نادية صالح تكتب: شعب ورئيس مرة أخرى مع ساندرا نشأت
مازالت أصداء هذا الحوار المهم نشعر بها كثيرا ونقدرها وكان لها - كما أعتقد- تأثير كبير على سير الأحداث مؤخرا.. وفكرت كثيرا فيمن اقترح أو اقترحت اسم «ساندرا» لإجراء هذا الحوار، لابد أنه شخص مبدع.. يفكر فعلا بطريقة وأسلوب جديد.. «ساندرا» إعلامية سواء مخرجة أو مقدمة برامج، لكنها أساسا مخرجة، لها لونها ومذاقها الخاص، استطاعت من خلاله أن تجلس امام الرئيس جلسة خاصة، لم نر كرسيا أو كنبة تجلس عليها وترتدى ملابس مهندمة أمام الرئيس، جلست بكل تلقائية المواطن أو المواطنة، ولاحظت أنها ربما تكون قد انتهزت أو دبرت ما جعل السيد الرئيس يخلع الچاكيت ويتحرر قليلا من الرسميات ولذلك كان الرئيس مع الشعب بكل طبيعته، حتى إنه عندما تحدث عن والدته كادت الدموع تطفو من عينيه، وكان يحكى عن حكمتها بكلمات قليلة سريعة لكنها عميقة، تجعلك وأنت تسمعه تحس بمدى حكمة هذه السيدة التى أنجبت وربت هذا الرجل الوطنى دمث الخلق، صادق المشاعر، أحس الشعب أن الرئيس حين تذكر «عمه» وكيف أنه تأثر بأنه رجل «يعطي» ولا ينتظر مقابل، رجل للعطاء فقط، وعندما تحدث الرئيس عن عمه تساءلت بداخلى كيف لاحظ هذا الشاب ذلك المعنى إلا إذا كان الله قد خلقه بنفس هذه الصفة، وقلت فى نفسي: يا بختنا بالرجل الذى أصبح الآن يقدم لنا ولبلده دون أن ينتظر مقابلا، وأى منا لا يحتاج إلى ذكاء كثير ليشعر بذلك فى كل ما يقوم به ذلك الرئيس، هو رجل يعطى ويشقى ويعمل للصالح العام حتى لو غضب الناس لفترة، تماما كما كان يفعل مع أولاده عندما عرفنا بعدما سألته ساندرا: ألم يعترض أولادك على بعض قرارتك الصعبة؟ فقال لها «أيوه.. بس كنت بأقول لهم هو أنا كنت بأعمل لكم إلا اللى كان لازم يتعمل.. سواء وافقتم عليه ساعتها ولا لأ..، الرجل هو الرجل.. الأب أو الرئيس، الصالح العام هو ما يقوم به، والمقابل دائما يكون هو الأحسن بفضل رب العالمين الذى يراعيه فى كل ما يفعل، ولا ينساه لحظة، وفى كل اللقاء كنت أقول لنفسي: يا بختنا بيك ياريس، رجل يعطى دون انتظار مقابل، ولكن وبلا شك أدركت الناس هذه الحقيقة ومازالت تدركها بمرور الوقت، وللحق كان الحوار مع ساندرا وما قامت به من تسجيل مع الناس، وشجاعة المواجهة امام الرئيس بآراء الناس مهما قالوا.. جعل ذلك اللقاء جديدا ومبتكرا وشعر الشعب بمدى تقبل الرئيس للاختلاف فى الرأى ومواجهة الاختلاف برحابة صدر طالما هناك ذكاء فى المواجهة واحترام ودماثة خلق فى الأسلوب الذى تواجه به من تختلف معه، ولابد قبل أن ينتهى تأملى لهذا الحوار التاريخى أن أشير إلى ضرورة الابتكار فى كل شيء ليأتى لنا هذا الابتكار بالجديد من المشاعر، الرئيس دون «چاكيت» والمذيعة دون جلسة استجواب تعودت الناس عليها ، وشعب طبيعى أخذ حقه من التحدث عن متاعبه أو استحسانه للحياة والقرارات التى تسير عليها الحكومة، وينتظر النتيجة بعد سنوات من التخطبط.. المهم كان كل جديد فى جديد.. وكانت النتيجة هايلة.
هايلة ياعزيزتى «ساندرا» وأصبح هذا البرنامج «شعب ورئيس» تاريخيا ويستحق كل هذا الاهتمام والتحليل..
شكرا للجميع.. وتحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر