دحلان: غزة حافظت على اسم فلسطين ورسمته في العالم أجمع

عربي ودولي



قال القيادي الفلسطيني، محمد دحلان، إن المخرج والصفعة التي يمكن أن توجّه للواقع المرير الذي يعيشه قطاع غزة وللاحتلال الإسرائيلي هي كلمة السر بـ "الوحدة الوطنية" ونسيان جراح الماضي، مؤكدا أن هذا لا يعني عدم محاسبة أنفسنا على أخطاء الماضي ولكن ألا نكون أسرى لتلك الأخطاء.

وأضاف دحلان خلال مداخلة لفضائية "الغد" الاخبارية، مع الإعلامي محمد عبدالله، أن الفلسطينيين لا يستطيعون أن ينتفضوا أو أن يقوّموا المسار إلا بوحدة وطنية رصينة وراسخة على أسس سياسية قوية ومتينة، وتجنّب أخطاء الماضي وتعزيز روح الوحدة والتعاون وأن يكونوا صفاً واحداً.

وأوضح دحلان أن الأوضاع في غزة تدمي القلب، مشددا على  ضرورة انتهاز الفرصة التي منحتها مصر في التغاضي عن كل الصغائر وإكمال الطريق إلى الأمام من أجل مصلحة الشعب الفلسطيني فقط، وأن تلك المصلحة يجب أن تسود عن المصالح الشخصية والحزبية، مؤكدا أن هذا هو الرد العملي على الاحتلال الذي أنهي وجود السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية ودمّر مستقبل القدس.

وأشار دحلان إلى أن الفترة الماضية لم نسمع خلالها سوى عن المزيد من المصادرات التي قام بها الاحتلال، وأيضا اعتراف واشنطن بالقدس كعاصمة لإسرائيل، وسن تل أبيب القانون الجديد بـ "قومية الدولة اليهودية" وشرعنة الاستطيان، مشددا على أن كل تلك الكوارث والتحديات تحتاج إلى رصّ الصف الفلسطيني من جديد، ووضع رؤية حقيقية قادرة على أن تقود الشعب الفلسطيني نحو المستقبل، لا أن تغرقه بجدال لا قيمة له.

وأكد دحلان أن كلمة السر في رفع معاناة الشعب الفلسطيني، في الضفة والقطاع والقدس، هي تناسي الماضي لبناء استراتيجية وطنية قائمة على مجموعة أسس، أولها الشراكة، والثانية بناء سلطة وطنية ليست كالسلطة الحالية، معتبرا أن ما يجري في الضفة الغربية هو "عار" وأن ما يجري في القدس "كارثة"، مضيفا أن إسرائيل صادرت كل شيء بما فيها السلطة، وأن السلطة الفلسطينية تحولت إلى أدوات لا حيلة لها ولا قوة، ويقوم الاحتلال بالتلاعب على كل الأطراف.

ورأى دحلان أن اتفاقة "أوسلو" وتبعاتها قد دمرتها إسرائيل، لذلت يجب أن ترتكز الرؤية الجديدة على الوحدة الوطنية ومبدأ الشراكة بين الجميع ووضع برنامج نضالي حقيقي جاد بمشاركة الجميع، لافتا إلى أن المقاومة ليست حكراً على "حماس" أو "فتح"، إذ تم إفراغ المفاوضات من محتواها خلال الأعوام العشرة الماضية ولم تؤتي أية نتائج، كما أن نموذج المقاومة المسلحة التي اعتمدتها "حماس" كانت تكاليفها باهظة جدا ولا يقدر الشعب الفلسطيني على احتمالها الآن، ولم تعد صالحة لهذا الظرف وتوجد أدوات أخرى ووسائل أخرى يكون فيها التكلفة أقل والعائد أكبر على الشعب الفلسطيني.

وشدد دحلان على أن الشعب الفلسطيني الذي ابتدع الانتفاضة الأولى قادر على ابتداع وسائل نضال أخرى كثيرة، مشيدا بقطاع غزة، قائلا : "إن غزة حافظت على اسم فلسطين في السنوات الأخيرة وطبعته في كل مكان في الدنيا، بعد أن حاولت إسرائيل طمسه"، معربا عن رأيه بأنه كان من المعيب ما كان يحدث من محادثات بين الفصائل خلال السنوات الماضية من خلال وسائل الإعلام بينما كانت الدماء الفلسطينية تسيل في القدس وقطاع غزة والضفة الغربية.

وتابع دحلان أن القضية الفلسطينية الآن في مهب الريح، وإن لم نعيد الاعتبار إلى كل ما هو إيجابي والتمسك سويا فلن يكون خيراً، مشددا على أن الوحدة الوطنية هي السبيل الوحيد لمواجهة هذا الأمر.