تخصيص الـ9 من أغسطس لإحياء "اليوم العالمى للجرائم الأمريكية ضد الإنسانية"
تخصيص الـ9 من أغسطس لإحياء "اليوم
العالمى للجرائم الأمريكية ضد الإنسانية"
خصّص العلماء والمفكرين والأدباء فى أمريكا
اللاتينية، يوم الـ9 من أغسطس لكل عام، لإحياء ما أسموه بـ"الجرائم الأمريكية
ضد الإنسانية"، والذى يحلّ مع الذكرى السنوية لإطلاق قنابل ذرية ضد مدينتى
هيروشيما ونجازاكى فى اليابان، وقتل نحو 200 ألف شخص فى ساعات معدودة.
وفى مقال للبروفيسور اللاتينى "أتيليو
بورون" لوكالة "سبوتنيك" الروسية، بعنوان "أمريكا وجرائمها ضد
الإنسانية"، قال "ارتكبت الولايات المتحدة أكبر هجوم إرهابى سجّله
التاريخ ضد سكان مدنيين فى هيروشيما، وأودى بحياة 80 ألف شخصاً، وحوّلهم إلى رماد،
فضلاً عن موت نحو 60 ألفاً أخرين لاحقاً بسبب الإشعاع الذرى.
وأضاف البروفيسور أنّ أمريكا لم تكتفى بذلكن
بعد علمها بالتأثيرات المدمرة لما حدث فى هيروشيما، فأطلقت قنبلة ذرية أخرى بعدها
بـ3 أيام فى نجازاكى، ليصل عدد القتلى إلى أكثر من 200 ألف شخص.
وأشار أتيليو، إلى أنّ الأمريكان يبررون
هجماتهم الوحشية بأنّها أعمال حرب، ولكن الحقيقة تكمن فى أنّه لم تكن فى تلك
المدينتين قوات عسكرية قادرة على مواجهة الطيران الأمريكى، بل نساء وشيوخ وأطفال
لا يمكن تعبئتهم للحرب، بل تجنّبت واشنطن استعراض عضلاتها ضد الأسطول اليابانى فى
المحيط الهادى.
وقال " لم يكن هذا عملاً
حربياً، بل كان عملية إرهابية على نطاق لم يسبق له مثيل من قبل"، وأضاف "أنّ
الأمر الخطير، هو أنه حتى يومنا هذا لم تعتذر واشنطن عن الجريمة الوحشية التي ارتكبت
ضد اليابان، إنّها إمبراطورية قاسية ومجرمة ومتعالية".
وتابع البروفيسور "لم يقل"باراك
أوباما" أول رئيس أمريكى يزور هيروشيما
عام 2016 ، منذ الحرب، "أنا أسف"، والذى كان على الأقل لديه بادرة إنسانية
ضئيلة. كما لم تعتذر واشنطن عن الجرائم الهائلة التي ارتكبت في فيتنام ، والتي لا يقاس
ضحاياها بمئات الآلاف، بل وصلت إلى 3 ملايين شخصاً على الأقل، بالإضافة إلى تدمير جزء
كبير من أراضيهم باستخدام النابالم.
وقال "أتيليو" إنّه لهذا السبب اجتمع
العام الماضى مع مجموعة صغيرة من
المثقفين والكتاب والمحللين السياسيين الأرجنتينيين، وخلصوا إلى أنه من الضروري خلق
أداة عالمية لتعزيز الذاكرة التاريخية، وتسليط الضوء على جرائم السياسة الخارجية لواشنطن،
ولتى لا تتوقف سنة تلو الأخرى، بطرق وتبريرات مختلفة.
كما سيجتمعوا
أيضاً الأسبوع الجارى تحت إشراف الرئيس البوليفى إيفو موراليس، فى مدينة
"سانتا كروز دى لا سييرا" لصياغة إعلان عالمي تجاه جرائم الولايات المتحدة
ضد الإنسانية، وتوجيه إدانة جماعية للقانون الدولي من قبل الولايات المتحدة، والتحذير
من الأخطار التي تهدد السلام العالمى، التى تشمل السياسة الإمبريالية للولايات المتحدة
والكوارث التي أوجدتها، لا سيما في الشرق الأوسط وخاصة في سوريا، وأيضا كسر الحصار
الإعلامي الذي تمارسه الصحافة الاحتكارية عندما تعبر عن حقائق غير مريحة للإمبراطورية.
وختم قائلاً "نحن على يقين من أن الغالبية
العظمى من سكان العالم، الذين يحبون السلام ويتمنونه، سينضمون إلى هذه الحملة وفي العام
المقبل، سنتمكن في نفس هذا اليوم من الاحتفال بمؤتمر عظيم مع أناس من أوروبا وآسيا
وأفريقيا والولايات المتحدة، وأوقيانوسيا، وبالطبع، أمريكا اللاتينية لتتحد القوى وتضع
حداً للكثير من القسوة والكثير من الألم".