نادية صالح تكتب: من تأملات القراء 2 - 2

مقالات الرأي



وكما وعدت حضراتكم أتابع معكم بعضا من رسائل القراء التى تحمل تأملات أراها جديرة بالعرض على حضراتكم، وكنا قد توقفنا فى الأسبوع الماضى عند رسالة القارئ الحاج إبراهيم س. س (كما رمز إلى اسمه) من كفر الشيخ وتأمل فيها ما يحدث فى السعودية تجاه عدد كبير من الأمراء ورجال الأعمال هناك.. كتب يقول: «طبعا كل بلد أدرى بشئونه.. وأظن أن كل بلد مثله مثل بصمة الإنسان، كل واحد له بصمة خاصة؟ لا تشبه بصمة الآخر وهذه من حكمة السماء، وكذلك ــ كما أظن ــ لكل بلد بصمته أو شخصيته، ولذلك على كل بلد أن يكون له قراراته وهو أدرى بنفسه خصوصا فى هذا المجال.. وذلك علينا أن نراقب عن بعد ما يجرى وأن ندعو للمسئولين هناك بالتوفيق والسداد ومراعاة الله، وعلى أىحال إذا تأملنا الأمر جيدا وجدناه ثورة للتجديد وإصلاح الأحوال، وقد بدأت بقرار التصريح أو السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة بعد أن كانت ممنوعة من ذلك باسم الدين والدين براء طبعا من ذلك، واسمحولى أن أذكر لكم بعضا من أسباب هذا القرار الذى أجحف حق المرأة السعودية طويلا فقد كان بعضهم يدعى أن قيادة المرأة للسيارة تسبب لها أضرارا صحية فى جهازها التناسلى، ولكم أن تحكموا يا سادة على هذا التفكير الغريب، وأبسط رد عليه «لماذا لم تصب سيدات العالم كله بهذه الأضرار» حكموا عقولكم يا سادة..

تعليق: أظن أن الرسالة لا تحتاج إلى تعليق إلا ضرورة تحكيم العقل فى كل ما يعن لنا من أمور حياتنا فهذا ما ميزنا به الخالق سبحانه وتعالى.

■ الرسالة الثانية: كانت من القارئة ز. ع. م. من القاهرة وتقول فيها: (تعجبنى كتابات الكاتب بجريدة «المصرى اليوم» الذى يحمل اسما مستعارا «نيوتن».. وفى هذا الأسبوع اعجبنى جدا، وأظنك يا عزيزتى سعدت برأيه وتقديره للتأمل الذى هو عنوان ما تكتبينه حضرتك «تأملوا» حتى وصل به الأمر واعتبره نوعا من «العبادة»، المهم كتب يقول: «لا أدعى أننى أفسر القرآن أو أملك من العلوم ما يحصننى عن دخول عالمه العظيم، ولكننى قلما أقبل تفسير الآخرين للقرآن وأرى أن كل من يقرأ القرآن عليه أن يحاول تفسيره كما تتيح له إمكانياته وحسب قدر نضجه ووعيه وثقافته وما وصل إليه من هدى مع الوقت وتقدم السن، القرآن لا يقرأ مرة واحدة بل يقرأ مرارا وتكرارا).

وتستطرد القارئة ز. ع. م. من القاهرة وتكتب:

من أهم ما جاء فى هذا المقال للأستاذ نيوتن.. تفسيره لكلمات رب العالمين، بسم الله الرحمن الرحيم «فصل لربك وانحر» صدق الله العظيم فكلنا تقريبا نفسرها عن تضحية العيد الأكبر.. لكن «نيوتن» تأملها كثيرا ووصل إلى أن الآية التى تقول: «فصل لربك وانحر» يمكن أن يمتد المقصود بها إضافة إلى نحر الخروف أو الضحية بعد صلاة العيد، إلى نحر أو ذبح كل ما فى نفسك من أشياء فيها شر أو غضب مثلا بعد كل صلاة.. والصلوات الخمس كل يوم تتيح لك أن تنحر بعد كل منها ما يغضبك أو ما يجعلك تقدم على شهوة شريرة مثلا وبالتأكيد هناك أشياء نحب أن ننحرها ونتخلص منها لنحيا فى سلام وأمان نفسى.

تعليق: أضم صوتى إلى صوتك يا عزيزتى القارئة ز. ع. م. القارئة وأؤكد لك إعجابى بالكاتب نيوتن وأفكاره وتأملاته وبخصوص مقاله الذى عنونه «إعادة القراءة» أقول لك إنها واحدة من فوائد القراءة والتأمل والتفكير والتدبر، وأظنها أيضا استجابة لتجديد الخطاب الدينى الذى نسعى إليه هذه الأيام لنحارب التخلف والرجعية فى الدين وكل أمور حياتنا.. ولكن لابد من تدبر الأمر وإعمال العقل دائما وأبدا.