اشتباكات طرابلس.. الصراعات الداخلية حيلة المليشيات الإرهابية للسيطرة على ليبيا
شهدت الأحداث الليبية تطورًا سريعًا خلال الآونة الأخيرة، حيث تزايدت حدة الاشتباكات بين الأطراف الليبية المنقسمة، ومع عناصر من تنظيم القاعدة الإرهابي "داعش"، مما أسفر مؤخرًا عن العديد من الخسائر، فضلًا عن ارتفاع ملحوظ في أعداد القتلى بشكل يومي، وهو ما استدعى تدخل العديد من الدول، لمحاولة وقف النزاعات بطرابلس بسبب اختلاف الولاءات والمواقف بين كافة الميليشيات التي تسببت في وقوع الانقسامات وأحدثت خللًا كبيرًا في النظام السياسي.
وتعيش ليبيا، في الفترة الأخيرة حالة من الاستنفار الأمني، نتيجة ما يجري بها من اشتباكات عنيفة وسيطرة من قبل الميليشيات التابعة لتنظيم القاعدة على العديد من المناطق بالعاصمة الليبية طرابلس، وهو ما تكرر في أغسطس الماضي، حينما أسفر هجوم شنه مسلحون إرهابيون على بوابة كعام الأمنية بزليطن التي تقع على الساحل الغربي الليبي، على بعد 150 كيلو مترًا شرق طرابلس، عن مقتل 6 من عناصر الأمن الليبي، بينهم 4 قتلوا ذبحًا والاثنين الآخرين بطلقات الرصاص.
هذا الاعتداء الذي يعد الأول في غرب ليبيا منذ الهجوم على مقر مفوضية الانتخابات بمطلع مايو الماضي، أجبر السلطات الليبية على إعلان حالة النفير العام، وذلك لمواجهة تقدم "داعش"، حيث طلبت وزارة الداخلية الليبية من المواطنين ضرورة التعاون مع رجال الأمن والتبليغ عن الأعمال المشبوهة والخروقات الأمنية، إلى جانب إعلانها حالة استنفار أمني قصوى بالبلاد.
وبالرغم من أنها الهجمة الأولى للتنظيم الإرهابي منذ عدة أشهر في غرب ليبيا، إلا أن هجمات "داعش" التي تستهدف البوابات الأمنية تكررت مؤخرًا في العديد من مناطق الدولة المختلفة، وسط مخاوف من إمكانية أن يستعيد التنظيم قوته في ظل الانقسام السياسي والمؤسساتي بالبلاد
فبعد عدة أيام من هذا الحادث، عاشت ليبيا توترًا مفاجئًا بين تشكيلات مسلحة تنقسم بين تابعين لحكومة الوفاق، وبين عدد من المناهضين لها، وهو ما أفضى إلى تبادل القصف والقنص وقطع الطرقات في عدد من أحياء العاصمة الليبية، مما أسفر عن سقوط خمسة من القتلى، ووصل عدد الجرحى حينها إلى 31 شخصًا.
وبالرغم من إعلان هدنة لوقف القتال بين الأطراف الليبية المنقسمة، إلا أن الاشتباكات تواصلت لعدة أيام، لتنتهي بمقتل 27 شخصًا وإصابة حوالي 100 شخص من المدنيين بجروح.
وفي نهاية أغسطس الماضي، تواصلت العمليات الإرهابية داخل ليبيا، بعدما أطلقت قذيفة عشوائية على منطقة البيفي، شرقي طرابلس، مما أثار حالة من الهلع والذعر بين سكان العاصمة الليبية.
ويأتي هذا في الوقت الذي تدعو في كافة الدول إلى وقف النزاع بليبيا، حيث دعت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الإثنين، إلى وقف أطراف النزاع للقتال في لبيبيا، حتى لا تصل البلاد إلى مرحلة الفوضى، معلنة عن أسفها لأوضاع البلاد التي تميل إلى تفاقم الأزمة وليس إلى الاستقرار بسبب الانقسامات الداخلية بها.
وفي الوقت الذي أعلنت فيه الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة حالة الطوارئ، تزايدت الاشتباكات بين الجماعات المسلحة المتناحرة في طرابلس، مما أدى لانتشار الفوضى، وازديادها مؤخرًا بعد فرار نحو 400 سجينًا من أحد السجون بالقرب من طرابلس، بعد وقوع اشتباكات عنيفة بين جماعات مسلحة بالمدينة، حيث تمكن المعتقلون من فتح الأبواب بالقوة ومغادرة سجن عين زارة، والذي كانوا مدانين بالقتل خلال الانتفاضة ضد نظام حكم الليبي معمر القذافي، عام 2011.