اقتتال متبادل بين الأكراد و"الثوري الإيراني" في منطقة أوش نوييه
تتوالى الأنباء من إيران عن اقتتال متبادل بين الحرس الثوري والحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني "بي دي كي آي".
وفي وقت يقول فيه الحرس الثوري الإيراني إنه قتل 10 من الأكراد في مناطقهم، يؤكد الأكراد وقوع اشتباك عنيف مع الثوري في منطقة أوش نوييه وقتل 12 منهم، وفقًا لما ذكرته صحيفة "جيروزالم بوست" الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء.
وتأتي الأنباء من داخل إيران في وقت تعاني في البلاد من ضغوطات اقتصادية كبيرة عقب تجديد العقوبات الأمريكية، إضافة للتوترات والاحتجاجات التي تسيطر على أماكن متفرقة رفضًا للنظام السياسي هناك، ومطالبة بتحسين الأوضاع الاقتصادية خاصة بعد تراجع الريال الإيراني أمام الدولار الأمريكي بشكل قياسي.
ويوم الأحد الماضي، اقترح حزب الحياة الكردستاني الحر "بي جي آي كي" تشيكل جبهة موحدة تضم الجماعات الكردية للتصدي للنظام الإيراني.
ويخوض الأكراد مقاومة ضد النظام الإيراني منذ ثمانينيات القرن الماضي، وضاعف حزب "بي دي كي آي" خلال السنوات الماضية نشاطاته المناهضة لطهران، من خلال إعادة قوات البشمركة إلى البلاد، وبقيت الاشتباكات المسلحة محدودة في الآونة الأخيرة، لكن خلال الستة الأشهر الماضية خاض الأكراد معارك صغرى ضد قوات النظام الإيراني أسفرت عن سقوط قتلى بين الطرفين.
وردت إيران على المقاومة الكردية بعمليات اغتيال نفذتها داخل البلاد وخارجها لتصفية قيادات من "بي دي كي آي" وحزب الحياة وآخرين.
وأكدت التقارير، مقتل الحقوقي الكردي إقبال مرادي في 17 يوليو الماضي، ووجدت جثته على بعد كيلومترين فقط من الحدود الإيرانية، وأتى الرد على مقتل مرادي سريعًا من قبل الأكراد، حيث هاجمت خلية كردية مجموعة من قوات الباسيج الإيرانية وقتلت 11 منهم في الـ21 من يوليو.
وفي 10 أغسطس الحالي، أكد تقرير أن القوات الكردية قتلت 5 من قوات الحرس الثوري في منقطة بافي، وتنسق القيادات الكردية للقاءات خارجية لتوحيد الصفوف في وجه النظام الإيراني، وفي يونيو التقى زعيم "بي دي كي آي" مصطفى هاجري بزعيم كردي آخر يدعى عبدالله مهتدي في واشنطن وبحثا تنسيق الجهود، حيث تتصاعد حدة التوترات بين القوات الإيرانية والأكراد، وخلال الشهر الماضي، تعرضت الشرطة الإيرانية لإطلاق نار كثيف من قبل أكراد بالقرب من ماريفان.
وأكد الحرس الثوري الإيراني استعداده لاتخاذ إجراءات صارمة ضد الأكراد، ويرى محللون، أن زيادة الضغط من قبل النظام الإيراني على الأكراد وتنفيذ هجمات عليهم في العراق قد يزعزع استقرار الحدود وجلب مزيد من الدعم للأكراد.
وعدا عن تأزم العلاقات بين إيران وبغداد خاصة بعد موقف العبادي المتناقض من العقوبات الأمريكية، واشتعال الاحتجاجات الرافضة للنفوذ الإيراني في البصرة، وعودة هجمات داعش، وتصاعد الاحتجاجات الداخلية في إيران، يشكل الدعم العسكري المتزايد للأكراد ضغطًا كبيرًا قد يولد انفجارًا داخل إيران، خاصة وأن الهجمات الكردية الأخيرة أكدت أن بإمكانها إلحاق ضرر كبير بالنظام الإيراني وزعزعة استقرار