محمد مسعود يكتب: مصر والكونغو.. "ملحمة" السعادة فى "برج العرب"
لا تعتبر مباراة مصر والكونغو فى الجولة الخامسة من تصفيات كأس العالم روسيا 2018، مباراة عادية فى كرة القدم، بينما تمثل حلمًا كبيرًا لشعب يتنفس اللعبة، التى صارت هى المتعة والملاذ الأخير فى واقع بلا فرحة أو متعة أو سعادة.
الحلم، لا ينحصر على شريحة من مشجعى الكرة، بينما الحقيقة، هو حلم عام، وأمل يعيش المصريون على تحقيقه منذ سبعة وعشرين عامًا بالتمام والكمال، وبالتحديد منذ المشاركة الأخيرة فى كأس العالم 90 بإيطاليا بقيادة فنية للجنرال محمود الجوهرى، وجيل من اللاعبين دخل تاريخ الكرة المصرية من بابه الأوسع على الإطلاق.
ولعل الحملات الإعلانية لمنتجات المشروبات الغازية وخطوط المحمول، الداعمة للمنتخب هى خير دليل على حالة شحن الشارع لانتظار فرحة كأس العالم.. غير أن معظمها يعمل على طريقة «الشيطان الأخرس» كاتم الشهادة، فمرة يقولون لم نصل لكأس العالم طوال هذه الفترة لكوننا «منحوسين».. ويجب أن نقتل البومة.. ونرفع شعار الخمسة، وندعو لله من «شر حاسد إذا حسد».
والحقيقة غير ذلك، فمصر لم تصل كأس العالم خلال السبع دورات السابقة، لا نحسا ولا حسدا، بينما سوء تنظيم وإدارة وإعداد منتخب قادر على التأهل ولعب تصفيات منتظمة على المدى الطويل، فاللاعب المصرى يفقد الحالة بطول المدة، بينما يكون فى أوج تركيزه فى المعسكرات قصيرة الأجل قبل البطولات الكبرى.
ولهذا السبب فازت مصر بكأس الأمم الإفريقية فى ثلاث دورات متتالية، وفشلت فى الصعود إلى كأس العالم، ناهيك عن سوء حالة المسابقة الرسمية الأهم «الدورى الممتاز»، الذى غالبا ما يسير بظلم ومحسوبية ومجاملات مستمرة لناد بعينه، وأحيانا لأندية بعينها، ودون غيرها، ما يضعف المنافسة، ومن ثم يضعف المسابقة التى لم تكن قادرة خلال السنوت الماضية على إفراز جيل من اللاعبين يحمل شرف تمثيل مصر فى كأس العالم.
وقد تسأل عزيزى القارئ.. هل تغير الحال؟.. سأقول لا.. لكنه التفاؤل الذى يدعونا لأمل المشاركة بدعوات المصريين فقط، ليس بالمدير الفنى الأرجنتينى العجوز الذى يتقاضى الملايين من أقوات المصريين.. ولا باستوديوهات التحليل المملة المليئة بـ«المنظراتية» الذين لم يمارسوا اللعبة أو مارسوها ونجحوا كلاعبين وحققوا الدرجة النهائية فى الفشل كمدربين.
1- تذكرة الصعود
المؤكد أن هزيمة المنتخب فى مباراته أمام أوغندا فى العاصمة كمبالا، منحت الأمل للمنتخب الأوغندى ليكون منافسنا الأول على تذكرة الترشح للمونديال، وهو ما يجعل المباراة القادمة للمنتخب الأوغندى على أرضه وبين جماهيره أمام غانا الذى يحتاج لمعجزة لكى يتأهل، مباراة فاصلة، ففوز أوغندا على غانا، ثم فوزها على منتخب الكونغو الضعيف يضمن لها التأهل فى حال تعثر مصر أمام غانا فى المباراة النهائية للتصفيات فى العاصمة أكرا.
أما فى حال فوز غانا على الكونغو أو تعادلهما ستترشح مصر مباشرة إلى كأس العالم بغض النظر عن مواجهتنا الأخيرة أمامها فى أكرا.
2- أوركسترا سعادة المصريين
الأرجنتينى هيكتور كوبر المدير الفنى للمنتخب المصرى كان قد أعلن عن قائمته لمباراة الكونغو وجاءت كالتالى: «لحراسة المرمى عصام الحضرى، أحمد الشناوى وشريف إكرامى، خط الظهر أحمد حجازى، على جبر، سعد سمير، رامى ربيعة، أحمد المحمدى، أحمد فتحى، عمر جابر، محمد عبدالشافى، كريم حافظ، أما خط الوسط، فمحمد الننى، طارق حامد، حسام عاشور (فى حال تعافيه من الإصابة )، محمد فتحى، سام مرسى، وخط الوسط المهاجم والأجنحة، محمد صلاح، مصطفى فتحى، صالح جمعة، تريزيجيه، رمضان صبحى، وفى الهجوم عمرو جمال، وأحمد حسن كوكا، وحسام حسن».
وتم استبعاد محمود عبد المنعم كهربا لاعب الزمالك المعار لاتحاد جدة السعودى، وعبد الله السعيد بعد إصابته فى مباراة الأهلى والنجم الساحلى خلال الأسبوع الماضى.
كوبر لا يميل أبدا إلى تغيير التشكيل وطريقة اللعب التى لا تخرج عن أهل الثقة وتتمثل فى عصام الحضرى فى حراسة المرمى، أمامه أحمد حجازى وعلى جبر مساكين، وفى اليمين أحمد فتحى، واليسار محمد عبدالشافى.. أما وسط الملعب فلن يخرج عن محمد الننى وطارق حامد كثنائى ارتكاز دفاعى مع منح الننى صلاحيات هجومية، وأمامهما سيلعب صالح جمعة كصانع ألعاب بديلا لعبد الله السعيد، وعلى الأجناب محمد صلاح كجناح أيسر يميل إلى ظل المهاجم، وتريزيجيه كجناح أيمن، وفى الهجوم سيلعب عمرو جمال فى حال فشل الجهاز فى إقناع كوبر بضم عمرو مرعى مهاجم الداخلية وإنبى سابقا، والنجم الساحلى التونسى حاليا.
3- الخطة المحفوظة
هذه هى الطريقة التى يلعب بها كوبر جميع مبارياته، ولعل خطة المباراة سيضعها كوبر ليلة المباراة وبالتحديد بعد انتهاء مباراة غانا وأوغندا، لمعرفة موقف المجموعة، ففى حال تعادلهما ستقدم مصر ملحمة السعادة فى برج العرب، وسيكون الحافز قويا والروح القتالية موجودة للفوز بالمباراة والإمساك بالحلم الغائب منذ سنوات طويلة.
أما فى حالة فوز أوغندا على غانا لا قدر الله، وتزايد حظوظها بالفوز ببطاقة الترشح، فستلعب مصر مباراتها أمام الكونغو على الفوز أيضا، لكن اللاعبين سيصابون بالشرود، نظرا لتفكيرهم فى مباراة الصعود الأخيرة أمام غانا بالعاصمة أكرا، وهى ذكرى مؤلمة بعد هزيمتنا من غانا بسداسية أخرجتنا من التصفيات الماضية.
الكرة الآن ليست فى ملعبنا أو أرجلنا.. بينما الحقيقة فى أرجل لاعبى غانا الذين يبغون الفوز مع تعثر منتخبنا أمام الكونغو بالهزيمة ليفوزوا فى النهاية بتذكرة الترشح.
مصر ليس أمامها سوى الفوز.. فى جميع الأحوال، وأغلب الظن أن غانا التى خرجنا بهزيمتنا الثقيلة أمامها ستكون هى الأوركسترا التى ستعزف لحن السعادة بالفوز على أوغندا، لنرقص جميعا احتفالا بالصعود فى استاد برج العرب، بالفوز على الكونغو إن شاء الله وبدعوات 104 ملايين مصرى – بحسب التعداد الأخير لجهاز التعبئة والإحصاء!.