نادية صالح تكتب: البابا فرنسيس و"أم سيد" وزميلاتها فى الحارة المصرية
لابد أن اعترف لحضراتكم أننى حرصت على استطلاع رأى الحارة المصرية البسيطة عن زيارة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان لمصر، والتى اعتبرها فى رأيى المتواضع أول رسالة حقيقية فى تجديد الخطاب الدينى الذى نبحنا صوتنا كثيرا لنقوم بتنفيذه، وأظن أنه رغم النجاح الملحوظ لهذه الزيارة إلا أنها لم تؤت نتائجها بعد، وسنشعر بالكثير من الآثار الطيبة لها كلما مر الوقت وإن شاء الله ستكون فاتحة خير على مصر.
هذه الطيبة وتلك السماحة -الآن فقط فهمت معنى لقب «سماحة» كذا أو فلان- تسامحوا يا ناس... المهم كنت حريصة لأننى مثل الملايين الذين عاشوا هذه الزيارة بكل جوارحهم ذهبت إلى صديقتى «أم سيد»، أظنكم تعرفونها الآن جيدا، بياعة الخضار الوطنية المحترمة، الذكية بالفطرة، التى تعيش بكل جوارحها مع بلدها، مشاكل بلدها أفراحها وأطراحها أو أحزانها...
أقول لحضراتكم ذهبت إلى «أم سيد» وكان هذا الحوار بينى وبينها:
أنا: صباح الفل يأم سيد
أم سيد: صباح الفل والقشطة يامدام.. إيه الصباح الحلو ده ياولاد!!
أنا: تعيشى يأم سيد.. خضارك طازة وزى الفل، عندك سبانخ؟ الحديد ناقص شوية عندى.
أم سيد: لا واللله... كل سنة وأنت طيبة.. الصيف دخل.. مفيش قدامك إلا المجمدة بقى...
أنا: كده.. ربنا يسهل.. المهم أنا عايزة اسألك كمان.. سمعت عن زيارة البابا فرنسيس اللى بيقولو عليه بابا الفاتيكان؟!
أم سيد: إلا سمعت!! إزاى يامدام.. دنا طول النهار يوم الجمعة دى من ساعة ما وصل وقابله الرئيس السيسى وراح هنا وهنا لغاية ماسافر بالسلامة.
أنا: براڤو عليك.. والله.. أنا عشان كده باحبك وباحب اسمع رأيك دايما.
أم سيد: الحمد لله يافندم.. الراجل ده... الكباره.. الطيب اللى زى الفل ده... قال بيغسل رجلين حوالى 15 ولا 20 راجل من الغلابة علشان يتقرب لربنا، دنا با «هلفوتة» لما الواد سيد تكون رجليه مش نضيفه وأشمها ساعات بالليل بافضل ازعق له وابهدل الدنيا، إنما الراجل الطيب ده بيستحمل ريحة ووساخة رجلين الغلابة عشان ربنا يرضى، يديلنا أنا واللى زيى دروس.. يارب «علينا» ووطى نفوسنا.. من يومها وأنا مكسوفة من نفسى...
أنا: صحيح... شفت القلوب البيضة والسماحة... شفتيه وهو بيطبطب على الأطفال اللى كانوا فى استقباله.. فضلت الابتسامة على وشه طول الزيارة.. لغاية ماقال «تهيا مصر».
أم سيد: آه صحيح.. هو مابيعرفش يقول: «حا»
أنا: آه.. الحرف ده «ح» صعب فى لغتهم...
أم سيد: بس عجبنى كمان فضيلة الإمام الشيخ أحمد الطيب وهو بيحضنه... كان حضن من القلب أصل الواحد بيحس.. الحركات اللى عشان التصوير والحركات اللى بصحيح... بس ربك والحق كنت خايفة عليه أحسن ولاد الذين يؤذه... دول بيقولوا لاتصبح ولاتهنى مسيحى... تصورى يافندم... بقى دا اسمه كلام... على فكرة فى شوية منهم احنا عارفينهم وواخدين بالنا منهم... كانوا حيطقوا... بس مش قادرين يعملوا حاجة ربنا يهديهم...
أنا: الحقيقة... أنا كنت عايزة أعرف إن كنتوا فى الحارة أنت وصاحباتك حسيتوا بالزيارة ولا لأ...
أم سيد: حسينا!! دنا مش ناسية شكلهم وهما بيصلوا فى دار مش عارف إيه... كانوا كثير قوى وكنت خايفة... إنما ربنا سلم.
أنا: آه كانوا فى «دار الدفاع»... دول كانوا اكثر من 25 مليون واحد... الحمد لله عدت على خير.
أم سيد: كنا كلنا فى الحارة سبنا الخضار وقعدنا نتفرج ولما سافر بالسلامة كان نفسى أبوس إيد كل عسكرى... الجيش أو البوليس كانو بيحرسوه ورفعوا راسنا.
أنا: ربنا يخليك أنت واللى زيك ياأم سيد .. أنت مصر الحقيقية أنت قلبها وعقلها الذكى.. ربنا معانا وكل سنة وأنت طيبة.