حقيقة صوم العذراء الذي فرضه الأقباط على الكنيسة.. وقيمته في عيون الطوائف
تعيش الكنيسة المصرية الآن في مرحلة صوم السيدة العذراء وهي من أحب الأعياد عند الجميع، ومن المعروف أنه هو الصوم الوحيد الذي فرضه الشعب على الكنيسة.
صوم السيدة العذراء هذا صامه آبائنا الرسل أنفسهم عندما عاد توما الرسول من التبشير فى الهند، فقد سألهم عن السيدة العذراء، قالوا له إنها قد ماتت، فقال لهم "أريد أن أرى أين دفنتموها!"، وعندما ذهبوا إلى القبر لم يجدوا الجسد المبارك.
فابتدأ يحكى لهم أنه رأى الجسد صاعدا، فصاموا 15 يوماً بدءاً من أول شهر مسرى حتى 15 مسري، فأصبح عيد للعذراء يوم 16 مسرى من التقويم القبطي.
موضوع تكريم السيدة العذراء حير العديد، فالبعض شطحوا فقالوا أنها حُبِلَ بها بلا دنس، والبعض الآخر شطح في الناحية الأخرى قائلاً إن العذراء هي كعلبة كان بها ذهباً، فنأخذ الذهب ولا قيمة للعلبة!! أما الكنيسة القبطية الارثوذكسية فى تقليدها السليم حسب الكتاب المقدس تبجل السيدة العذراء مريم ولكنها لا ترفعها إلى الألوهية مثل الذين يقولون أنها حبل بها بلا دنس، ولا تتجاهلها مثل الذين يتجاهلونها ولا يؤمنون بشفاعتها، أما بالنسبة للفريق الأول، فهم الكنيسة الكاثوليكية.
ولكن الكتاب المقدس واضحاً في هذا الأمر بقوله: "هكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس"، فهنا لم يستثنى أحداً.
ويقول أيضاً "إذا كان بخطية واحد صار الحكم إلى جميع الناس لتبرير الحياة"، فحقاً إن الملاك قال لها أن الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك، ولكن ليس معنى هذا أنها حبل بها من أمها بلا دنس! وإن كان السيد المسيح ولد منها بلا دنس، لكن هي ولدت ولادة إنسانية بشرية من حنة ويواقيم ولا ننسى أنها قالت " تبتهج روحي بالله مخلصي".
فالعذراء قديسة وبتول وطاهرة وعفيفة وبها العديد من الصفات جميلة، ونحن نطوبها ونحاول أن نتشبه بها. فحياة السيدة العذراء هي دعوة لنا جميعاً أن نسلك بالطاهرة والقداسة.
الكتاب المقدس يلقبها بالباب المفتوح:
فقال عنها سفر حزقيال النبي إنها باب في المشرق دخل منه رب المجد وخرج (حز2:44).
فإن كان الرب هو الحياة، تكون هي باب الحياة والرب قد أعلن أنه الحياة في قوله " أنا هو الطريق والحق والحياة " (يو6:14)« أنا هو القيامة والحياة» (يو25:11) فما دامت العذراء هي الباب الذي خرج منه المسيح، إذن تكون هي باب الحياة وبنفس الطريقة تكون هي باب الخلاص
«لأن الرب هو الخلاص. إذ قد جاء خلاصاً للعالم، يخلص ما قد هلك » (لو10:19).
وليس غريباً أن نلقب العذراء بالباب. فالكنيسة أيضاً لقبت بالباب منذ أقدم العصور.
إذ قال أبونا يعقوب أبو الآباء عن المكان المقدس الذي دشنه كنيسة وعرف باسم بيت إيل،
أي بيت اللـه قال عنه «ما أرهب هذا المكان ما هذا إلا بيت اللـه وهذا باب السماء» (تك17:28).
بشارة يواقيم بميلاد العذراء (7 مسرى)
أرسل الله ملاكه الجليل جبرائيل وبشر القديس يواقيم ورد نياحة هذا القديس تحت اليوم السابع من برمودة بميلاد البتول والدة الإله بالجسد. كان هذا البار وزوجته القديسة حنة قد تقدما في أيامهما ولم يرزقا ولدا لان حنة كانت عاقرا ولان بني إسرائيل كانوا يعيرون من لا ولد له.
لهذا كان القديسان حزينين ومداومين علي الصلاة والطلبة إلى الله نهارا وليلا ونذرا أن الولد الذي يرزقانه يجعلانه خادما للهيكل وفيما كان الصديق يواقيم في الجبل مواظبا علي الصلاة نزل عليه سبات فنام وظهر له ملاك الرب جبرائيل وبشره بأن امرأته حنة ستحبل وتلد مولودا يقر عينيه ويسر قلبه ويحصل بسببه الفرح والسرور للعالم أجمع ولما انتبه من نومه أتي إلى بيته فأعلم زوجته بالرؤيا فصدقتها وحبلت من تلك الليلة وولدت القديسة البتول مريم . وافتخرت حنة بذلك علي كل نساء العالم.
صوم العذراء مريم بالنسبة للكنيسة الكاثوليكية:
يأتي هذا الاعتقاد في الكنيسة الكاثوليكية متوافقًا مع الرؤية المسيحية لدواعي الموت، فالإنسان يموت بسبب الخطيئة المتوارثة منذ آدم ،وبصفة أن العذراء لم ترث هذه الخطيئة الأصلية فهي بالتالي لا داعي لموتها.
العذراء وتقديسها بالنسبة الكنائس الأرثوذكسية الشرقية والكنائس الأرثوذكسية المشرقية وبعض الكنائس الكاثوليكية الشرقية:
يرون أن الانتقال قد تمّ بعد فترة قصيرة من وفاتها، فعندما توفيت حسب التقليد الشرقي في بستان الزيتون حيث نازع يسوع وشهد الحدث من بقي حيًا من التلاميذ الاثنى عشر بعث جسدها بعد ثلاث أيام من جديد حيًا وانتقلت نفسها وجسدها إلى السماء، البعض من هذه الكنائس يرى أن جسدها انتقل إلى السماء من دون أن يبعث حيًا؛ تتعدد تفاصيل الروايات الأخرى باختلاف الأصول: فهي قدمت تذكارًا لتوما أحد عشر ممثلا بحزام ثوبها، وبحسب القديس كيرلس الأورشليمي فإنها قد نقلت من بستان الزيتون إلى القدس ودفنت هناك، وعندما قام أحد اليهود باعتراض موكب الجنازة، اجترحت معجزة بشفاعتها وتعتقد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أن الانتقال قد تمّ بعد عدة أشهر من وفاتها وليس بعد فترة وجيزة، وقد اكتشف في القرن السادس المكان التقليدي المسمى“قبر العذراء الفارغ” وشيدت هناك كنيسة رقاد العذراء التي لا تزال حتى اليوم المكان التقليدي الذي شهد انتقالها، علمًا أنه يذكر في الكتاب المقدس عدد من الشخصيات التي رفعت أو انتقلت بدون موت إلى السماء كالنبي إيليا وأخنوخ.
انتقال جسد العذراء مريم بالنسبة للكنيسة القبطية الأرثوذكسية:
تعتقد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أن الانتقال قد تم بعد عدة أشهرمن وفاتها وليس بعد فترة وجيزة، وقد اكتشف في القرن السادس المكان التقليدي المسمى “قبرالعذراءالفارغ”،وشيدت ككنيسة رقاد العذراء التي لا تزال حتى اليوم المكان التقليدي الذي شهد إنتقالها،علمًا أنه يذكر في الكتاب المقدس عدد من الشخصيات التي رفعت أو إنتقلت بدون موت إلى السماء كالنبي إيليا وأخنوخ.
ويقول القس بولس حليم – المتحدث الرسمي بأسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أن صوم السيدة العذراء هذا صامه آباء الرسل الأوليين في القرن الاول الميلادي بأنفسهم عندما عاد توما الرسول من التبشير فى الهند، فقد سألهم عن السيدة العذراء، قالوا له إنها قد ماتت، فقال لهم "أريد أن أرى أين دفنتموها!"، مشيراً الي إنهم ذهبوا إلى القبر ليمجدوا الجسد المبارك فابتدأ يحكى لهم أنه رأى الجسد صاعداً فصاموا 15 يوماً من أول مسرى حتى 15 مسري،فأصبح عيداً للعذراء يوم 16 مسرى من التقويم القبطي.
وتابع: أن موضوع تكريم السيدة العذراء حير العديد، فالبعض شطحوا فقالوا إنها حلبه بلا دنس، والبعض الآخر شطح في الناحية الأخرى قائلاً إن العذراء هي كعلبة كان بها ذهباً،فنأخذ الذهب ولا قيمة للعلبة!! ، مؤكداً أن الكنيسة القبطية فى تقليدها السليم حسب الكتاب المقدس تبجل السيدة العذراء مريم ولكنها لا ترفعها إلى الألوهية مثل الذين يقولون أنها حبله بلا دنس،ولا تتجاهلها مثل الذين يتجاهلونها ولايؤمنون بشفاعتها، مضيفاً أن الكتاب المقدس واضحاً في هذا الأمر بقوله: "هكذا أجتاز الموت إلى جميع الناس"،فهنا لم يستثنى أحدا،ويقول أيضاً "إذا كان بخطية واحد صار الحكم إلى جميع الناس لتبرير الحياة"،فحقاً إن الملاك قال لها أن الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك،ولكن ليس معنى هذا أنها حبل بها من أمها بلا دنس! وإن كان السيد المسيح ولد منها بلا دنس
وأكد المتحدث الرسمي بأسم الكنيسة القبطيه ، أن العذراء قديسة وبتول وطاهرة وعفيفة وبها العديد من الصفات الجميلة، ونحن نطوبها ونحاول أن نتشبه بها، فحياة السيدة العذراء ه دعوة لنا جميعاً أن نسلك بالطاهرة والقداسة.
العذراء في عيون الكنائس المسيحية:
وللعذراء مريم مكانة وقامة رفيعة في الديانة المسيحية ، فهي في الأرثوذكسية صاحبة المقام الأول في صفوف القديسين ورأس المتشفعين عن جنس البشرية امام عرش الله ، فقد عشقتها الكنيسة وسارت كرامتها تسري في عروقها فقد حفرتها في طقوس عبادتها وصارت جزءاً فى صميم الليتورجية الكنسية كالثيؤطوكيات والألحان الخاصة بها في التسبحة بل والأكثر تميزا لها بأن الكنيسة خصصت شهراً خاصا بها وهو شهر كيهك ويسمي بالشهر المريمي ، وفي صلوات الأجبية تخصص لها القطعة الثالثة في كل السواعي لطلبة شفاعتها المستجابة عند الله.
كما أن الكنيسة الكاثوليكية تعلم يقينا طلبتها المقدرة عند الرب فهى تكرمها جزيل الكرم، وخصصت لها صلاة المسبحة الوردية في كنيستها، تتألف من خمسة عشر بيتًا يتأمل خمس منها في الفرح وخمس في الحزن وخمس في المجد، وقد أضاف البابا يوحنا بولس الثاني ، بابا الفاتيكان عام 2002 خمسة أسرار جديدة تتأمل في النور.
أما عن أصل التسمية فالوردية أشتهرت قبل القديس دومنيك باسم المزامير المريمية، ولاحقًا دعيت باسم الوردية لأنها حسب المعتقدات الكاثوليكية تشبه بتنوعها باقة من الورود تقدم لمريم في إكرامها، ولكونها تلتقي أيضًا مع تشبيهات سفر حكمة يشوع بن سيراخ وسفر الجامعة في العهد القديم.
اما عن الكنيسة الإنجيلية فلها علامة أيضا في تكريم وتطويب سيدة الكمال القديسة مريم، فلها اثر بليغ في نظم الاشعار التي تمدح بها البكر مريم في الترانيم.
وإن وجد بعض الخلافات التاريخية حول هذه النقطه فقد نفي القس نصرالله زكريا بعض المغالطات الفكرية والتي أثارت الجدل ، فقد أكد على تكريم العذراء مريم في حوار خاص لأحدي الصحف قال فيه:
حظت القديسة العذراء مريم بكل الحب والتقدير والاحترام والتوقير من غالبية الإنجيليين، وقد أكَّد المصلحون الأوائل مثل المُصلِح مارتن لوثر، والمُصلِح جون كالفن، وغيرهما على أهمية وقدسيِّة وقيمة القديسة العذراء مريم، فكتب لوثر عنها قائلاً: «إنّ مريم العذراء ليست مثالَ المؤمن المسيحيّ فحسب، بل هى مثال الكنيسة، إنّها رمز الكنيسة فى إطاعتها لأمر الروح القدس، وفى تواضعها وفى دعوتها العظيمة. وهى تاليًا تجسيم للنعمة غير المستحَقَّة، كما قال الدكتور القس لبيب مِشرقي، أحد رواد الكنيسة الإنجيلية المصرية: لا عَجَب أن يضطرب القلم وهو يقترب من قُدْس العذراء المبارَكة، فإنّها وإن تكن من البشر، إلاّ أنّ أمومتها للسيّد تُضفى على شخصها نورًا قُدسِيًّا يرفعها عن طبقة البشر العاديّين، أما القس إلياس مقار رئيس الطائفة الإنجيلية الأسبق فقد قال عنها: «إن القديسة العذراء أضحَتْ كوكبًا لامعًا فى كلِّ أجيال التّاريخ».
اما عن الكنيسة الأنجليكانية من العذراء مريم ترى الكنيسة الأنجليكانية موقف مختلف، فهي ترى أن الإنسان بعد موته لا يتجه مباشرة إلى الجنة بل يمكث حتى يوم القيامة، والعذراء هي وحدها من دخلت روحها إلى الجنة مباشرة بعد موتها، أما جسدها فلم ينتقل.
أما عند الروم الكاثوليك يصوموا يوم الجمعة اللذان يقعان بين يوم 1،14من شهر أغسطس، ويصومه الكل يوماً واحدا.