بيان مشترك لمصر وفيتنام حول زيارة تران داي كوانج للقاهرة
قام تران داي كوانج، رئيس جمهورية فيتنام الاشتراكية، وقرينته بزيارة رسمية إلى جمهورية مصر العربية في الفترة من 25 إلى 28 أغسطس 2018، وذلك تلبية لدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهى أول زيارة يقوم بها رئيس فيتنامي لمصر.
رافق رئيس جمهورية فيتنام وفد يتألف من وزير الصناعة والتجارة ووزير الزراعة والتنمية الريفية ووزير التخطيط والاستثمار ووفد تجاري كبير من ممثلي الشركات الفيتنامية في شتى القطاعات.
وأقام الرئيس عبد الفتاح السيسي والسيدة قرينته، حفل استقبال رسمي ومأدبة غذاء وذلك تكريما للرئيس تران داي كوانغ والسيدة قرينته.
كما عقد الرئيسان محادثات ثنائية لبحث آفاق التعاون الثنائي بين البلدين، وتم تنظيم العديد من الأنشطة الثقافية والتجارية خلال الزيارة للاحتفال بالذكرى الخامسة والخمسين للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وعقدت المحادثات بين الجانبين في جو يتسم بالود والألفة حيث ناقش الجانبان بشكل موسع القضايا الثنائية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، ورحب الجانبان بالتقدم الإيجابي في العلاقات الثنائية منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية في سبتمبر 1963، وبعد الزيارة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي لفيتنام في سبتمبر 2017.
وهنأ الرئيس تران داي كوانغ الرئيس عبد الفتاح السيسي على إعادة انتخابه رئيسًا لمصر في الانتخابات الرئاسية التي عقدت في مارس 2018 ، معتبرا إنها نقطة فارقة لفتح آفاق متعددة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية في مصر، وتعزيز وتطوير أواصر علاقات الصداقة والتعاون التي تجمع بين البلدين.
كما هنأ الرئيس الفيتنامي الرئيس عبد الفتاح السيسي بانتخابه رئيساً للاتحاد الإفريقي لعام 2019، مما يدل على تزايد الدور والمكانة السياسية لمصر في الساحة الإقليمية والدولية.
ومن جانبه هنأ الرئيس عبد الفتاح السيسي الرئيس الفيتنامي على إنجازات بلاده الهامة في مجال التنمية الاجتماعية والاقتصادية والشؤون الخارجية، لا سيما النجاح الذي حققته قمة أبيك عام 2017، وأعرب عن ثقته في أن فيتنام ستحقق قريبا هدفها في أن تصبح بلدا صناعيا متقدما.
وأكد الجانبان أن زيارة الدولة التي قام بها الرئيس تران داي كوانغ تعد حدثًا هامًا بمناسبة الذكرى 55 للعلاقات الدبلوماسية بين فيتنام ومصر.
كما أعرب الزعيمان عن ارتياحهما لنتائج الزيارة الأولى التي قام بها رئيس جمهورية فيتنام الاشتراكية والتي ساهمت في تعزيز الثقة المتبادلة، وتدعيم التعاون الثنائي في مجالي التجارة والاستثمار، وتكثيف التعاون في في مجالات الزراعة والتعليم والثقافة والتدريب، وتعزيز تبادل الوفود الشعبية بين البلدين.
واتفق الرئيسان على تكثيف الزيارات المتبادلة على كل المستويات، الحكومية والبرلمانية والشعبية والتجارية، كما أكد الجانبان على أهمية الاستمرار الفعال لآليات التعاون الثنائي القائمة بين البلدين، ومن بينها اللجنة الحكومية المشتركة، والمشاورات السياسية، وتدعيم أواصر التفاهم الاستراتيجي بين الدولتين.
واتفقا على العمل معا من أجل عقد الدورة السادسة للجنة الوزارية المشتركة في القاهرة في عام 2019. وأعرب الجانبان عن رضاهما بنتائج الاجتماع الأول للجنة الفرعية للتعاون التجاري والصناعي بين القاهرة وفيتنام التى عقدت في القاهرة خلال الفترة بين 22 و 23 أبريل 2018.
وأبدى الجانبان ارتياحهما للتعاون بين البلدين في إطار المحافل الدولية، في إطار الأمم المتحدة وحركة عدم الانحياز والاتحاد الأفريقي ورابطة دول الآسيان، ولا سيما الدعم المتبادل للترشيحات للمنظمات الدولية في إطار الأمم المتحدة.
وفي هذا الصدد، تقدر مصر ترشيح فيتنام لعضوية غير دائمة في مجلس الأمن للأمم المتحدة لفترة 2020-2020.
وعبر الجانب المصري عن تقديره لمساندة فيتنام انضمام مصر لمعاهدة الصداقة والتعاون لرابطة دول جنوب شرق آسيا (TAC)، وعبر الجانبان عن اعتزامهما تعزيز التعاون في المجالات ذات الصلة وبذل الجهود المشتركة من أجل تحقيق التقدم والرخاء في آسيا بما في ذلك الآسيان.
كما تلتزم مصر بكونها رئيساً للاتحاد الأفريقي في دورته لعام 2019 بدعم فيتنام لتعزيز التعاون مع إفريقيا والعمل كجسر يربط بين فيتنام والاتحاد الأفريقي.
واتفق الرئيسان على تعزيز التعاون الثنائي في مجالي التجارة والاستثمار، كما تعهدا بتوفير الظروف المواتية للشركات من البلدين لزيادة فرص النفاذ إلى أسواق كل منهما، من أجل تحقيق هدف زيادة التبادل التجارى بين البلدين ليصل إلى مليار دولار سنوياً في المستقبل المنظور، بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر: أ) تعزيز تحرير وتيسير التجارة ، تشجيع الاستثمار، دعم نظام تجاري متعدد الأطراف عادل وشامل وقائم على القواعد ، تلعب فيه منظمة التجارة العالمية دوراً مركزياً ؛ ب) زيادة تبادل الوفود التجارية ، والاتصال بين الشركات ، وتبادل المعلومات ، والتنظيم الدائم للمعارض والفعاليات التجارية ؛ جـ) استكشاف فرص تجارية واستثمارية جديدة في مجالات جديدة للتعاون مثل صناعة الملابس والمنسوجات والجلود والأحذية والهندسة الميكانيكية وإنتاج السلع الاستهلاكية وتجهيز الأغذية والحراجة الزراعية وصيد الأسماك والمعادن وغيرها.
كما اتفق الجانبان على تعزيز التعاون في مجال الجودة والمعايير، حيث رحبت فيتنام بمقترح مصر توفير المساعدة الفنية اللازمة لتدريب أفراد من فيتنام فى مجال إصدار شهادات الحلال للمواد الغذائية. كما اتفق الجانبان على تعزيز التعاون في مجال تبادل المعلومات حول تقييم المطابقة للمنتجات الزراعية والاعتراف المتبادل في هذا الشأن، وذلك من أجل زيادة التجارة الثنائية بين البلدين.
وثمن الجانبان التعاون الثنائي في مجال الثقافة، وخاصة فى مجال تبادل الوفود الفنية في المهرجانات الثقافية المشتركة، واتفقا على تعزيز التبادل الثقافى، وتنظيم أيام وأسابيع ثقافية والأعياد والمناسبات الأخرى فى البلدين.
وشهد الرئيسان توقيع العديد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات وهي: مذكرة تعاون بين المعهد الدبلوماسي المصري بوزارة الخارجية ونظيره الفيتنامي، مذكرة التفاهم بين وزارة الاستثمار والتعاون الدولي ووزارة المالية الفيتنامية في مجال التمويل والاستثمار والبورصة، مذكرة تعاون في مجال البترول، مذكرة تفاهم في مجال تجارة الأرز، مذكرة تفاهم في مجال الزراعة، مذكرة تعاون في مجال ترويج الصادرات، مذكرة تفاهم في مجال المعالجات التجارية؛ اتفاق تآخي بين محافظة نينه بينه الفيتنامية ومحافظة الأقصر.
تبادل الرئيسان وجهات النظر حول المسائل والقضايا التي تهم البلدين على الساحتين الإقليمية والدولية مشددين على أهمية الحفاظ على السلام والاستقرار في جنوب شرق آسيا والشرق الأوسط وإفريقيا، من أجل صالح شعوب كافة الدول، كما أعرب الجانبان عن رغبتهما في تدعيم التعاون في المجالات ذات الصلة وبذل جهود مشتركة لتحقيق التقدم والازدهار في المنطقتين.
وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب، الذي بات يمثل عدوا مشتركًا لكافة الشعوب المحبة للسلام. وأعرب الجانبان عن تأييدهما للسعي نحو التوصل لحل سياسي للأزمة في الشرق الأوسط، بما يضمن وحدة وسلامة أراضي وسيادة دول المنطقة.
كما أكد الجانبان دعمهما للحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني وضرورة توصل مفاوضات السلام إلى تسوية عادلة وشاملة ونهائية للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين وحدود ما قبل عام 1967 والقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين.
وأعاد الطرفان تأكيد رغبتهما وتصميمهما على الحفاظ على نظام بحري قائم على أسس القواعد التي تعكسها اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار (UNCLOS).
وأعرب الرئيس الفيتنامي عن خالص شكره وتقديره للرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، وللحكومة والشعب المصرى على ما لقيه والوفد المرافق من حُسن الاستقبال وكرم الضيافة أثناء زيارته لمصر.
كما وجه الرئيس الفيتنامي الدعوة للرئيس عبد الفتاح السيسى لزيارة فيتنام مرة أخرى، والتى رحب بها وقبلها الرئيس بكل سرور، وسيتم الاتفاق على تاريخ الزيارة عبر القنوات الدبلوماسية.