نادية صالح تكتب: تعظيم سلام لرجل عظيم اسمه "جابر جاد نصار"
أيام قليلة، ربما لا تتجاوز أسبوعاً واحداً ويترك د. جابر جاد نصار منصبه كرئيس لجامعة القاهرة، رافضاً تجديد مدة رئاسته للجامعة لدورة ثانية، رغم نجاحه المدوى فى إدارتها، ورغم جهوده المشهودة، ويعود بعد ذلك إلى قاعة محاضرات كلية الحقوق جامعة القاهرة أستاذاً ومدرساً للقانون الدستورى.. هذا رجل عظيم أعطى لكل دور قام به وكل عمل كلف به جهداً وتميزاً فى الأداء جعله دائماً محل التقدير والإعجاب.. وإذا كنا اليوم نحييه ونقدر جهده وإنجازاته التى حققها لجامعة القاهرة فى فترة وسنوات أربع لعلها من أصعب الفترات التى مرت عليها بل على مصر كلها..، وإذا كنا نحييه اليوم فلابد أن تعترف أننا اندهشنا بل اعترض معظمنا على هذا القرار الذى اتخذه بعدم ترشحه لرئاسة الجامعة لفترة ثانية وهو من حقه، وقلنا كيف أيها الرجل لا تستمر لفترة ثانية خصوصاً وأنت ناجح بامتياز؟! لكن الرجل أصر على قراره وأراد أن يخلى الساحة لغيره ليستمر العطاء وبذل الجهد بين الزملاء، وفضل العودة إلى قاعة التدريس والمحاضرات، وإن كنت لا أظن أنه تركها خلال فترة رئاسته، المهم وبعد أن أصر الرجل على قراره ولم يعد أمامه سوى أيام قليلة وجب علينا أن نسرد للحق والتاريخ أهم إنجازاته الرائعة والشجاعة لعلنا نوفيه بعض حقه علينا، لقد ساهم د. جابر فى تأكيد وحدة المسلمين والمسيحيين فى بلدنا خاصة بين شبابنا عندما قام بإلغاء خانة الديانة من كل المكاتبات الجامعية ولا يخفى علينا ما عاناه الرجل من الهجوم ولكنه لم يتزحزح عن موقفه، وكلنا سمع عما قام به عندما اقتحم عش الدبابير وألغى زوايا المساجد التى كانت قد انتشرت بالجامعة وكانت مرتعاً لبعض الشباب واللعب بعقولهم من جماعات الإخوان وأقام مسجداً كبيراً للجامعة ليرتاده الطلبة فى أمان الله ودون شك فى اللعب بعقولهم خلال فترة الصلاة به..، ولم يقتصر الأمر على ذلك بل أصدر أمراً بمنع المنتقبات من دخول المدرجات الجامعية للتدريس واعتبر النقاب حاجزاً يؤدى إلى عدم التواصل بين المدرس والطلبة، ولا يخفى علينا ما تعرض له الرجل من حرب ومشكلات لكنه لم يعبأ بأى شىء ولم يخش فى الحق لومة لائم...
ولم ينس د. جابر أن يعيد للجامعة وللطلبة حفلاتهم التى ألغاها شباب الإخوان آنذاك، وابعدوا الموسيقى والغناء، وأقام الحفلات والمهرجانات وعاد للشباب نشاطه واستعادت الجامعة تلك البسمة التى كادت أن تفقدها..، إنها قرارات نجح الرجل فى ترسيخها وأعاد بها وجه أقدم وأعرق جامعات مصر- جامعة القاهرة- أعاده للاشراق والتحضر والحداثة ونفض عنه غبار التخلف الذى كاد أن يلحق به..
وأظن أنه أراد فى قراره هذا أن يكون قدوة نادرة لمن يترك منصبه وهو فى قمة نجاحه..، ولكن نرجو أن يكون قد أوجد أو شعر بأن هناك من هو قادر على أن يخلفه بمثل هذا القدر من النجاح والإنجاز والنشاط.. ويا أيها الرجل الناجح.. أهلا بك فى قائمة التدريس وأهلا بنشاطك فى كل مكان وبنجاحك الذى يضيف إلى نجاحات نحن نحتاجها دائما وتحتاجها بلدنا..
ولدينا وليك نقدم تعظيم سلام.. فأنت عظيم
تحمل اسم: جابر جاد نصار