بكين تحتج على دخول مدمرتين أمريكيتين مضيق تايوان
احتجت بكين، اليوم الإثنين، على دخول مدمرتين أمريكيتين إلى مضيق تايوان، وسط تصاعد حدة التوتر بين واشنطن.
وجاء في افتتاحية صحيفة "غلوبال تايمز" التابعة للحزب الشيوعي الصيني الحاكم، أن مرور المدمرتين الأمريكيتين "لعبة نفسية في وقت تشتد فيه حدة التوترات بشأن العلاقات التجارية".
وأضافت الصحيفة أن واشنطن "تبعث برسائل سياسية من خلال هذه الخطوة".
وورد في الافتتاحية، إنه يجب على الصين أن "ترد على تصرفات واشنطن وفقًا للقوانين الدولية وما تقتضيه مصالح بكين".
وتابعت: "في المستقبل، قد ترسل واشنطن سفنًا حربية أكبر إلى مضيق تايوان، وتجري تدريبات عسكرية، وحتى تتعاون مع الجيش التايواني في محاولة لردع البر الرئيسي للصين".
وأردفت: "لكن واشنطن لن تنجح. فقد تحسنت القوة العسكرية للبر الرئيسي بشكل كبير منذ أزمة 1996، وهي قادرة على اتخاذ تدابير مضادة في وجه هذه الاستفزازات لردع واشنطن والإدارة التايوانية".
وكان خلاف نشب بين البلدين عام 1995، حين منحت الولايات المتحدة تأشيرة دخول للرئيس التايواني "لى تينج ـ هوى"، الذي وصفته الصحافة الصينية بـ "الخائن للوطن الأم"، في إشارة إلى الصين.
وردت واشنطن على ذلك بإصدار أوامر لسفينة حربية تابعة لها بعبور مضيق تايوان في ديسمبر/كانون الأول من نفس العام، لتكون بذلك أول سفينة حربية أمريكية تعبر المضيق منذ 1976.
ثم أعقب ذلك سلسلة تجارب صاروخية صينية ما بين 8 و15 مارس 1996 إذ عبرت الصواريخ فوق تايوان.
والسبت الماضي، دخلت المدمرتان الأمريكيتان "يو س أس موستن" و"يو أس أس بينفولد" المضيق الذي يفصل بين تايوان والصين.
ويأتي دخول المدمرتين المضيق في وقت تخوض فيه واشنطن وبكين حربًا تجارية من جهة، فيما يتصاعد التوتر بين الصين وتايوان من جهة أخرى.
وتعد تايوان قضية محورية للصين، التي ترفض أي محاولات لأنصار الاستقلال باتجاه سلخ الجزيرة عن الصين، وتؤكد أنها لن تتوانى عن حماية أمنها الإقليمي وسيادتها.
وأصبحت الصين عام 1945 عضوًا مؤسسًا بالأمم المتحدة وإحدى الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي، إلا أن خسارتها الحرب الأهلية (القوات القومية) عام 1949 دفع بأعضاء الحكومة للهرب إلى تايوان وتشكيل حكومة هناك، فيما أسس الشيوعيون في الصين بزعامة ماو تسي تونغ، جمهورية الصين الشعبية.
وتتبنى بكين مبدأ "الصين الواحدة" وتؤكّد أن جمهورية الصين الشعبية هي الجهة الوحيدة المخول لها تمثيل الصين في المحافل الدولية، وتلوّح بين الحين والآخر باستخدام القوة والتدخل عسكريًا إذا أعلنت تايوان الاستقلال.