صحيفة إسرائيلية: هل تؤدى قمة "بوتين-ترامب" إلى حرب بالشرق الأوسط أم تفاديها؟
قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، إنّ المحادثات المهمة بين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ونظيره الروسى فلاديمير بوتين، فى هلسنكي اليوم، والتى تركّز على الاتفاق النووى الإيراني والصراع السورى، ستكون لها تداعيات كبيرة على المنطقة.
وأضافت أنّ المراقبون الدوليون يتحدثون بشكل
عام عن صفقة كبرى من شأنها تجديد العلاقة بين واشنطن وموسكو وإضفاء الطابع الرسمى
عليها، ودخول مرحلة تقديم تنازلات أو جنى المكاسب للقوى الكبرى على غرار فترة ما
بعد الحرب العالمية الثانية.
ومن المتوقع أن
تتصدر الحرب فى سوريا والاتفاق النووى الإيراني جدول الأعمال، مع وجود تكهنات بالفعل
حول الترتيبات المحتملة التي يمكن أن تشهد، على سبيل المثال، اعتراف الولايات المتحدة
بضم روسيا إلى شبه جزيرة القرم مقابل دعم الكرملين لتجديد العقوبات الأمريكية على طهران،
أو ربما التزام موسكو بطرد القوات الإيرانية من سوريا فى مقابل انسحاب جزئى للقوات
الأمريكية من البلد العربى.
وأشارت إلى أنّ رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلى بنيامين نتنياهو،
سافر إلى روسيا الأسبوع الماضى، ليشدّد على خطوطه الحمراء، فيما يتعلق بسوريا
وانسحاب القوات الموالية لإيران.
وصرّح زكي شالوم، باحث كبير فى معهد إسرائيل لدراسات
الأمن القومى، إنّ هناك نية من قبل الولايات المتحدة وروسيا للتوصل إلى شكل من الاتفاق
العالمى حول مناطق نفوذ كل منهما.
"وأضاف شالوم، أنّ ما يحدث شبيه بفترة ما بعد الحرب العالمية الثانية عندما كان هناك اتفاق بين رئيس الولايات المتحدة الأسبق روزفلت، والزعيم البريطاني السابق تشرشل، و الزعيم السوفيتى ستالين، فيما يتعلق بمن يتحكم فى الأمور لتجنب أي اشتباكات مباشرة .
وفى هذا الصدد، أرسل الأمريكيون رسالة إلى موسكو
بأنهم مستعدون لمنح بوتن سلطة حرة فى سوريا وضمان استمرار حكم الأسد، كما يدرك ترامب
أن سيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم هى فى الأساس أمر واقع.
وفى ضوء ذلك، قال شالوم، إنّه من المرجح أن يدفع
ترامب الإيرانيين إلى مغادرة سوريا، وسيطالب روسيا بقبول تغييرات جذرية فى الاتفاق
النووى بين القوى العالمية وطهران، ودعم نزع السلاح فى شرق أوكرانيا والقرم.
ومع اقتراب الحرب
السورية من نهايتها، أصبحت موسكو أقل اعتماداً على المقاتلين المدعومين من إيران للقيام
بعملها القذر على الأرض، وبشكل عام، تسعى لتجنب حالة عدم الاستقرار المستقبلي التي
يمكن أن تهدد النظام أو تعريض مكاسبها العسكرية للخطر، وفقاً لشالوم.
وفى ذات
السياق، يرى أيضاً "آفي ميلاميد"، الباحث فى شؤون الاستخبارات والشرق الأوسط
في معهد آيزنهاور بواشنطن، أنّ الاتفاق بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن سوريا سيأتي
على حساب إيران.
وقال "بوتين
فى مرحلة يريد فيها جمع المكاسب في سوريا، في حين أنه يتعين عليه أن يأخذ في الاعتبار
احتياجات جميع الجهات الفاعلة، فهو لا يريد أن يصبح الإيرانيون أقوياء للغاية، وهو
ما يعنى أنّ طهران ستكون مجبرة على تقديم تنازلات، وسيكون ذلك بمثابة خيبة أمل من وجهة
نظرهم بالنظر إلى التعاون الضخم بينهما من قبل.
وأضاف الباحث
أنّ بوتين لا يستطيع طرد الإيرانيين بالقوة من سوريا، لكنه قد يتركهم فريسة
للهجمات الإسرائيلية ضد مواقعهم الاستراتيجية فى البلد العربى.