'راشد' التربي| 23 عاما في أمان وسط الموتى.. والسر 'نجل شقيقته' (فيديو وصور)
وسط الهدوء والسكينة وراء تلك البوابة الحديدية الكبيرة غرفة صغيرة على يمينك تراها بمجرد أن تطأ قدمك ارض الاموات فتجد عم 'راشد' مسن ستيني يقطن في غرفته الهادئة لحراسة مقابر الموتى لا تبعد سوا مترا واحدة عن غرف المقابر يعيش في سكينة تامة ينام على تلك الكنبة الصغيرة في ركن الغرفة على صوت إذاعة القرآن الكريم بجانبه 'قُله' للمياه وطبق صغير لطعامه.
'أنا بقالي 23 سنة بحرس المقابر دي ومكرس حياتي كلها لخدمة الأموات' بهذه الكلمات بدأ 'عم راشد' حديثه إلى 'الفجر' موضحا أن عمره 68 عام من قريه شبراقاص مركز السنطة بمحافظة الغربية تزوج في سن ال30 من نادية ربة المنزل ذات ال 58 عام وانجب منها ولد وثلاث بنات كان يعمل في المحارة إلى أن حدث لها حادثه وفاة ابن اخته الذي كان يعمل معه في هذه المهنة في حادث منذ 1995.
أكمل 'راشد' أنه عندما توفي ابن أخته جلس بجوار مقبرته 10 ايام متواصلة بشهر رمضان المبارك دون الابتعاد عنه وفي ذلك الحين قرر أن لا يبتعد عنه ابدا وصمم على أن يعمل حارس للمقابر يعيش فيها ويجعل منها مسكنه ومأوآه وبالرغم من أنه وجد هجوما شديدا من أبنائه ورفضهم التام لفكرة عمله 'كتربي' إلا أن زوجته المخلصة دعمته ووقفت معه على السراء والضراء وشجعته على قراره ووقفت لأبنائها حتى أقنعتهم أن مهنه والدتهم اسمى مهنه فهي ستكون وصله بينه وبين ربه وما هي إلا عمل للخير يقوم به والدهم.
ومن هنا اتخذ 'راشد' من تلك الغرفه الصغيرة مسكن له ينام ويستيقظ بداخلها عمل بهذه المهنة دون اي مقابل ولكن لوجه الله عز وجل ويأتي رزقه فقط عندما يريد احدهم بناء تربه يقوم ببنائها ومحارتها وعمل اللازم بها وياخذ اجر بسيط على ذلك الى جانب أنه يقوم بتنظيفها وروي الأشجار والزرع بها يتركها نظيفة دائما يشعر انه منزله يجب أن يبقيه نظيفا احتراما لحرمة الأموات ويتمنى من الوافدين أن يتركوها نظيفة ايضا كما تركها.
وأضاف 'راشد' أن المقابر ليست مكانا للخوف او الذعر كما يعتبره معظم الناس وانما هي مكانا للسكينة والطمأنية فهو يقيم بها كما اسماها "الملكوت' منذ 23 سنه لم يجد منها سوى الراحة النفسيه والسلام النفسي لا يضايقه أحد لا يجد من حزنه او يثير غضبه او يدخله في مشاكل وجدالات يرتاح وسط هؤلاء النيام الذين لا صوت لهم لا يزعجون احد ذهبوا الي خالقهم موضحا ان العالم الخارجي هو مصدر الازعاج الوحيد والاذي عالم ملئ بالنفاق والكراهيه والحزن.
وأشار إلى أنه لا توجد اي مخاوف بها كما تحكي الأساطير عن حكايات للموتى وقصص لا اساس لها من الصحه وانما هي من وحي خيال الكاتب كلها اوهام فهذا 'الملكوت' خالي تماما من تلك الخرافات.
وأوضح أنه يعمل لوجه الله تعالي زاهدا الدنيا لا يريد سوي الاخره ولكنه لا يطلب الا أن يتدخل محافظ الغربية اللواء احمد ضيف صقر واللواء ممدوح هجرس رئيس مجلس ومدينة السنطة لتسهيل إجراءات حصوله على معاش التضامن والتكافل الذي لا يحصل عليه منذ عام كامل بسبب وقف الإجراءات حتي يتمكن من تلبية احتياجات زوجته.