"أمام مستشفى سيد جلال" أهالي مصابي حريق "الحسين" يكشفون معاناتهم مع عربات الإسعاف..وممرضة تنفي

تقارير وحوارات



أمام بوابة حديدية مغلقة، أحتشد الأهالي في محاولة منهم لمقاومة موظفي الأمن بمستشفى سيد جلال بمنطقة باب الشعرية، للدخول إلى ذويهم، بعدما نقلوا من مستشفى الحسين الجامعي التي نشب بأحد مبانيها حريقًا ضخمًا، أملًا في الاطمئنان على حالتهم الصحية، بعد مرور ساعات من البحث بين المستشفيات الثلاث التي انقسموا فيما بينها بلا جدوى.

 

"فاضل نصف ساعة على معاد الزيارة..محدش هيدخل قبل الساعة 2"، هكذا ردد أحد الموظفين العاملين بالمستشفى، في محاولة منه للتهدئة من روع الأهالي، ممن توزعوا بين مجموعة تتفقد ورقة أسامي المرضى المنقولين إلى سيد جلال والتي لصقت على جدار المبنى، وبين من انتابهم اليأس في الدخول، فجلسوا على أرصفة تشبعت بدرجة حرارة الشمس الحارقة، إلى جوار أكياسهم المحملة بالعصائر والأطعمة ليتغذى بها مرضاهم.

 

وبين الجالسين على الرصيف، كانت "فاطمة" تنتظر هذه الدقائق التي تمر أمامها كالساعات، بقلب كادت دقاته تقتلعه من بين ضلوعها، قلقًا على زوجها الذي تعرض للاختناق بسبب الحريق، حينما كان بالطابق السادس في مستشفى الحسين الجامعي، والذي طالته ألسنة النيران، أثناء قيامه بسحب المياة من الرئة بإحدى عيادات الدور.

 

تتذكر السيدة الأربعينية، جيدًا معاناتها مع زوجها حينما ركضت فور انتشار دخان الحريق بالدور، لتحمله وتركض به بين أروقة المبنى بحثًا عن المخرج:"قعدنا ساعة على ما نزلنا السلالم وخرجنا ورغم دا ملقيناش عربية إسعاف واحدة تاخده..العربيات مجتش غير بعد أكتر من ساعتين من نزولنا".

 

ولم تكن "فاطمة" الشاهدة الوحيدة على تأخر عربات الإسعاف في نقل المرضى، فمن أمام بوابة استقبال الحالات الطارئة، وقف شقيق أحد المرضى، يروي معاناة تأخر وصول أخيه إلى المستشفى:"لسة ناقلينه انهاردة بعد معاناة"، فبالرغم من عدم تواجده أثناء حدوث الحريق، إلا أن هول المنظر بعد إخماد النيران، كان له تأثيرًا نفسيًا على أخيه المريض بتصلب في الشرايين، مما زاد حالته المرضية سوءا، وهو ما استوجب نقله في أسرع وقت:"بس دا محصلش".

 وعلى بعد أمتار من مستشفى سيد جلال، يتذكر "محمد" حينما كاد يوشك على إغلاق مخبزه في تمام الثامنة مساءا، في الوقت الذي بدأت فيه عربات الإسعاف بالمرور من أمامه لنقل المصابين والمرضى:"أعتقد كده الإسعاف وصلت متأخر رغم إني سمعت إن الحريق حصل عالضهر".

 

وعلى نقيض روايات الشاهدين على لحظات نقل المصابين إلى المستشفى، نفت إحدى الممرضات العاملات بسيد جلال، تأخر عربات الإسعاف عن الوصول إلى مستشفى الحسين الجامعي:"كل اللي بيتقال دا إشاعات.. الإسعاف جت بسرعة ولو على الطفل اللي بيقولوا مات، دا كان خارج من عربية الإسعاف بيلعب وحالته كويسة جدًا".