هكذا عاش الإنسان في العصر الحجري القديم
لقد عاش الانسان القديم في حقبة زمنية أطلق عليها العصر الحجري، وهذه المرحلة هي فترة ما قبل التاريخن وقد عاش الإنسان تلك الفترة بأقل سبل التطور، وبأبسط أساليب الحياة.
وفي ما يأتي نقدم لكم أهم أساسيات الحياة التي اعتمدَ عليها الإنسان البدائيّ:
المساكن
اختار الإنسان الحجريّ العيش في أماكن مَحميّة من تقلُّبات الجَوّ، ومن الحيوانات المُفترِسة، كما اختارَ الإنسان العَيش بالقُرب من المياه، كالأنهار، والبحيرات، وقد سكنَ الإنسانُ في بداية العَصرِ الحجريِّ الكهوفَ، ولأنّ عدد الكهوف المُكتشَفة قليلة؛ فإنّ الاعتقاد السائد هو أنّ البَشَر كانوا يعيشونَ كمجموعات داخل الكَهف الواحد، ولاحقاً لجأَ بعض الناس للعيش في الخِيام، والأكواخ؛ حيث وُجِدَ منزل في سيبيريا مصنوع من عظام الماموث، كما استخدمَ البَشَر الجُدران، والعِصيّ، والأغصان، والقَشّ؛ لصُنْع الخِيام.
الغذاء
اعتمدَ الإنسان الحجريّ في الفترة الأقدم على المُكسّرات، والتوت، والنباتات البرّية، وعلى بقايا جُثَث الحيوانات التي تتركُها الحيوانات المُفترِسة، وعلى تجميع بَيض الطيور؛ وذلك لعدم تَوفُّر الأدوات اللازمة لتجميع الغذاء؛ ولذلك فإنّ أضراس الإنسان البدائيّ كانت كبيرة الحجم؛ لتسهيل تحطيم الألياف النباتيّة، إضافة إلى أنّ الجهاز الهضميّ كان يُفرزُ أنزيمات مُتخصِّصة؛ لهَضْم هذه الأغذية، ومع بداية صناعة الآلات البسيطة، أصبح الصَّيد هو الصورة الأساسيّة لتوفير الغذاء، فقد تبيَّن لدى العلماء اعتماد الإنسان الحجريّ على اللحوم بنسبة 65%؛ إذ اصطاد الإنسان الغزلان، والخنازير، والجواميس، والأغنام، ووحيد القَرن، والأسماك، ونظراً لهذا التغيُّر في نَمط التغذية، فإنّ فَكّ الإنسان تطوَّر ليُصبِحَ أقلّ حجماً؛ وذلك لعدم حاجته إلى الهَضْم لفترات طويلة.
الملابس
لم يستخدم الإنسان في بداية العَصر الحجريّ القديم أيّة ملابس، واستمرّ ذلكَ حتى بدأ بصناعة الأدوات؛ حيث استَخدمَ جلود الحيوانات التي يصطادها لصُنع ملابس تَقيه البرد، وكانت الجلود قاسية؛ ممّا اضطرّه إلى مَضغِها؛ وذلك لجَعلها أكثرَ مرونةً وسهولة، ثمّ اكتشفَ الإنسان أنّ تعريض الجلود لدخان النار يعمل على إكسابها الليونة، واستمرَّت البساطة في ملابس الرجل الحجريّ حتى نهاية العَصر القديم؛ إذ بدأ بصناعة القُمصان المُقيَّدة بالأحزمة، والتنانير، والقُبَّعات، والأحذية.
ومن أهمّ الأدوات التي صنعها الإنسان القديم:
الإِبر العَظميّة: حيث كانت تُستخدَم لخياطة الملابس المصنوعة من الجلود، أو لحاء الشَّجر، أو لخياطة الموادّ المُخصَّصة لبناء المأوى.
المِطرقة الحجريّة: وهي عبارة عن حجارة مُسطَّحة تُستخدَم لفَتْح المُكسّرات، وصناعة الأدوات.
الفأس اليدويّ: صُنِعَت الفؤوس اليدويّة من حجارة الصوّان، أو أيّ نوع من الحجارة التي تتقشَّر، وقد استُخدِمت لتقطيع اللحم، وتكسير الخشب، واللحاء، إضافة إلى قَتْل الفرائِس.
أداة النَّقش: وهي عبارة عن أداة تُشبِه الإزميل، مصنوعة من الحَجر، حيث استُخدِمت لنَقْش أو نَحْت العظام، والخشب. رأس الحربة: هي أدوات مصنوعة من الحجارة، أو العظام، كانت تُثبَّت على عِصِيّ، وكان الهدف منها اصطياد الأسماك، أو استخدامها كسلاح؛ للحماية من الحيوانات المُفترِسة.
الكاشِطات: هي حجارة حادّة الطرفَين، استُخدِمت لتقطيع الحيوانات، وتنظيف الجلود، وصَقْل خشب الشجر، ولحائِه.
المخرز: هي عبارة عن مسامير طويلة ومُدبَّبة، تُستخدَم لثَقْب الجلود، والخشب.
وكان قد اكتشفَ الإنسان القديم النار بعد ضَرْبه لحَجرَي صوّانٍ ببعضهما البعض؛ ممّا أعطاه الشرارة الأولى التي سَهَّلت عليه الكثير من أمور حياته؛ إذ ساهمت النار في تحسين مُستوَى الطعام، من خلال طهيه عليها، كما وفَّرت النار الضوءَ ليلاً؛ ممّا أدّى إلى إبعاد الحيوانات المُفترِسة، وشكَّلت لاحقاً وسيلةً مُهمّة لصناعة الأدوات المعدنيّة؛ من خلال تذويب المعادن، وتشكيلها؛ لصناعة الأدوات، والأسلحة.