عبد المسيح ممدوح يكتب: الإعلام وذوي الإعاقة
رغم إننا في القرن الـ21، لكن لا زالت القنوات والصحف المصرية لا تعترف بأن المكفوفين يصلحوا أن يكونوا في أماكنهم، ويستطيعون أن يعملوا مثل بقية الأشخاص، ومن الممكن أن يكون عملهم باحترافية وبشكل أفضل من الشخص المبصر بمراحل.
حتى القائمين على القنوات الفضائية لا يعترفون بنا من الأساس حتى، في إعلاناتهم أو في أي شيء، "بيستخسروا" بعض الثواني للتنويه عن طريق الصوت ويستكفي أن يضع ما يشير إليه على الشاشة، دون الوضع في الاعتبار أن هناك أشخاص أخرى متابعين لقنواتهم ولفضائياتهم الخاصة، أو حتى العامة.
هذا غير بعض القائمين على أقسام الإعلام وبعض كليات الإعلام ببعض الجامعات المصرية، حيث يرفضون وبقوة قبول الأشخاص ذوي الإعاقة والمكفوفين وكأنهم عالة عليهم أو غير مستحقين لهذه المهنة أو الالتحاق بهذه الكلية، وكأن الله جعل الكليات لخدمة أبنائه المبصرين والأصحاء فقط لا غير.
اتذكر أحد الشخصيات في الصحف المصرية الخاصة منذ فترة ليت ببعيدة، كانت أعلنت عن دورة تدريبية للصحفيين وما شابه، تحدثت معها وكان ردها غريب بالنسبة لي جدا، فقد قالت تلك الشخصية إنها "آسفة.. وصعب للمكفوفين، أنا بعتذر لك جدا".
وكانت كصاعق الكهرباء لأنها من مدعي الثورية والدفاع عن الثوار وغير ذلك من الإدعائات الكاذبة والرخيصة من وجها نظري.
غير بعض عمداء الكليات ورؤساء الأقسام بالجامعات المصرية، حيث يخرجون علينا بالبيانات الرسمية التي يعلنوا فيها رفض قبول أي من الأشخاص ذوي الإعاقة والمكفوفين بجامعتهم رغم أن هذا حق أصيل وفقا للدستور، ووفقا لقانون الأشخاص ذوي الإعاقة الجديد الذي تم التصويت عليه من البرلمان.
في حديث سابق بيني وبين المحترم النائب سمير غطاس عضو لجنة التعليم بالبرلمان، قال لي نصا: "أرجو من أي طالب تم رفضه أو الاعتراض على التحاقه بالقسم الذي يريده أن يتقدم بشكوى لنا ونحن سنصدر التوصيات اللازمة بخصوص هذا الأمر".
أيها السادة القائمين على المجال الإعلامي المصري ارتقوا بأفكاركم وبآرائكم وأرجو أن تضعوا ذوي الإعاقة في اعتباراتكم وفي حسباتكم، ضعوهم في المكان المناسب ومن ينجح يستحق التحية ومن يفشل يتم توجيه له الشكر.