إيمان كمال تكتب: شيرين "بنت الأصول"
شيرين عبد الوهاب «قليلة الأصل» هى نسيت نفسها والشوارع والفقر اللى عاشت فيهم ماهو صحيح شبع بعد جوع.. إلخ من معايرات لشيرين بأصلها وفقرها وبيئتها.. هى ابنة الناس الفقراء كيف تجرؤ أن تدخل فى معركة مع الهضبة عمرو دياب !
الشهرة والفلوس غيروا حياتها ونسوها هى مين ؟! وبنت مين إزاى قدرت تجازف وتتصرف بالشكل دا؟ هى مين فى مصر؟
الإجابة ببساطة هى شيرين الموهوبة جدا.. بنت الناس الفقراء الذين استطاعوا أن يربوا ابنتهم على الصراحة والجرأة والجسارة والتعب.. لم تخجل شيرين يوما من أصلها ولا من بيئتها، بالرغم من التحول الكبير الذى صادفها والنجاح والنجومية..
وهى ترتدى أغلى الماركات من بيوت أزياء عالمية بآلاف الدولارت وتظهر بها على الشاشات تجلس على الكرسى وهى تتحدث عن «صاج الكحك فى ليلة العيد»، وهى مع أسرتها فى الحارة، وعن طبق الكشرى الذى تجيد طهيه.. فلا هى كذبت ولا تجملت أبدا، لأن الأصل فى مصر ليس معياره الغنى والفقر.
«معندهاش أصل».. ناكرة الجميل.. عديمة الموهبة..
شيرين من أصل طيب نشأت فى بيت مصرى وأسرة أحاطتها بالحب والرعاية ولم تقف عائقا أمام موهبتها الكبيرة ولم تتخل عن أصلها ولا عن أسرتها بعد النجاح والثراء.
شيرين لم تنكر أبدا الجميل لمن ساهموا فى صنع نجاحها مثل نصر محروس وآخرين مهما اختلفت معهم فى مرات، وهو أمر عادى أن تدخل فى خلافات بحكم المهنة.
شيرين الموهبة المصرية التى استطاعت أن تحقق نجاحا هز عرش كثيرين اعتقدوا لسنوات أنهم المنفردون بالنجاح فإحساسها وصوتها أعادنا لزمن الفن الحقيقى.. وجرأتها فى التعبير لا يمكن أن تلغى موهبتها التى حاولت الكثيرات تقليدها وأصبحن مجرد نسخ لم تحقق نجاحاً يذكر.
من الفقر نصنع البطولات والأمجاد ونصنع أيضا المعايرة لكن فى الوقت المناسب .. مجدنا نجاح «مريم» من أوائل الثانوية العامة وتصريحات من هنا وهناك بأنها البنت التى يتمناها الكثيرون ابنة وزوجة طريقة مبالغة لأن كل ما كتب وقيل كان دون معرفة حقيقية لشخصيتها والتى لا يمكن أن نقيمها دون معرفة حقيقية على أرض الواقع.
فكل ما يمكن قوله بأنها الفتاة التى استطاعت أن تتحدى ظروفها وتتفوق علميا ولم تخجل من مهنة والدها..ومن عالم الفقر أيضا جاء بعض الفنانين الذين أمن لهم دفتر شيكات نجاحهم حياة أخرى وطفرة حقيقية وكان بديهيا أن يطوروا من حياتهم اللبس والشكل والذوق والسكن.. لكن كل هذا ليس كفيلا بأن نذكرهم من وقت للآخر بأن هذا سقف حدودهم عليهم ألا يتحدثوا ألا يفرحوا ألا يتباهوا ألا يعبروا عن أرواحهم.. وليست شيرين النموذج الوحيد فمحمد رمضان وسياراته خير دليل.
شيرين تدمر دائما صورة الفنان الذى لابد أن يتمتع بالكياسة فى حديثه وأن يمشى على «المازورة» الأخلاقية للآخرين، فالنجاح والنجومية لم يغيرا البنت الصريحة العفوية التى بداخلها، تخطئ كثيرا حينما تتحدث فلا تمتلك الحذر ولا الكياسة ولا ما يجب أن يليق بها كنجمة كبيرة لابد أن تفكر قبل أن تتحدث، عليها ألا تعلن غضبها من عمرو دياب أو أى شخص آخر، عليها أن ترسم الصورة المثالية كغيرها ممن نجحوا فى ذلك، وإذا تجاوزت كل هذا فهى بنت الفقراء التى شبعت بعد جوع وعديمة الموهبة.. وكأنه لابد ألا تعبر عن نفسها ومشاعرها وضغوطها وإلا المعايرة هى السلاح للهجوم.
يكفى شيرين أن اصلها وبيئتها كانوا المنبع لموهبتها التى شرفت مصر فى كل العالم.. يكفى لشيرين أن فقرها لم يحولها لإنسانة تقتات رزقها بطرق غير مشروعة.. يكفى لشيرين أن فقرها جعلها الألفة بين بنات جيلها.. يكفى لشيرين أنها لم تتجمل يوما بما ليس فيها ويكفيها حب من يدرك تماما قيمة الموهبة بعيدا عن المعارك التى لا تنتهى بين نجوم الفن والتى لسنا طرفا فيها.