؤهلين ممن يتمتعون منهم بالسمع والطاعة للجماعة لإدارة البلاد وإقصاء الأخرين. 

وإستشعر الشعب المصرى بالموأمرة التي دبرتها جماعة الإخوان  في الخفاء لتفكيك الدولة المصرية وهدم الحضارة الإنسانية فإرتفع صوت الشعب المصري من أجل الحرية إستلهم روح الوطنية وساروا علي الدرب من أجل كل التحديات معلنآ رفضهم لكل المؤامرات وكسر حاجز الخوف وشعر المصرين بالعزة وقدرتهم على التغير ، ولم تدم لهم (جماعة الإخوان ) كثيرا وسقط حكمهم بعد عام واحد ليعود محمد مرسى إلى السجن مرة ثانية .
يخطئ من لا يرى أن مصر تقود حربا حقيقية على ما يمكن أن يوصف بأنه إرهاب دولى منظم ، تدعمه دول أو جهات بعينها بقصد إضعاف دور مصر الإقليمى وإفشال مساعيها فى الإنتقال للإستقرار والديمقراطية  والتقدم والازدهار.


ان الصــرخة الانسـانيـة المـدويـة التـي  اطلقتها دول عــديـدة والتــي كانت تسعي مع الدولة المصرية لنزع فتيل المواجهة سلميا والتي لم يستجيب اليها قيادات جماعة الإخوان المسلمين وغيرهم من الجماعات المتشددة والموالية لهم  لفقدانهم النظر والبصيرة والرشد والصواب وساروا يدسون الدسائس من الباطل لإحداث حالة من الجدل والبلبلة والإنفلات الأمنى والأخلاقى  غير ملزمين غير عابئين بعواقب الاحداث ومخالفين  ما ورد بالقرآن الكريم والسنة النبوية ولم يراعوا اصول الإستنباط الصحيح والسليم منهما وذلك لخدمة مصالحهم وأهوائهم ومطامعهم الشخصية  سواء كانت ذات أجندات داخلية أو خارجية.


إلا أن الأوراق والتحقيقات وتحريات الأمن الوطنى وإقرارات بعض المتهمين بتحقيقات النيابة العامة وتقارير المنظمات الحقوقية وتقرير لجنة تقصى الحقائق وتقارير قسم الأدلة الجنائية ومعاينات النيابة العامة لمسرح الأحداث وتقارير اللجان الفنية لفحص الإسطوانات المدمجة والفلاشات وتقارير الطب الشرعى والتقارير الطبية الأخرى  وكافة أدلة القضية الواردة بها كشفت بأنه  قد أعد المتهمون وأخرون مجهولون وأخرون توفوا عدتهم وخطط مجابهتها وذلك لتنفيذ مخططهم الإرهابى  حيث كانت وقائع هذه القضية الماثلة – والتى تعتبرها المحكمة بحسبانها محكمة الموضوع – أنها إحدي صور الإستعداد والتجهيز لمخططاتهم الإرهابية فى بث الرعب فى نفوس المواطنين المصريين وذلك أنه في أعقاب تصاعُد الإحتجاجات الشعبِيَّة على سياسات الرئيس المعزول / محمد مرسي في حكم البلاد وحدوث زخم شعبي ينادي بتظاهرات حاشدة بالقاهرة الكبرى والميادين الرئيسية بالمحافظات المختلفة بالبلاد يوم 30/6/2013 وعلي أثر ثورة الثلاثون من شهر يونيو 2013 التي إنتفض إليها الملايين من شعب مصر العظيم من كل طوائفه للمطالبة بعزل الرئيس/ محمد مرسي لما لمسوه فيه من جنوح الفكر وجنوح الإرادة وشطط في إدارة البلاد التي وإن قصرت مدتها إلا أن أحداثها كانت جسام وخطبها كان جللا وأمرها جد خطير حتي بلغ قدرا إستعصى فيه علي صبر الصابرين ولم تفلح معه شفاعة الشافعين فإستيأس الشعب مما آلت إليه الأحوال وبات دوام الحال من المحال فتوافق علي ثورته علي  الحاكم الذي اتخذ من الاسلام شعار ومن الشريعة ستارآ فوعد بتطبيقها وليتة علي الدرب سار الأ انة ما لبث ان بلغ مآربة واعتلي منصة الحكم حتي ظن انة قد جاء وقت الحصاد وجني الثمار فخرج علي الشعب بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر ببال بشر فأمر بأخراج من كانوا من شعبته من المسجونين وكرم من كانوا لرئيس البلاد سلفا بقاتلين واكد في خطابه علي سلامة الخاطفين قبل المخطوفين فأوجس في نفس الشعب منه خيفة وشـهد عليه اعـوجاج مـساره وبلغ مـن لدنه الاعذار وايقين انة لا يلتقي ورئيس البلاد علي قرار.

فلما استيأسوا منة خلصوا نجيآ ودعوا ربهم انهم مغلوبون فانتصر واستنهضوا الجيش لينجيهم ممن كان عليهم شقيا فهب الجيش قائلا من تظن انة كان علي عصيآ وامهل الجميع ايامآ معدودات ليتداركوا امرهم ويدركوا ان أجلا محتومآ لا بد آت فلما استحكم الشقاق لم يجد سبيلا الا نصره الوطن ومن هم عليهم بعزيز من بطش حاكم اتخذ آلهة هواة وجماعتة وطن وسياسة ودين فكان بقاؤه غير بعيد وما لبث في الحكم الا قليل
وعلي آثر ذلك اصدرت القوات المسلحة بيانها بتاريخ 3/ 7 /2013 والذي اعلن فية قائدها العام انه قد  أن الأوان لأن تنزل القوات المسلحة علي رغبة الشعب المصري وتضطلع بدورها في حماية البلاد لتجنبها ويلات الفتنة التي طلت برأسها فشقت الصف وعظمت الفرقة وكادت ان تجر البلاد الي جرفأ هاوي وللحفـاظ علـي كيان الـدولة بإعتبارهـم جماعة دورها خدمة المصالح الإستعمارية أنشأت لآداء هذه الوظيفة، فأبي جيش الشعب ( القوات المسلحة ) إلا أن يلبي النداء  في 30 يونيو سنه 2013  وإنحاز للشعب ضد حاكم كانت تحركه أهواء إنتماءاته  وتحكمه أفكار جماعته فغابت الحيدة عن كثير من قراراتة ، وساند الجيش ( القوات المسلحة ) الشعب المصرى فى ثورته  وحماها ،أنها ضربة عميقة قسمت مخططاتهم.

هدفهم هدم الحضارة الإنسانيه وتقسيم البلاد وتجزئة المنطقة ، إلا أنها ثورة شعب حماها الجيش فأطـاحت بعرشـه وأبعدته عـن سـدة الحكم، وحيث أن الرئيـس المعزول/ محمد مرسى هو مرشح حزب الحرية والعدالة ذلك الحزب الذى خرج من عباءة الإخوان المسلمين وتأسس تحت لوائها فقد إستشاط أنصارها ومؤيدوها غيظاً فخرجت تطالب بشرعية الرئيس سالف الذكر بعد ثورة 30  يونيو سنة2013 وسقوط حكم الإخوان، وأن هذا الآمر لم ينزل عليهم بردآ وسلامآ بعد أن زلزلت الثورة عرش حكمهم بل إزداد سخطهم وإزدادت الآوضاع سوءا بسبب المعركه الشرسة والخبيثة التي دارت بمعرفة جماعة ـ الإخوان ومواليهم ومناوئيهم في محاوله لتصفية الثورة والإنتقام من الشعب المصري لقيامه بثورة 30 يونيو2013 التي قضت علي أمالهم ونزعت فرحتهم فخرجوا للتصدي للحراك الوطني بمخططاتهم الإرهابية التي لم تتوقف فخرجوا علي الشعب بوجههم القبيح يكتظون الغيظ تملئ صدورهم مرارة الهزيمة ويشهد حالهم بأنهم ما خرجوا إلآ ليثأرون ، وإنقسموا على الشعب وتحزبوا على أنفسهم يجمعهم هدف واحد وعقيدة أبية على الإستسلام أو التسليم بإقصاء رئيسهم على حد زعمهم طالما خاطبهم بأنهم أهله وعشيرته وبث الفرقة وظهر الشقاق بين أبناء الوطن الواحد وراح أنصاره ومؤيديه بالتعبير عن جام غضبهم فخرجوا مستعرضين القوة.

كما عرضوا حياة المواطنين وسلامتهم وأملاكهم للخطر بقصد إحداث الرعب بينهم  وترويع الأمنين العزل وبث الرعب فى نفوسهم وإشاعة الفوضى والإخلال بالسلم والأمن العام من خلال إثارة أعمال الشغب والعنف ضد المواطنين بهدف زعزعة الإستقرار داخل البلاد بالفوضي العارمة لإظهار ضعف المؤسسات الأمنية للإيحاء لوسائل الإعلام الأجنبية بوجود حرب أهلية في البلاد وتصدير هذا المشهد للخارج  وليحكموا الشعب المصري بقوة السلاح لإستنزاف جهود المجتمع المصري بسلاح المظاهرات المسلحة  والإغتيالات لإحداث الفوضي بالبلاد وتخريب الممتلكات العامة والخاصة بهدف إيقاع العديد من المصابين والقتلي.

فإنتصر الشعب – مـن الرافضين لحكمـه – لـرغبته وأرادته  غـير أن الآلاف من المناهضين للثورة المصرية والمؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسى والمناصرين والموالين والمنضمين لجماعة الإخوان المسلمين لم يروق لهم ذلك وإعتبروه إنقلابا على الشرعية التي أتت برئيسهم الي منصة الحكم فلم يجدوا بدآ سوى الإعتصام بالميادين وجمع شتات عناصرها ليعلنوا رفضهم للثورة سالفة البيان وما وصفوه بالإنقلاب على الحكم وأنهم صامدون حتى إعادة الحاكم، وإتخذوا من ميدان رابعة العدوية على وجه التحديد مركزاً إعلامياً لبث أفكارهم الشاذة ورسائلهم للداخل والخارج للتأكيد على عدم إستقرار الأوضاع وأنهم على درب المقاومة سائرون، عسى الله أن يقضي أمراً كان مفعولاً.

فإضطلع الرئيس الأسبق محمد محمد مُرسي عيسي العيَّاط بالاتِّفاق مع قيادات التنظيم الإخواني – مكتب الإرشاد العام – وكذا بعض مُساعديه من قيادات وكوادِر التنظيم العاملين بمُؤَسَّسة الرِئاسة  آنذاك علي إجهاض تلك الدعوات من خِلال حشد عناصِر التنظيم بالقاهِرة و المُحافظات لإحكام سيطرتهم علي الميادين العامة والتجمهر بها.
 
المعلن التظاهُر فيها من قِبَل جموع الشعب المصرى للحيلولة دون نجاح تِلك الدعوات و بالفِعل قام مكتب الإرشاد العام بالتنظيم الإخواني آنذاك بتكليف كوادِر التنظيم بالمكاتِب الإدارية بمُحافظات الجُمهورِيَّة بالتنسيق مع بعض القُوي المُتَطرِّفة الأخرى من الموالين لقيادات التنظيم الإخواني في أعقاب ثورة 25 ينايِر و المُتحالفين معهم في إنتخابات مجلسي الشعب و الشورى أنذاك  لحشد عناصِرهم للتجمهُر بميدان رابعة العدوِيَّة ومحيطه  بدءاً من يوم 21/6/2013 و تمويلهم و الإنفاق عليهم من وسائِل إعاشة و نقل , فضلاً عن إمدادهم بالأسلحة النارِيَّة و الخرطوش و الذخيرة والأسلحة البيْضاء والأدوات التى تستخدم فى الإعتداء على الأشخاص بهدف ترويع وتخويف جموع الشعب المصرى وإرهابه والإعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين ، والحقوق والحريات العامة وإلقاء الرعب بين الناس لمنعهم من التظاهر السلمى قبل ممارسات النظام الحاكم أنذاك .

وفي خضم تلك الأحداث الجسام شهد ميدان رابعة العدوية بمدينة نصر – القاهرة – وقائع الاعتصام الأبرز الذي ضم قيادات جماعة الإخوان المسلمين وأنصارها من التيارات الدينية المتشددة والذين حرصوا بل جاهدوا من أجل استمرار بقاء الإعتصام قائماً وحذروا من انفراط عقده ليكون لهم بمثابة القبلة التي يلوذ إليها مناصريهم وأتباعهم والوجهة التي يقصدها كل من وجد في نفسه تجاههم ميل أو هوى، واتخذوا من جمعهم هذا بنياناً يشد بعضه بعضاً، فأصبح لهم كالحصن الحصين والمقر الآمن ومنارة الإرشاد والتوجيه التي يبثوا منها رسائلهم للداخل والخارج وتصدير ما يعن لهم من صور وأحداث تتفق ومصالحهم وتخدم قضيتهم، وكان ذلك من خلال منبر إعلامي أنشيء بالميدان ووصف بأنه المنصة الرئيسية.
تلك المنصة التي كانت محط أنظار واهتمام وسائل الإعلام كافة لنقل أحداثها وفعالياتها بحسبان أنها تمثل لسان حال الجماعة التي تعكس رؤيتها وموقفها من الأحداث وما ينبغي عليها أو تنتوي فعله، كما كانت صوتها النافذ إلى قلوب وعقول أنصارها ومؤيديها تحمل إليهم خارطة الطريق ومنهجية العمل لمجابهة ما أسموه بالانقلاب العسكري نحو إعادة الرئيس المعزول إلى سدة الحكم، فما كان يصدر عنها محض أهواء أو شتات كلمات أو خطاب عشوائي لمتحدث يملك من الأمور زمامها، بل هو الرأي المجمع عليه والفكر الذي عقدوا العزم على تصديره وفق إطار يتفق ومنهج الجماعة في إدارة أزمتها، فما كان ليعتلي تلك المنصة سوى قيادات جماعة الإخوان ومرشدها وشخصيات ورموز لها قدرها وقدرتها على التأثير في نفوس المعتصمين والمناصرين بما يخدم مصالح الجماعة في ضوء ما تم الاتفاق عليه.

لذا فقد انتهجت جميعها نهجاً واحداً حرصت فيه على استثارة مشاعرهم وتحفيز عقيدتهم وتهييج الرأي العام وخلق حالة من التوحد الفكري المبني على غرس الضغينة في صدورهم تجاه القائمين بإقصاء الرئيس وكذا المطالبين بهذا الإقصاء بأنهم قد اجترؤا على الشرعية فهم الخونة والكفرة ومنهم من شبههم بأهل قريش وصوروا لهم الحدث بأنه معركة وطالبوهم بالجهاد ضد أعدائهم من أبناء الوطن الواحد، وبينوا لهم فضل الشهادة ومنزلة الشهيد عند الله بل وأحثوهم عليها واستصرخوهم للنزول إلى الشوارع والميادين والخروج بمسيرات من المساجد لإعادة الشرعية المسلوبة علي حد زعمهم.

وقد استغل قيادات الإخوان (المتهمون من الأول وحتى الرابع عشر) استغلوا عصبتهم وتوحدهم بالميدان، يجمعهم هدف واحد وتحركهم غاية واحدة يتدبرون من أجلها أمرهم ويتبادلون بشأنها أفكارهم للوقوف على رأي جامع بينهم، فألفوا من جمعهم هذا عصابة تهدف إلى مهاجمة طائفة من السكان ومقاومة رجال السلطة العامة بالسلاح. 

وتأكيداً على ذلك وتفعيلاً له فقد دبرت قيادات جماعة الإخوان المسلمين وأنصارها من التيارات الدينية المتشددة المتهمين تجمهراً داخل نطاق رابعة العدوية لتنفيذ أغراض إرهابية تهدف إلى قطع وتعطيل وسائل النقل العامة وإصابته بالشلل المروري التام وإشاعة الفوضى والإخلال بالسلم والأمن العام من خلال إثارة أعمال الشغب والعنف ضد المواطنين بهدف زعزعة الاستقرار داخل الدولة وإظهار ضعف المؤسسات الأمنية والنظام الحاكم بعدم قدرته على السيطرة على مقاليد الدولة وعجزه عن إدارة الفترة الانتقالية وتصدير هذا المشهد دولياً للخارج من بعد تصوير أن الفوضى العارمة تجتاح البلاد.

ونفاذاً لذلك المخطط وفي غضون الفترة من الحادي والعشرين من شهر يونيومن العام الثالث عشر بعد الألفين ميلادية وحتى الرابع عشر من شهر أغسطس من ذات العام دَبَّر المتهمون من الأول حتى الخامس عشر تجمهراً بميدان رابعة العدوِيَّة والشوارع المتاخمة له جعل السلم والأمن العام في خطر ، وألف المتهمون من الأول حتى الرابع عشر عصابة مسلحة وإنضموا إليهم (العصابة ) من جموع المتجمهرين  وقد زاد جمعهم من اطفال الشوارع والعاطلين (و باقى المتهمين وأخرين مجهولين وأخرين توفوا)  بميدان رابعة العدوية ومحيطه عصابة مسلحة هاجمت طائفة من السكان ( قاطنى ومرتادى محيط ميدان رابعة العدوية ) وقاومت بالسلاح رجال السلطة العامة ، وكان الغرض من هذا التجمهر ومن تأليفهم لهذه العصابة المسلحة الترويع والتخويف وإلقاء الرعب بين الناس وتعريض حياتهم وحرياتهم وأمنهم للخطر وإرتكاب جرائم الإعتداء علي أشخاص وأموال من يرتاد محيط تجمهرهم أويخترقه من المعارضين لإنتمائهم السياسي وأفكارهم ومعتقداتهم ومقاومة رجال الشرطة والقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد والشروع فيه والتخريب والإتلاف العمدي للمباني والأملاك العامة وإحتلالها بالقوة ، وقطع الطرق وتعمد تعطيل سير وسائل النقل البرية وتعريض سلامتها للخطر وتقييد حركة المواطنين وحرمانهم من حرية التنقل والتأثير علي السلطات العامة في أعمالها بهدف مناهضة ثورة 30 يونية وصدور البيان الذى توافقت القوى الوطنية عليه بتاريخ 3/7/ 2013وتغيير خارطة الطريق التي أجمع الشعب المصري عليها والتى انتهت بعزل الرئيس / محمد مرسى المنتمى لجماعة الإخوان المسلمين ، وذلك لقلب وتغيير النُظم الأساسية للدولة لعودة الرئيس المعزول / محمد مرسى إلى سدة الحكم وتقسيم الشعب المصرى من خلال خلق حالة مابين مؤيدين ورافضين لثورة 30 يونيو2013 وكان ذلك بإستخدام القوة والعنف حال كون المتجمهرين  مدججين بأسلحة نارية وأخري بيضاء ومفرقعات وأدوات مما تستعمل في الإعتداء على الأشخاص ، وذلك بأن بثوا في أنفس المتجمهرين  فكرتهم وحرضوهم عليها ورسموا لهم مخططات تنفيذه والتي وافقهم عليها سالفى الذكر ، فأمدوهم بالعتاد المادي والعيني اللازم لإنفاذها .

وحيث أن المتجمهرين من المتهمين وأخرين مجهولين وأخرين توفوا قد جمعهم وحدة الغرض المعلوم لديهم جميعًا من خلال التعليمات والتكليفات التي صدرت إليهم من قبل بعضهم (قيادتهم) وقد شهد على توافر ركن العلم لديهم تجمعهم لعدة ألاف متجمهر تقريبا  بميدان رابعة العدوية ومحيطه وأنهم قد عقدوا العزم على تنفيذ غرضهم المتفق عليه غير عابئين بما عسى أن يتحقق من جرائم محتملة من جراء فعلهم الذي إستعدوا له بالسلاح والعتاد، وهو ما يكشف عن علمهم بالغرض وقبولهم لتبعاته.

وناشدت الدولة المصرية المتجمهرين (المتواجدين بإعتصام رابعة العدوية ) فى مراحلها الأولى مراراً وتكراراً من خلال وسائل الإعلام بإنهاء تجمهرهم المسلح إلا أنهم أبوا ، واستمرت جماعة الإخوان فى تصعيد ممارساتها ضد إرادة الشعب المصرى بأن كلف المتهمون من الأول حتى الرابِع عشر - قيادات تنظيم جماعة الإخوان مُدَبِّري هذا التجمهر - بزيادة الحشد فى ميدان رابعة العدوِيَّة ومحيطه , في مُحاولة منهم والمُشاركين في ذلك التجمهر الضغط على أجهزة الدولة لإعادة الرئيس المعزول / محمد مرسى إلى سدة الحكم , ومن خلال توسِعة نِطاق التجمهر بميدان رابعة العدوية  وغلق كافَّة الطُرُق المُؤدية إلى مسجد رابعة العدويَّة من الجهات الأربع المُؤدية إليه وذلك كما  قام عدد من قيادات التنظيم الإخواني وبعض التيارات الإسلامية الموالية لها بعقد عدة اجتماعات سرية بإحدى الغرف المغلقة الملحقة بمسجد رابعة العَدَوِيَّة تم خلالها الإتفاق على تشكيل لجان أمنية أطلقوا عليها مجموعات الرَدْع من بعض عناصر التنظيم الإخواني حيث قاموا بإمدادهم بالأدوات اللازمة للقيام بعملهم " أسلحة نارية – أسلحة بيضاء – عصى – دروع حديدية – خوذ – صواعق كهربائية " بالإضافة للتمويل المالي لهم وتكليفهم بتوسيع دائرة الإشتباه في أوساط المترددين على مقر التجمهر( إعتصام رابعة العدوية ) لضبط العناصر التي يشتبه في عدم ولائها للرئيس المعزول / مُحَمَّد مرسي تحت دعوة خشيتهم من انضمام عناصرغير مرغوب فيها أو أفراد تابعين للجيش أو الشرطة أو وسائل الإعلام المناهضة للتوجهات الإخوانية واحتجازهم بأماكن تم تخصيصها لإستجواب هؤلاء العناصر وممارسة التعذيب البدني عليهم .

وأن المتهمين جميعا عدا الثانى عشر وأخرين مجهولين وأخرين توفوا إشتركوا فى هذا التجمهر و إستعرضوا القوة ولوحوا بالعنف وإستخدموهما ضد المعارضين لإنتمائهم السياسي وأفكارهم ومعتقداتهم من قاطني ومرتادي محيط مَيْدان رابعة العَدَوِيَّة المتاخم لتجمهرهم ، وضباط وأفراد قوات الشرطة وكان ذلك بقصد الترويع والتخويف وإلحاق الأذى المادي والمعنوي والإضرار بالممتلكات العامة ، ومقاومة السلطات والتأثير عليها في أداء أعمالها ، وتعطيل تنفيذ القوانين والأوامر  واجبة التنفيذ بأن إحتشدوا بمحيط مَيْدان رابعة العَدَوِيَّة مدججين بأسلحة نارية وبيضاء وأدوات مما تستعمل فى الاعتداء على الأشخاص ( أسلحة نارية مششخنة و غير مششخنة ، زجاجات حارقة "مولوتوف " ، حجارة ، عصى ، سكاكين ، وخنجر)  ومفرقعات ، وقطعوا جميع الطرق والمحاور المؤدية إلى الميدان آنف البيان بتشييد الحُصون والمتاريس ووضع إطارات السيَّارات وقطع من الحجارة إنتزعوها من أرصفة الطرق العامة على حُدود أطراف مُحيط تجمهُرهم وتحصنوا خلفها وكونوا فيما بينهم مجموعات مسلحة أسند إليها اعتراض طريق أياً من المواطنين الراغبين في سلوك تلك المحاور وحرمانهم من حرياتهم في التنقل والإعتداء عليهم جسدياً وإزهاق أروحهم.