إنقاذ "فتية تايلاند".. مجهودات إنسانية مضنية

وأصرت السلطات على مواصلة خيار إجلاء الفتية من فوق بدلا من إخراجهم من خلال عملية غوص محفوفة بالمخاطر، فيما أشار وقتها قائد خلية الأزمة نارونغساك اوسوتاناكورن، قائلا: "لقد قمنا بأكثر من مئة عملية حفر لكننا لم نحدد موقعهم بعد".

دول تهب للمساعدة

كما هبت الكثير من الدول لمساعدة أفراد الفريق التايلاندي، حيث شاركت كلا من الصين وبريطانيا واستراليا، من خلال فرق إنقاذ، وغواصين، كان من بينهم غواصين بريطانيين استطاعا الكشف عن حياة الأفراد وطمأنة أهاليهم، وكانوا سببا كبيرا في فرحة عارمة جالت الأجواء وعمت بيوت أهالي الأطفال العالقين.

كما أعلنت وزارة الطوارئ الروسية، استعدادها لمساعدة تايلاند في عملية إنقاذ التلاميذ العالقين في كهف مغمور بالمياه، حسبما أكد المكتب الصحفي للوزارة، أن "وزارة الطوارئ الروسية مستعدة لتقديم المساعدات اللازمة للمسؤولين عن عملية إنقاذ الأطفال العالقين في الكهف، وسيتم إرسال رجال الإنقاذ للمشاركة في عملية الإنقاذ في حال وصول طلب رسمي من سلطات المملكة".

مقترحات مساعدة

تفاعل كذلك الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، مع قصة الفتية ومدربهم، حيث مقترحًا لإنقاذ الأطفال الـ12 ومدربهم، مشيرا إلى أن شركته Boring Company لها خبرة في حفر الأنابيب، مقترحا إدخال أنبوب من النايلون إلى الكهف، ومن ثم تضخيمه ليصبح بمثابة «قعلة هوائية» الهدف منها خلق نفق تحت المياه يُمكّن الفريق من الخروج.

تحرك فعلي

وتحرك ماسك، فعليا، حسبما ذكرت صحيفة Daily Mail البريطانية، وقتذاك، أن ماسك تعهَّد أيضًا بإرسال كبار المهندسين لدى شركتيّ Boring Company، وSpaceX، من أجل المساعدة في تحرير الأطفال العالقين، فيما قال متحدث باسم الشركة لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC): "إننا نتحدث إلى الحكومة التايلاندية لنرى كيف يمكننا المساعدة، وإننا بصدد إرسال أشخاص من شركتنا (سبيس إكس- بورينغ كومباني) من الولايات المتحدة إلى تايلاند اليوم، لتقديم الدعم لهم على الأرض".

جهود إنقاذية مضنية

وبلغت فرق الإنقاذ عشرات الأفراد، التي هبت من كل دول العالم، أبرزها أمريكا وبريطانيا وغيرهم، لنجدة هؤلاء الفتية، حيث بذلت الكثير من المجهودات، كان من بينها، مدِّ خط أسطوانات أوكسجين بطول خمسة كيلومترات داخل الكهف، استعدادًا لانتشال المجموعة المحاصَرة، بجانب سبل أخرى لإخراج المجموعة من الكهف قبل هطول أمطار غزيرة أخرى وقتذاك.

كما شملت الجهود بدائل الإنقاذ الأخرى، كتعليم الفتية كيفية الغوص ثم السباحة للخروج من الكهف، لكنها وصفت بالمغامرة المحفوفة بمخاطر بالغة.

كما رُميت علب طعام وهواتف محمولة في الكهف عبر بئر بالقرب من الموقع أملا أن تصل هذه المساعدات للفتية ومدربهم، عند البحث والمتابعة، التي شارك بها أكثر من ألف رجل إنقاذ من بينهم عسكريون أمريكيون وغطّاسون بريطانيون.

مسؤولو تايلاند يؤازرون

وتحرك المسؤولين في تايلاند لمؤازرة الفتية على جميع الأصعدة، فبجانب المساعدات العينية، توجّه قائد المجلس العسكري في تايلاند الجنرال "برايوت تشان أو تشا"، إلى جوار الكهف لتقديم الدعم المعنوي لعائلات الفتيان، وللإشراف على عمليات البحث.

كما أعرب عن سعادته عند العثور عليهم، بعد أن حوصروا داخل أحد الكهوف الواقعة شمالى البلاد منذ نحو 10 أيام، مؤكدا أن هذا الحادث أظهر وحدة الشعب التايلاندى، مشيرا إلى أن هذا يعد يوما جيدا لكافة أفراد الشعب، ومن بينهم عائلات الأطفال المحاصرين.

وفاة من أجل الفتية

كما توفي غواص سابق في البحرية التايلاندية بعد أن فقد الوعي خلال محاولة إنقاذ الفتية العالقين، يدعى سامارن بونان، حسبما أشار قائد وحدة القوات البحرية الخاصة، إلى أن أحد أفراد الوحدة ويدعى سامارن بونان وعمره 38 عامًا توفي أثناء عمله تحت الماء المتجمع داخل الكهف.

وأضاف معلقا: لم تذهب حياته سدى. سنواصل العمل.

الفيفا تؤازر وتدعم

لم يغب كذلك الاتحاد الدولي لكرة القدم، عن المشهد في تايلاند، الذي سرعان ما تفاعل مع القصة المأسوية، ودفع بدعمه على لسان جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، الذي قدم دعوةً للأطفال العالقين لحضور نهائيات بطولة كأس العالم لكرة القدم المقامة حاليًا في روسيا.

وأكد "إنفانتينو"، في خطابه الذي أرسله لرئيس اتحاد كرة القدم في تايلاند "نأمل جميعًا في لم شملهم بأسرهم في الأيام القادمة، وإذا كانت صحتهم جيدة وتسمح لهم بالسفر، فسيكون من دواعي سرور الفيفا دعوتهم لحضور نهائي كأس العالم 2018 ليكونوا ضيوفنا".

وأضاف في خطابه المرسل "آمل بصدق أن يتمكنوا من الانضمام إلينا في المباراة النهائية، والتي ستكون بلا شك لحظة رائعة من المشاركة والاحتفال".