ماذا فعل "عبدالناصر"؟.. قصة تأميم قناة السويس (فيديو)
"لن يكون هناك سيادة في مصر إلا أبناء مصر"، هكذا تحدث الزعيم جمال عبدالناصر عندما أعلن تأميم قناة السويس، في مثل هذا اليوم عام 1956، بعد أن سحبت الولايات المتحدة عرض تمويل السد العالي بطريقة مهينة لمصر، ثم تبعتها بريطانيا والبنك الدولي.
بيع حصة
مصر في قناة السويس
وقناة السويس كانت مصرية، إلا أن في عام 1875 مرت مصر بأزمة مالية طاحنة اضطر معها الخديوي إسماعيل إلى بيع حصة مصر من أسهم القناة لبريطانيا بمبلغ 100 مليون فرنك في 25 نوفمبر 1875.
وبذلك حلت الحكومة البريطانية محل المصرية في ملكية شركة قناة السويس، ولكن الأزمة المالية لم تنفرج، وأرسلت الدول الدائنة لجنة لفحص الحالة المالية في مصر لتصفية الديون التي تدين بها مصر لدول نادي باريس و كان مؤمن على هذه الديون بأرباح مصر التي تمثل 15% من شركة قناة السويس.
فقررت اللجنة بيع حصة مصر من الأرباح نظير مبلغ 22 مليون فرنك، وبذلك خسرت مصر حصتها من أسهم القناة وحصتها في الأرباح في ظرف 6 سنوات من افتتاح
القناة.
وفي عام 1910 تقدمت
شركة قناة السويس البحرية بطلب للحكومة المصرية لمد امتياز شركة قناة السويس الذي كان
سينتهي في 17 نوفمبر 1968 لمدة 40 سنة أخرى تنتهي عام 2008، وأيدت الحكومة البريطانية
الممثلة لسلطة الاحتلال في مصر مد الامتياز خصوصاً وقد بدأت الحركة الملاحية بالقناة
تتضاعف حتى بلغت عام 1889 ضعف ما كانت عليه عام 1881 وتضاعفت مرة أخرى عام 1911، و
كانت البضائع البريطانية تمثل 78،6% من مجموع البضائع المارة بالقناة.
إعلان
تأميم قناة السويس
في 26 يوليو
1956 أعلن جمال عبد الناصر من ميدان المنشية بالإسكندرية قرار تأميم شركة قناة السويس،
بعد أن سحبت الولايات المتحدة عرض تمويل السد العالي بطريقة مهينة لمصر، ثم تبعتها
بريطانيا والبنك الدولي.
تعيين
إدارة مصرية للقناة
وقدمت بريطانيا على
إثر القرار احتجاجاً رفضه جمال عبد الناصر على أساس أن التأميم عمل من أعمال السيادة
المصرية، فقامت هيئة المنتفعين بقناة السويس بسحب المرشدين الأجانب بالقناة لإثبات
أن مصر غير قادرة على إدارة القناة بمفردها، إلا أن مصر أثبتت عكس ذلك واستطاعت تشغيل
القناة بإدارة مصرية كان على رأسها مهندس عملية التأميم محمود يونس بمرافقة زميليه
عبد الحميد أبو بكر ومحمد عزت عادل.
وكان أول رئيس لقناة
السويس، من المصريين محمد حلمي بهجت لمدة عام من(يوليو 1956 - يوليو 1957)، ثم محمود
يونس الرئيس الثاني لمدة 8 سنوات متواصلة (يوليو 1957 - أكتوبر 1965).
وكان فريق عملية التأميم يضم نحو 28 فردًا برئاسة المهندس محمود يونس، ولم يكن يعلم أفراد المجموعة الغرض من الاجتماع وإلى أين سيذهبون، وتم إبلاغهم فقط بأنهم مكلفون بمأمورية سرية من قبل الرئيس جمال عبد الناصر في الصحراء.