إيمان كمال: "أبو" وأم الفزلكة
الفرحة حلوة والنجاح حلو لكن كمصريين يبدو أن الموضوع أصبح مستبعدا، ليه لازم نفرح بنجاح غنوة حلوة ومبهجة؟ ليه نصدق أن الأغنية أساسها مصرى! وأصبحنا نرى أن المصرى لازم يكون حرامى وسارق وحقق نجاحه بالنصب.
من أشهر قليلة وفى فعاليات مهرجان الجونة أطلق صناع المهرجان أغنية «3 دقات» للمطرب «أبو» وبمشاركة يسرا، وأول أغنية يضع كلماتها السيناريست تامر حبيب وألحان أبو، كلمات بسيطة تدخل القلب ولحن مبهج وكليب يتمتع بحالة من الجمال والسعادة، صحيح ليس كل المصريين سعداء وليس كل البشر عموما سعداء كما أظهرهم الكليب لكن من حقنا نفرح بالجمال والشياكة والسعادة.. من حقنا أن نرى وجوها حلوة وأرواحا سعيدة وطلة تخطف الروح وموسيقى تدخل القلب بدون استئذان وكلمات تخلو من الشجن .. من حقنا أن نستعيد حلاوة قلوبنا.. نفرح للنجاح ونفرح أننا لانزال قادرين على صناعة النجاح وأن نصدره للآخرين.. نفرح بأننا كمصريين لم نفقد الإبداع حتى الآن.. وبأننا لانزال قادرين على أن نصنع كل هذه الحلاوة وسط كل المر الذى نحياه..
من أيام انتشرت النسخة الإسبانية للأغنية وقدمها المطرب اللبنانى جونى عواد ولكن بعد أن ترجم الكلمات للغة الإسبانية، ودعونى استخدم لغة السوشيال ميديا وأقول بأن الأمر تحول لـ«هرية» جديدة، فالسوشيال كل يوم يبحث بشغف عن حدث جديد ليجد صناع الأغنية اتهامات بأنهم سرقوا الكلمات واللحن من أغنية إسبانية الأصل فلا إبداع ولا نجاح ولا فن.
جونى عواد بالفعل استمع إلى أغنية «3 دقات» وكان المطرب «أبو» فى بيروت من فترة قبل ان يقرر «جو» أن يرسل له بأنه يتمنى إعادة الأغنية ولكن أن يقدمها بالإسبانية، وخاصة أن المطرب اللبنانى أعاد من قبل أغنيات عديدة منها اغنيات فرانك سيناترا بالمناسبة، وهو ما رحب به أبوعلى اعتبار أنه نجاح لأغنيته التى تخطت الـ130 مليون مشاهدة عبر اليوتيوب، وهو رقم بأى حال من الأحوال لا يمكن سوى أن يؤكد بأن الأغنية بالفعل حققت ظاهرة ونجاحا تفوق على كثير من كبار النجوم على الساحة.
أما تامر حبيب الذى خاض مغامرة كتابة أغنية لأول مرة فاعتاد فى السنوات الأخيرة أن يقول بصراحة وضوح إن كانت أعماله الدرامية مقتبسة من نسخة مكسيكية أو يكشف عن مصدرها بشفافية شديدة فلماذا سيلجأ مثلا لترجمة الأغنية الإسبانية! هل سيغامر باسمه كواحد من أهم السيناريست فى مصر من أجل تجربة عابرة قام بها؟
■■
المقسوم شرقى
لا أنكر أننى غير متخصصة فى الموسيقى ولا أجيد تحليلها بالشكل الكافى ولكن من يستمع لـ3 دقات من أول لحظة سيدرك أنها مقسوم شرقى وهو ما يطرح سؤالا: هل اللحن غربى وإسبانى؟
أسماء وقامات كبيرة فى عالم الطرب والتلحين لا يذكر اسمها إلا مصاحبا له اتهامات بالسرقة من قبل النقاد، ولكن مرت سنوات طويلة وبقيت أعمالهم خالدة ومحفورة فى تاريخ الفن ليس تبريرا للسرقة بكل تأكيد، ولكن التأكيد على أن الجمهور لا يعنيه سوى البهجة والفن، وبصراحة فلا أرى داعيا أن نصنع «هرى» من لا شىء فحق أبو ويسرا وتامر الفرح بالنجاح، وحقنا أن نسعد بأن غنوة مصرية استطاعت أن تثير كل هذا الجدل.