معلومات عن آخر ملكة حكمت مصر
"عصمت خليل"، أم خليل"، "شجرة الدر" هذه الأسماء أُطلقت على آخر ملكة حكمت مصر، فكانت متزوجة من نجم الدين الأيوبي، وبعد وفاته لعبت دور كبير في الحرب ضد الصليبيين، إلأ ان وافتها المنية عام 1257.
حكمت شجرة الدر مصر كسلطانه 80 وتحت الضغوطات التي كانت عليها تنازلت عن الحكم لعز الدين أيبك، وحكمت معه مصر لحين وفاتها بعدما تزوجت منه.
وصف المؤرخون شجرة الدر بإنها كات إمرأة جميلة وذكية ، وعندها فضيله، ويعتبرها المؤرخين أول سلاطين الدولة المملوكيه في مصر.
شجرة الدر كانت جاريه من أصل تركي أو أرمنلي ، إشتراها الصالح أيوب قبل ما يصبح سلطانا ورافقته في فتره اعتقاله في الكرك سنة 1239 مع مملوك له اسمه ركن الدين بيبرس ( وهو غير ركن الدين بيبرس السلطان المشهور الملقب بالظاهر بيبرس ) وانجبت منه ولد اسمه خليل لقب بالملك المنصور.
بعدما خرج الملك الصالح من السجن، ذهبت شجرة الدر معه إلي مصر، وتزوجته، وبعد ما تولي السلطنة عام (1240) أصبحت تنوب عنه في الحكم عندما يكون خارج مصر.
وتميزت فترة حكم شجرة الدور أمرين مهمين، هما: أن شجرة الدرة أصبحت أولًا أمرأة تتولي مقاليد الحكم في مصر منذ سنة 30 ق.م بعد موت الملكه كليوباترا السابعة، وثانيا أن نظام الحكم في مصر لم يعد يعتمد علي التوريث تكما كان الوضع في فترة حكم أيبك.
استمر الصراع مع الأيوبيين في الشام. وهزم الأيوبيين الموجودين بالشام في كل معاركهم العسكرية ضد مصر التي كانت قدراتها و امكانياتها العسكرية و الإقتصادية تفوق قدراتهم بمراحل، وحاول الناصر يوسف ملك سوريا الدخول في حلف مع الصليبيين ضد مصر وفشل، ولما ظهر المغول نافقهم و حاول يتحالف معهم ضد مصر حتي دخلوا سوريا واحتلوا دمشق فهرب على مصر لكن السلطان قطز منع دخوله مصر بسبب خيانته، فظل تائهعلى حدود مصر حتي قبض المغول عليه، وأرسلوه إلي هولاكو فقتله بعد انتصار مصر على المغول في معركة عين جالوت لإنه لم يقدم العون الكافي للمغول في حربهم ضد مصر.
شجرة الدر وأيبك نقلوا جثمان الصالح أيوب من قلعة جزيرة الروضه، حيث وضعتها شجرة الدر فيها سرا وقت الحملة الصليبية السابعة، لقبره في القبة التي بنتها له بجانب المدارس الصالحية في منطقة بين القصرين بالقاهرة، وأقيمت له مراسم دفن بالصلاة عليه ، بمشاركة أيبك و الملك الأشرف موسى و المماليك البحرية ، كما أقامت له عزاء لمدة تلات أيام.
بحلول سنة 1257 المشاكل والشكوك المتبادله بين شجرة الدر وأيبك زادت حدتها، فقد كان أيبك كانيبحث عن أمان، وإستقرار حكمه، بينما كانت شجرة الدر سلطانه بإراده صلبه كانت تريد أن تحكم البلاد بمفردها، ومن ثم كانت تخفي بعض أسرار الدولة عن أيبك، إضافة إلي أنها كانت تمنعه من زيارة زوجته الأولي “أم المنصور علي“، وكانت تضغط عليهطول الوقت ليطلقها.
لكن أيبك بدلا من أن يلبي لها طلباتها قام بتجهيز نفسه للزواج من إمرأة ثالثة كانت ابنة بدر الدين لؤلؤ حاكم الموصل، بهدف إقامة تحالف قوي مع أبيها ضد أيوبيين الشام، لكن شجرة الدر كانت تشك في نية أيبك ناحيتها ،وخشيت أن يقوم بقتلها، وإعتبرته جاحد لأفضالها عليه، وكانت النتيجه أنها دبرت خطة لقتله فأدخلت عليه الخدامين وهو بيستحم في قلعة الجبل و خنقوه حتيمات، وفي اليوم التالي زعمت أنه مات فجاءة بالليل، لكن هذه الكذبة لم يصدقها قطز نائب السلطنه، ومن ثم حاول المماليك المعزية قتلها، لكن المماليك الصالحية تدخلوا و حموها في البرج الأحمر في القلعة، لكن الخدامين اعترفوا تحت التعذيب بالمؤامره.
وبعد عدة أيام عثر على جثتها ملقاة خارج القلعة، بعد ما قام جواري المنصور علي وأمه بضربها حتي ماتت. و أعدموا الخدامين الذين اشتركوا في قتل أيبك.
هذا وقد دفنت شجرة الدر في مقبرة تعتبر تحفة معمارية و فنية فريدة مرسوم على حيطانها شجرة الحياه بالموزاييك، على مسافة قريبة من جامع أحمد بن طولون بالقاهرة، وفي ذلك يقول المؤرخ ابن إياس عن شجرة الدر: ”كانت ذات عقل و حزم، كاتبه قارئه، عارفه بإمور المملكه ،و نالت من الدنيا ما لم تنله امرأه قبلها و لا بعدها”.
شجرة الدر من أكثر الشخصيات المشهورة حيث كان يتخذها الحكاوتية كقصة يروونها للأطفال وهذا يدل على مدى إعجابهم الشديد بهذه المرأة.