نادية صالح تكتب: تأملات فى العيد
عيد الفطر وعيد الأضحى هما أشهر الأعياد الدينية للمسلمين، ويحتفل المسلمون أيضاً برأس السنة الهجرية والمولد النبوى الشريف، وهناك أيضاً أعياد توجد يحييها المصريون جميعاً مثل «23 يوليو و30 يونيو»، وكذلك هناك أعياد اجتماعية مثل «عيد الأم» وغيرها يعيش الناس كل طبقا لمناسبته..، ولكل هذه الأعياد مظاهر وطقوس وعادات نمارسها فى مناسبتها وتعودناها ونمارسها، ولكن ولأن التغيير سنة الحياة فلابد أن يشمل هذه العادات وبعض تلك الطقوس فى هذه الأعياد.. واسمحولى أن أتأمل معكم طقوس وعادات عيد الأضحى الذى نعيشه هذه الأيام..، وعندما وقفت أتأمل عاداتنا فيه قلت لنفسى:
«لماذا تركنا زيارة الأقارب والأحباب فى العيد؟! كانت هذه الزيارات مصدراً مهماً للبهجة، وتصل الأرحام وتصالح المتخاصمين، وتجعل الود دائما موصولاً، لماذا تركنا تلك العادة؟! لماذا اكتفينا برسائل «خايبة» من جهاز صغير بين ايدينا ليل نهار فى هذه الأيام؟! هل أصبحت المشاعر الكترونية؟! وصارت العادات بلاستيكية؟! بحيث أصبح حتى لحم فدو الذبائح بلا طعم!!»
وأختتم ما قلته لنفسى لا أسمح لها بالمطالبة بضرورة الحرص على أشياء تبدو صغيرة مثل هذه الزيارات مثلا فهى لا تكلفنا شيئاً ولكنها أشياء مهمة وكبيرة فى معناها ومغزاها وما تتركه فى النفس وازدادت تأملاتى فى العيد وطقوسه وتذكرت العيدية التى كان الكبار يعطونها للصغار وكان الصغار ينتظرون العيد من أجلها أحيانا وقلت لنفسى من جديد: «لا تنسوا هذه العيدية يا عالم واجعلوا الأجيال تتواصل..، احكوا لهم عن العيدية زمان وبعض الأحداث الخاصة بها، احكوا لهم عن الجدود والأقارب الذين ربما لم يقابلوهم بعد رحيلهم عنا.. باختصار اجعلوا بل أعيدوا للعائلة طعمها ومذاقها حتى لا تمحوه الأيام باسم التغيير، فكل هذا يساعد على اكتمال شخصيات الأبناء ويساعد على صحتهم النفسية، فإذا اتصل الود ظل الإنسان يستحضر الطيب من الأعمال والذكريات ويبتعد عن الخبيث..
ويا أيها السادة- هيا بنا ونحن نتطلع إلى المستقبل ونعمل له ألف حساب من أجل التطور هيا بنا ننظر إلى الماضى الذى هو الجذور والأصول ونصل منه ما يسعدنا ويسعد أيامنا ويقوينا على مشكلات الحاضر ويدعم جهودنا من أجل تحقيق مستقبل أفضل وأحسن.
وختاماً كانت هذه بعض التأملات بمناسبة عيد الأضحى أو العيد الكبير وفى كل مناسبة أو عيد دعونا نتوقف لنتأمل من أجل الأحسن والأسعد وكل عام وحضراتكم بخير.