مي سمير تكتب: أدلة عمل "ترامب" جاسوسا لروسيا منذ 30 عاما
ترامب يغسل مليارات المافيا الروسية من خلال أبراجه السكنية فى نيويورك
3 كتب أمريكية تكشف عن "فيديو جنسي" استخدمته "كى جي بي" لتجنيد الرئيس
من المحتمل أن يكون الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، تعرض للابتزاز والسيطرة عليه من قبل المخابرات الروسية، عندما كان فى زيارة إلى موسكو منذ أكثر من 30 عاماً، كما يزعم كتاب جديد.
حسب ضابط سابق فى المخابرات الروسية «كى. جى. بي» خلال زيارة ترامب وزوجته فى ذلك الوقت إيفانا، لروسيا عام 1987، بعد أن دعاه أحد كبار الدبلوماسيين لمناقشة مشروعات تطورات العقارات، ونجحت المخابرات الروسية فى تصوير ترامب مع عدد من فتيات الليل الروسيات اللواتى أرسلن إليه ضمن عملية تعرف باسم «فخ العسل»، ما جعله عرضة لابتزاز الكرملين.
قدم الرئيس السابق لإدارة مكافحة التجسس فى «كى جى بى»، أوليج كالوجين هذه المعلومات إلى المؤلف كريج أونجر التى نشرها فى كتابه الجديد بعنوان: «بيت ترامب بيت بوتين: القصة غير المروية لدونالد ترامب والمافيا الروسية».
فى يناير 1987، قبل سقوط جدار برلين بسنتين، تمت دعوة ترامب من قبل السفير السوفيتى لدى الأمم المتحدة، يورى دوبينين، لزيارة موسكو للحديث عن بناء فندق جديد هناك، وطار ترامب مع زوجته الأولى إيفانا واثنين من شركائه إلى ما كان يعرف حينها بالاتحاد السوفيتى، ومكث ترامب فى فندق ناشونال فى موسكو، وخلال رحلته بالكامل كان عرضة لمراقبة لمدة 24 ساعة من قبل جهاز الـ«كى جى بي».
وقال كالوجين، المسئول عن العمليات الأجنبية وجمع المعلومات الاستخبارية، إنه من الممارسات الشائعة فى ذلك الوقت استخدام فتيات الليل من أجل الإيقاع برجال الأعمال الأجانب.
وكشف كالوجين، كيف تستخدم «كى جى بي» فتيات الليل للقيام بمهام خاصة لصالح المخابرات الروسية التى نجحت فى الإيقاع بالرئيس الأمريكى الحالى منذ أكثر من 30 عاماً والسيطرة عليه من خلال أشرطة فيديو تسجل علاقته غير المشروعة.
وزار ترامب موسكو من جديد فى عام 2013 لحضور مسابقة ملكة جمال الكون، وكانت تلك الزيارة التى أدت إلى مزاعم بأنه تم تصويره، مع عدد من فتيات الليل، ونفى ترامب هذه المزاعم ووصفها بـ«الزائفة وغير الحقيقية».
وتم تقديم هذا الادعاء لأول مرة فى الملف الذى تم إعداده من قبل الجاسوس البريطانى السابق كريستوفر ستيل، الذى كلفته شركة أبحاث مقرها فى واشنطن وتسمى «فيوجن»، خلال الحملة الانتخابية لترامب، للنظر فى علاقات الأخير مع روسيا، ويصر كالوجين على أن ترامب على الأرجح كان مدركا لوجود مثل هذه المواد التى تدينه لدى المخابرات الروسية والتى يطلق عليها اسم «kompromat»، أو مواد المساومة.
يزعم الكتاب أن ترامب هو عميل روسى، صنع منه الجشع فريسة سهلة لضباط المخابرات السوفيتية منذ عقود مضت، حسبما ذكرت صحيفة ديلى ميل فى عرضها للكتاب، كما يعرض «بيت ترامب» تفاصيل علاقاته بروسيا والتواطؤ المحتمل مع الكرملين فى انتخابات عام 2016.
يقول أنجر، إن ترامب ضعيف أمام روسيا، حيث صدم العالم فى الشهر الماضى بالقول إن الكرملين لم يقم بأى تدخل فى الانتخابات الأمريكية.
فى الفصل الافتتاحى من الكتاب، يقول أونجر إن السبب بسيط: فمع ترامب، نجحت روسيا فى غرس إما شخص جاهل أو عميل للروس فى البيت الأبيض».
ويصف أنجر الرئيس الأمريكى برجل فلاديمير بوتين فى البيت الأبيض، ويدعى أن شركة ترامب العقارية قامت بغسل مليارات الدولارات بالتعاون مع عصابات الجريمة المنظمة فى روسيا أو المافيا الروسية.
حسب الكتاب، فإن ارتباطات ترامب مع الروس المشبوهين تعود إلى سبعينيات القرن الماضى، فى برايتون بيتش، وهو حى للطبقة العاملة فى بروكلين، حيث كان والده فريد، يملك عشرات العقارات، ومن بين هؤلاء سيمون كيسلين وتامر سابير، وهما مهاجران روسيان تجمعهما روابط مع عائلات الجريمة الروسية، وكان لديهما متجر للإلكترونيات استخدمه عملاء «كى جى بي» لشراء لوازمهم، كما جمعت صداقة بين ترامب ودافيد بوجاتين، وهو من المحاربين القدامى فى الجيش السوفيتى، والذى تحول إلى مواطن أمريكى واعترف فى وقت لاحق بأنه مذنب فى إدارة برنامج لتهريب البترول مع عصابات روسية، واشترى بوجاتين 5 شقق فاخرة فى برج ترامب، وهو المبنى السكنى الجديد فى الجادة الخامسة فى نيويورك، فى منتصف الثمانينيات مقابل 6 ملايين دولار.
كان برج ترامب واحداً من بنايتين فقط فى نيويورك فى الوقت الذى سمح للناس بشراء الشقق الخاصة باستخدام شركات وسيطة لا تكشف عن أسماء المشترين.
ويؤكد كتاب «بيت ترامب» أنه بصرف النظر عما إذا كان ترامب قد عرف ذلك أم لا، فعندما عقد الصفقة مع بوجاتين كان يساهم فى غسل أموال المافيا الروسية.
المعتوه.. المساعدة السابقة لترامب تصفه بالعنصرى
ترجع علاقة امروسا مانيجولت نيومان، بالرئيس الأمريكى دونالد ترامب، منذ مرحلة تقديم برنامج ترامب «المتدرب» والذى يندرج تحت فئة برامج الواقع، حيث شاركت أمروسا فى البرنامج واشتهرت بشخصيها الحادة والمثيرة للجدل. التحقت أمروسا بالعمل فى الحملة الانتخابية لترامب وكانت مسئولة عن التواصل مع الأمريكان من الأصول الإفريقية، كما انضمت للبيت الأبيض حيث شغلت منصب مدير الاتصال قبل أن تغادر منصبها بشكل مفاجئ فى ديسمبر الماضى.
ويبدو أن السيدة صاحبة البشرة السمراء لاتزال قادرة على إثارة الجدل ولكن هذه المرة من خلال كتابها الصادر هذا الأسبوع «المعتوه : شهادة من داخل البيت الأبيض عن ترامب» والذى يتضمن تفاصيل علاقتها، الممتدة لسنوات، مع ترامب.
يصف كتاب أمروسا الرئيس الأمريكى بأنه متعصب ومتحيز جنسياً وعنصرى حيث تم التسجيل له وهو يستخدم العديد من العبارات غير اللائقة، فى المقابل أكدت السكرتيرة الصحفية فى البيت الأبيض سارة ساندرز: «هذا الكتاب مليء بالأكاذيب والاتهامات الباطلة». وأضافت: «من المحزن أن تحاول موظفة سابقة بالبيت الأبيض شن هذه الهجمات الزائفة».
تضمن الكتاب العديد من المزاعم التى ترسم صورة مشوهة للرئيس الأمريكى، فعلى سبيل المثال يقول الكتاب إن ترامب كان يريد استبدال الكتاب المقدس بكتابه «فن الصفقة» لأداء اليمين الدستورية خلال حفل تنصيبه، وقد أدى باراك أوباما على سبيل المثال اليمين الدستورية باستخدام الأناجيل التى تنتمى إلى أبراهام لنكولن ومارتن لوثر كينج جونيور، إذ إن استخدام الكتاب المقدس، رغم أنه شائع، ليس إلزاميا بالنسبة لرؤساء الولايات المتحدة الذين يؤدون القسم.
وكتبت أمروسا أن ترامب أبلغها عن رغبته فى أداء القسم باستخدام كتاب «فن الصفقة» حيث أكد لها أن كتابه هو الأكثر مبيعاً والأعظم فى كل العصور، ولكن أمروسا قالت إنها طلبت منه نسيان الفكرة وعدم ذكرها لأى شخص آخر، وتضيف: «ضحكنا، كان يريدنى أن أصدق أنه كان يمزح»، حسب الكتاب، إن ترامب، الذى يحظى بتأييد عميق من المسيحيين الإنجيليين، لا يملك أى معرفة بالكتاب المقدس.
كما يتطرق الكتاب إلى العلاقة التى تجمع بين ترامب وابنته المفضلة إيفانكا، حيث يشير إلى أن العلاقة بينهما تثير الشك والريبة، وتتجاوز حدود العلاقة المناسبة التى يجب أن تجمع بين الأب وابنته.
ويهاجم الكتاب إيفانكا ويصفها بأنها تستغل وضعها كفتاة أبيها الصغيرة لكى تحصل على ما تريد، وكتبت أمروسا أن إيفانكا لديها لسان سليط رغم صورتها اللطيفة فى وسائل الإعلام.
ويتناول الكتاب تفاصيل حول علاقة ترامب مع ديفيد بيكر مالك جريدة ناشونيل انكوير، حيث يخضع بيكر، الرئيس التنفيذى لشركة أميريكان ميديا، منذ فترة طويلة، للتحقيق الڤيدرالى بسبب شرائه ثم عدم نشره قصة كارين ماكدوجال، العارضة السابقة فى مجلة بلاى بوى، والتى جمعتها مع ترامب علاقة غرامية. وكتبت أمروسا أنها رفعت قضية ضد ناشونيل انكوير فى عام 2016 بعد أن زعمت الجريدة إجراء حوار معها أثناء جنازة شقيقها، ولكنها اضطرت للتنازل عن القضية بعد ضغط من ترامب الذى تجمعه صداقة مع ديفيد بيكر، وبالفعل تنازلت أمروسا عن القضية فى مقابل العمل لصالح شركة أميريكان ميديا.
وتعترف أمروسا أنها تشعر بالخجل من خضوعها لهذا الابتزاز ولكنها تؤكد أنها تعلمت الدرس، وبعد مغادرتها البيت الأبيض، عرضت عليها زوجة ابن ترامب، لارا ترامب، 15 ألف دولار شهريا للعمل فى حملة إعادة انتخابه لعام 2020، ولكن مع عقد يمنعها من التحدث عن عائلة ترامب، ولكنها رفضت العرض.
حسب الكتاب كان هناك بالفعل تواطؤ فى انتخابات عام 2016، لكنه كان بين حملة ترامب وشركة فوكس نيوز، حيث كتب الكثيرون عن علاقتهم التكافلية، حيث يقدم الرئيس معظم المقابلات التليفزيونية مع فوكس نيوز وتغريداته غالبا ما تكون مدعومة بمواد كان شاهدها على المحطة.
وتقدم أمروسا مزيداً من الأدلة التى تعود إلى الحملة الانتخابية لعام 2016، وحسب الكتاب، كان عدد من العاملين فى الحملة يتلقون بريداً إلكترونياً يومياً من منتج فى شركة فوكس نيوز يلخص الأخبار اليومية مع مقترحات وإشارات يجب الانتباه إليها، موضحةً أن بريداً إلكترونياً نموذجياً من فوكس نيوز لحملة ترامب يتضمن نسخة كاملة من خطاب هيلارى كلينتون الأخير مع تحليل عميق له، واقتراحات محددة لكيفية الرد عليه، سطرا تلو الآخر، ويؤكد الكتاب أن قنوات التواصل لاتزال مفتوحة بين فوكس نيوز البيت الأبيض.
ويتعرض الكتاب لعلاقة ترامب بالعاملين فى البيت الأبيض، ويشير إلى أن ترامب دائم السخرية من العاملين معه، فعلى سبيل المثال يرى ترامب أن مستشاره الخاص وصهره جاريد كوشنر وسيم للغاية ولكن على نحو يجعله يفتقر الملامح الرجولية.
وكتبت أمروسا أن ترامب شعر بغضب شديد عندما احتلت صورة كبير الاستراتيجيين السابق ستيف بانون، غلاف مجلة التايم مع عنوان «كبير المتلاعبين»، وصب ترامب غضبه على بانون فى غرفة ممتلئة بالناس، وصاح ترامب: «إنه يعتقد أنه يتلاعب؟ إنه يعتقد أنه ذكى جداً؟ يعتقد أنه يستطيع التلاعب بى؟ إنه أحمق»، وبهذا الكتاب تنضم أمروسا إلى قائمة الموظفين السابقين فى البيت الأبيض الذين قرروا نشر كتب فاضحة عن ترامب.
الخوف: ترامب فى البيت الأبيض
عاد الصحفى البارز بوب وودوارد، المعروف بمساهمته فى تقديم الرئيس الأمريكى الأسبق ريتشارد نيكسون، لاستقالته فى أعقاب الكشف عن فضيحة ووتر جيت فى بداية السبعينيات، لعالم الرؤساء من جديد من خلال كتابه «الخوف: ترامب فى البيت الأبيض» المنتظر صدوره فى سبتمبر المقبل.
وفقاً لوصف الكتاب فى موقع الأمازون، يكشف الكتاب فى 448 صفحة تفاصيل غير مسبوقة عن الحياة المروعة داخل البيت الأبيض للرئيس دونالد ترامب، وعلى وجه التحديد كيف يتخذ الرئيس الأمريكى قرارات بشأن السياسات الخارجية والداخلية الرئيسية.
وكتب وودوارد عن 8 رئاسات، مع 18 كتابا تناول خلالهما قصصا وحكايات عن جورج دبليو بوش وباراك أوباما مع الكشف عن تفاصيل غير معلومة بشأن الحروب فى العراق وأفغانستان.
الكتاب هو تتويج لـ8 شهور من العمل الشاسع حيث اعتمد وودوارد على إجراء العديد من المقابلات مع المصادر المباشرة، ومذكرات الاجتماعات، واليوميات الشخصية، والملفات والمستندات، لجمع محتويات هذا الكتاب.
ونجح الكتاب بالفعل فى جذب أنظار العالم الذى يترقب صدوره قبل الانتخابات النصفية للكونجرس الأمريكى، عنوان الكتاب تم أخذه من حوار أجراه وودوارد مع ترامب فى عام 2016، على صفحات جريدة الواشنطن بوست، و خلال هذا الحوار، قال ترامب: «القوة الحقيقية هى - أنا لا أريد حتى استخدام الكلمة - الخوف»، الآن، أصبح هذا الاقتباس أساسا لعنوان الكتاب، ومن المرجح أن يبحث الكتاب حول المعنى الحقيقى لمفهوم الخوف فى رئاسة ترامب.
لقد اكتشفت كتب وودوارد الجوانب القبيحة للرؤساء السابقين، ومن المرجح أن هذا الكتاب لن يكون مختلفا، رغم أن العنوان يشير إلى أن هذا العمل المرتقب سيركز بشكل أكبر على أسلوب ترامب غير التقليدى للحكم أكثر من تناوله قضية معينة، كما فعل فى كتاب «حروب أوباما» أو كتاب «بوش فى الحرب».
ووفقا لمصادر شبكة سى إن إن، الإخبارية، فإن كتاب «الخوف» سيعطى للقراء نظرة دقيقة وشاملة لأفكار وقرارات ترامب حول مجموعة من القضايا من الأمن القومى إلى التحقيق حول مزاعم التدخل الروسى فى الانتخابات الأمريكية.
وعلاوة على المقابلات التى أجراها وودوارد مع مسئولين فى الإدارة، تم إعطاء الصحفى الاستقصائى العديد من المذكرات، بما فى ذلك بعض المخطوطات المكتوبة بخط اليد من قبل الرئيس.
وفى وقت سابق، تحدث وودوارد عن هجمات الرئيس ترامب التى لا هوادة فيها على وسائل الإعلام، ومن المحتمل أن يتناول الكتاب علاقة إدارة ترامب المضطربة مع المنظمات الإخبارية.
والجدير بالذكر أن فى حديثه فى حفل عشاء المراسلين فى البيت الأبيض فى عام 2017، تحدى وودوارد اتهامات الرئيس بأن وسائل الإعلام تفبرك الأخبار والقصص.
ويقول جوناثان كارب، رئيس دار نشر سايمون آند شوستر التى سيصدر عنها الكتاب: «هذه هى القصة الداخلية عن الرئيس ترامب التى يستطيع بوب وودوارد فقط أن يرويها».
ويؤكد كارب أن الكتاب سيقدم نظرة غير مسبوقة عن كواليس البيت الأبيض خلال حكم ترامب، ويكشف للقارئ الدراما التى تسيطر على العلاقات بين الرئيس الأمريكى وأعضاء إدارته.