بعد تحجيم إيران في المنطقة.. مآزق سياسية ومالية وعسكرية فى انتظار "حزب الله"
يحشد التحالف الدولي لاستعادة آخر معاقل داعش شرق سوريا، فيما لا تزال إيران تراهن على تنفيذ تهديداتها بإغلاق مضيق هرمز، كبديل لمنع العقوبات الأمريكية، ووفقًا لصحف عربية صادرة اليوم الخميس، تواجه ميليشيا حزب الله مآزق سياسية ومالية وعسكرية، وسط تحجيم الدور الإيراني في المنطقة، بينما أعادت طهران الصراع الطائفي إلى واجهة العمل السياسي في العراق، بعد محاولتها العبث بنتائج الانتخابات التي تصدرها تحالف "سائرون" بزعامة مقتدى الصدر.
ذكرت صحيفة الشرق الأوسط أن "التحالف الدولي ضد تنظيم داعش يحشد لأهم معاركه في شرق سوريا، إذ يعد لشن عمليات في منطقة هجين التابعة لمحافظة دير الزور، حيث يتحصن أكثر من ألف مقاتل "داعشي" بمن فيهم عدد من المقاتلين الأجانب. وتعد هذه المنطقة آخر معقل للتنظيم في المنطقة".
ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم البنتاغون شون روبرتسون، قوله، إن "معركة هجين قد تشكل بنظر التحالف، نهاية لداعش وقد تسفر عن القضاء على التنظيم تمامًا. ورأى أن هذه المعركة ستكون قاسية ويمكن أن تستمر ما بين شهرين إلى ثلاثة أشهر".
كما أكد روبرتسون أن التحالف و"قوات سوريا الديمقراطية"، يعززان المكاسب استعدادًا للمرحلة الثالثة والأخيرة من عملية التجنيد، إذ يعمل التحالف الذي يضم 77 دولة مشاركة في محاربة داعش، على تحرير هجين، لافتًا إلى أن التحالف يعمل وفقًا للظروف التي يواجهها في أرض المعركة وليس التكهن بجدول زمني محدد.
وقالت صحيفة العرب اللندنية: "لا تجد إيران من سبيل لمواجهة اندفاع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتشديد العقوبات سوى التلويح مجددًا بإغلاق مضيق هرمز وتهديد أمن ناقلات النفط ما لم يسمح لها بتصدير نفطها. ويأتي هذا في وقت تراهن فيه السلطات في طهران على مخرج عبر الوساطة العمانية التي سبق أن نفت طهران علمها بها. وتراهن طهران على أن تخرج مواقف الدول الأوروبية من العقوبات من البيانات إلى دائرة الأفعال المؤثرة".
وقال المراقبون إن "ورقة مضيق هرمز هي آخر ما يمتلكه الإيرانيون من بدائل لمنع العقوبات، وكان يفترض أن يراهن الفريق المحيط بروحاني على بدائل مختلفة قبل إطلاق تهديدات ضد إدارة ترامب والاستهانة بالخطوات التي كانت أعلنت عنها منذ فترة".
ورغم أن الخارجية الإيرانية سبق أن كذبت خبر وساطة مسقط خلال زيارة وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي، إلى واشنطن ولقائه مسؤولين أمريكيين بارزين، فإن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف صار يتمنى أن تفضي مثل هذه القنوات إلى نتائج فعالة لوقف التوتر مع إدارة ترامب.
واعتبر محللون، أن "ظريف سعى إلى إطلاق رسائل تهدئة ليس فقط إلى الولايات المتحدة، ولكن أيضًا إلى دول المنطقة، خاصةً أن السبب الرئيسي الذي أدى إلى تشديد العقوبات هو رفض طهران التوقف عن التدخل المباشر في شؤون عدة دول وإثارة النزاعات الطائفية عبر تقوية أذرعها ماليًا وإعلاميًا في تلك النزاعات، ما يهدّد أمن دول الجوار واستقرارها".
وأشار المحللون، إلى أن "الإشارات المتناقضة للمسؤولين الإيرانيين بشأن التصعيد مع الولايات المتحدة، لا تعكس فقط وجود تيارين متناقضين على رأس السلطة، وهو السبب الرئيسي في العزلة التي تعيشها البلاد، بل وكذلك غياب البدائل السياسية والعسكرية، وهو الوضع الذي يدفع إلى إطلاق التصريحات بوتيرة متسارعة دون اتخاذ أي خطوات".
ومن جهتها، تناولت صحيفة الوطن السعودية، تأثير ميليشيا حزب الله في تشكيل الحكومة اللبنانية، مشيرةً إلى أن " حزب الله يواجه مآزق سياسية ومالية وعسكرية، وذلك بعد بدء فرض العقوبات الأمريكية على إيران التي بدأت بالتراجع في سوريا ومحاصرتها في اليمن والانتفاضة ضدها في العراق، ولم يبق له سوى الساحة اللبنانية للضغط عليها، وذلك بالتزامن مع بركان التظاهرات والغضب الشعبي ضد سياساتها وتدخلاتها الخارجية، التي لم تنتج سوى الفقر والعوز للشعب الإيراني".
ويرى المراقبون أن "إيران باتت تدرك أن لعبتها النهائية هي لبنان، ومن أجل ذلك، توعز إلى "حزب الله" بالتصلب وعدم القبول بحلحلة عقد التشكيل ومساعدة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري على تجاوز أزمة التشكيل، فالحزب إلى جانب الحليف "التيار الوطني الحر" يرفع معارضاته للحصول على ثلث معطل في الحكومة، ويصر على تمثيل درزي وسني من فريقه لتكبير حصة فريق 8 مارس، وعدم السماح لحزب القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي، بالحصول على حصة توازي الحجم التمثيلي لهما الناتج عن الانتخابات النيابية الأخيرة".
وأوضح المراقبون أن هذه الخطوات تدفع نحو إعادة الانقسام اللبناني إلى ما كان عليه قبل التسوية الرئاسية، فيما قالت مصادر مطلعة، إن "حزب الله سيضعف تأثيره بعد التفاهمات الدولية، وسيفقد من هيبته الإقليمية وسيضع حدًا لتدخلاته، وهو ما بدأ يظهر في إعادة بوصلته إلى الاهتمام بشؤون لبنان الداخلية ومنها شعارات محاربة الفساد والالتفات إلى الأوضاع المعيشية والخدماتية في مناطق هيمنته، والقيام بتغيرات في وضعه التنظيمي بشكل يتماشى مع المرحلة الجديدة.
وأشارت المصادر إلى أن "الحزب سيفقد المبادرة، لاسيما وأن الدعم الإيراني له ماليًا لن يكون كما هو الحال عليه سابقًا، رغم أنه جرى تخفيضه مرات عدة، لكن في ظل التطورات الحالية، حتى الدعم السياسي سيكون من الصعب الحصول عليه".
وفي العراق، اعتبرت صحيفة عكاظ السعودية أن "طهران أنجزت عبر سفيرها في بغداد أريج مسجدي، ملف العبث السياسي في العراق وأعادت الصراع الطائفي إلى واجهة العمل السياسي، وضربت بنتائج الانتخابات التي تصدرها تحالف "سائرون" بزعامة مقتدى الصدر، عرض الحائط".
ونقلت الصحيفة عن مصادر موثوقة، قولها إنه تم إبعاء زعيم تحالف "النصر" رئيس الوزراء حيدر العبادي عن الصدر، وأصبحت الفرصة الأكبر وفق التطورات المفاجئة لتحالف "الفتح" بزعامة الأمين العام لمنظمة بدر هادي العامري، وائتلاف دولة القانون برئاسة نوري المالكي، بعد انضمام تحالف "النصر" إليهما لتشكيل الكتلة الأكبر في البرلمان، واختيار رئيس الوزراء الجديد.
وقالت مصادر عراقية مطلعة، إن "الخطة التي وضعها مسجدي قلبت المعادلة السياسية في العراق، وأعادت فك وتركيب التحالفات لمواجهة النجاح الكبير الذي حققه الصدر، الذي يناهض التدخلات الإيرانية في بلاده في الانتخابات، الأمر الذي يعيد الصراعات الطائفية إلى سابق عهدها بهدف إدخال العراق في أتون المواجهات مجددًا، ما يهدد بتقسيمه".
وأضافت الصحيفة أنه "رغم هذه الانقلابات في التحالفات، إلا أنه لم ترشح بعد أية معلومات الشخص الذي سيتولى رئاسة الوزراء، وما إذا كان العبادي سيحظى بولاية ثانية أو هذا الموقع سينتقل إلى المالكي أو العامري. وبررت قيادات سياسية في منظمة بدر بأنه حسب الحوارات والتفاوضات التي جرت خلال الأيام الماضية، فهناك تقارب كبير بين الفتح والنصر ودولة القانون بهدف تشكيل الكتلة الأكبر، مشيرة إلى أن تحالف الفتح لم يعلن بشكل رسمي تحالفه مع "سائرون"، وأن ما جرى بين الجانبين مجرد لقاءات تشاورية لم ترتق إلى مستوى التفاهمات أو التحالفات".