في ذكرى العثور على حطام تايتنك.. فيوليت جيسوب "المرأة النحس" التي لا تغرق
منذ نعومة أظافرها، وهي تحارب المخاطر، وكانت دائمًا يكتب لها النجاة، فكانت أول طفلة تنجو من الموت بين أشقائها، المصابين بمرض "السل"، وبالرغم من توقع الأطباء أن مرض "فيوليت جيسوب" سيكون قاتلاً، إلا أنها نجت منه، وعاشت حياتها حتى أن باتت ممرضة مشهورة، ولكن حظها التي وصفه البعض بالجيد نجاها من أسوأ كارثة بحرية في التاريخ المعاصر.
وتزامنًا مع ذكرى
العثور على حطام سفينة تايتنك الغارقة على قعر المحيط الأطلسي وذلك بعد 73 سنة من غرقها،
رأى البعض أن "جيسوب"، نذير شؤم حقيقي، لاسيما وأن أسوأ كوارث سفن الغرق
كانت ضيفة عليها، فالقدر كان في جعبته المزيد لها، ففي عمر السادسة عشر توفي والد جيسوب
بسبب مضاعفات من الجراحة وانتقلت عائلتها إلى إنجلترا، حيث التحقت فيوليت بمدرسة تابعة
لأحد الأديرة، وكانت في نفس الوقت ترعي شقيقتها الأصغر منها، إذ أن والدتهما قد أنتقلت
للعمل كمضيفة، ولكنها ما لبثت إلا وأن أصابها المرض، لتنتقل فيوليت للعمل بدلا منها
وتبدأ أحدي أغرب القصص التي ربطت الإنسان بالبحر عبر التاريخ، فلأول مرة علي متن سفينة
البريد الملكي البريطاني أورينوكو عام 1908، عملت "جيسوب".
بعد عامين، وتحديدا
عام 1910، انتقلت فيوليت للعمل علي متن السفن التابعة لشركة وايت ستار لاين "
الأولمبيك"، وكانت وقتها درة تاج الشركة فهي أكثر السفن المدنية فخامة وأكبرها
في ذلك الوقت علي الإطلاق، كانت فيوليت علي متنها في العشرين من سبتمبر 1911 عندما
غادرت ميناء ساوثامبتون لتصطدم بسفينة البحرية الملكية البريطانية HMS هوك، لحسن الحظ لم تكن هناك وفيات، وعلي
الرغم من الضرر الذي لحق بها، تمكنت السفينة من العودة إلي الميناء- في مذكراتها اختارت
جيسوب أن لا تذكر تلك الحادثة-.
السيدة
التي لا تغرق
يبدو أنها كانت تؤدي
عملها بشكل رائع، فبعد الأولمبيك جاءت أعظم سفن العالم وقتها التيتانك، وتقرر نقل جيسوب
للعمل علي متنها وهي بنت الخامسة والعشرين في أول رحلاتها التي انطلقت في 10 أبريل
1912 ، لكن الأمر لم يستغرق وقتا طويلا، أربعة أيام فقط ، لتصطدم تيتانك بجبل جليدي
في المحيط الأطلنطي خلال رحلتها بين بريطانيا والولايات المتحدة، ولم تحتاج سوي ساعتين
عقب التصادم لتغرق تماما، ولكن نجت المرأة التي أطلق عليها "السيدة التي لا تغرق".
"انحس امرأة"
واندلعت الحرب العالمية
الأولي أو الحرب الكبرى كما كانت تسمي حينئذٍ، وحشدت كل الدول المتحاربة جهدها للمجهود
الحربي ، فيوليت جيسوب نالت حظها ، وأصبحت ممرضة في الصليب الأحمر البريطاني ، وفي
صبيحة الحادي والعشرين من شهر نوفمبر من العام 1916 كانت علي متن HMHS بريتنيك التي كانت تتبع شركة وايت لاين
وتم تحويلها لسفينة طبية حربية ، في ذلك اليوم وبسبب انفجار غامض ، غرقت السفينة، ونجت
" انحس امرأة لان غرقت 3 أكبر سفن بالعالم وكانت تمتع بالحياة"، هكذا وصفها
فاروق القيسي، على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، في ذكرى العثور على
حطام سفينة تايتنك.