عبد الحفيظ سعد يكتب: عمالة الشيخ محمد عبدالمقصود لحبيب العادلى
فى الذكرى الـ6 لاقتحام أمن الدولة السلف الصالح يكشف
تجددت الاتهامات بالعمالة مرة أخرى بين السلفيين بعد أن أثيرت فى السابق، عقب 30 يونيو من قبل الإخوان تجاه شيوخ السلفية، وعلى رأسهم ياسر برهامى، ومحمد حسان، لرفضهما الوقوف فى صف الإخوان، ومناصرتهما إجراءات خارطة الطريق.
لكن عادت الاتهامات من جديد بشكل مختلف، ولشخصيات لم تكن متوقعة، وبوقائع تبدو أنها منطقية لتطول هذه المرة، أحد أبرز شيوخ السلفية المتشددين، وهو محمد عبدالمقصود، والذى يعد أبرز منظرى «السلفية الجهادية» والتى خرجت منها رحمها تنظيمات العنف بداية من الجماعة الإسلامية وصولا لداعش، وسبق أن اتهم «عبدالمقصود» شيوخ حزب النور، بأنه «عملاء» للأمن.
ليأتى دور حزب النور السلفى هذه المرة فى رد الهجوم، فى «هجمة مضادة» على «عبدالمقصود» وجاء هذه المرة عبر أحد الحسابات «أخبار النور فى العالم»، التابعة للحزب فى موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، وجاء اتهام النور فى الملصق الذى نشر يوم الأحد الماضى 19 مارس.
وحمل المنشور تساؤلات عن الدور «المشبوه» لمحمد عبدالمقصود وعلاقته السابقة بوزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى، بواسطة شقيق عبدالمقصود اللواء عادل عبدالمقصود، وذلك للرد على الهجوم المتكرر من قبل عبدالمقصود على ياسر برهامى مرجع حزب النور.
وجاء فى منشور على الحساب التابع لحزب النور، والذى وقع شخص يدعى «أحمد صبحي» قال فيه: «عندما رفض التيار السلفى عودة الأمن الوطنى بعد ثورة يناير وقاد التظاهرات الدكتور أحمد خليل القيادى بحزب النور، رفض الشيخ محمد عبدالمقصود هذه التظاهرة وكانت عناوين الصحف (الشيخ محمد عبدالمقصود يدعو الإسلاميين لعدم التظاهر أمام الأمن الوطني)، وذلك بناء على اتصال من اللواء أحمد عبدالجواد، نائب رئيس جهاز الأمن الوطنى، ويستفسر المنشور من محمد عبدالمقصود، لماذا اتصل بكم أنتم فضيلة الشيخ؟».
ويستمر منشور حزب النور فى توجيه الاتهامات والبراهين على «عمالة» محمد عبدالمقصود، بشكل تهكمي: «فضيلة الشيخ، - يقصد محمد عبدالمقصود - كنت دائما ما تخرج علينا قبل ثورة يناير على الفضائيات أيام مبارك الذى كنت تكفره على المنابر لنتعلم منكم ولله الحمد، إلا أننا لاحظنا أن الشيخ ياسر برهامى، عميل أمن الدولة» حسب ادعاء محمد عبدالمقصود» كان ممنوعا من الخروج على الفضائيات فلماذا فضيلة الشيخ أمن الدولة سمح لكم ورفض خروج عميله على الفضائيات؟».
ويضيف منشور «فضيلة الشيخ محمد عبدالمقصود بالرغم من أنكم كنتم تكفرون مبارك على المنابر إلا أن أخوك اللواء عادل عبدالمقصود عفيفى لم يتأثر بمواقفك وتمت ترقيته إلى درجة مساعد وزير الداخلية لشئون المنافذ والجوازات فى عهد حبيب العادلى عدو التيار الإسلامى، بالرغم من أن أى إنسان كان له أحد قريب من أفراد التيار الإسلامى، يمنع من دخول كلية الشرطة.. فلماذا فضيلة الشيخ حصل شقيقك على ترقيات من حبيب العادلي؟».
يستمر منشور حساب حزب النور فى سرد وقائع، يعتبرها دليلا على عمالة «عبدالمقصود للأمن، قائلا: «فضيلة الشيخ محمد عبدالمقصود بعد ثورة يناير أتيت بأخيك سعادة اللواء ومساعد وزير الداخلية لحبيب العادلى وكونت له حزبا سلفيا سميته (الأصالة) فأخوك المتدين زعيم الحزب السلفى كيف وصل لمساعد وزير الداخلية بالرغم من أنه عاشق للسلفية كما بدا عليه بعد ذلك!!».
ويضيف المنشور حزب النور حسب ادعائه «حصل أخوك رئيس حزب الأصالة السلفى على ليسانس الموسيقى من المجلس المتحد للكليات والأكاديميات الملكية بإنجلترا عام ٧٥ فلماذا أخوك محب الموسيقى تدعمه لرئاسة حزب سلفى فضيلة الشيخ؟».
ويختتم منشور حزب النور كلامه «هذه بعض التساؤلات المشروعة آمل من فضيلتكم (محمد عبدالمقصود) الإجابة عنها».
الاتهامات عبر حزب النور والموجهة إلى محمد عبدالمقصود، لم يعلن عنها فى سياق مناسبة، أو حتى رد على اتهامات الأخير لشيوخ الحزب خاصة ياسر برهامى بالعمالة للأمن، وهو اتهام سبق عليه 4 سنوات، غير أن توجيه الاتهام لعبدالمقصود، جاء فى الذكرى السادسة، للاستفتاء على التعديلات الدستورية فى 9مارس 2011، والذى أطلق عليها شيوخ السلفيين وقتها «غزوة الصناديق». كما أنها تأتى أيضا بعد مرور 6 سنوات من عملية اقتحام أمن الدولة والتى قادها السلفيون فى حينها.
وتأتى اتهامات السلفيين لمحمد عبدالمقصود، فى الوقت الذى تثار حوله عدة علامات استفهام، خاصة المتعلقة بدوره فى عمليات التجنيد التى كان يقوم بها لتنظيم داعش والتى لعب فيها دورا مهما، أثناء وجوده فى تركيا، والتى كانت حتى فترة قصيرة، بمثابة الحبل السرى الذى يعبر له عناصر التنظيم إلى الأراضى السورية والعراقية، ولعب «عبدالمقصود» -كما تؤكد مصادر أصولية- دور الكفيل الذى يضمن العناصر الجديدة للتنظيم والقادمة من الدول العربية والأوروبية، باعتباره أحد شيوخ السلفية، وله مصداقية عند الأفراد المنتسبين لها.
غير أن تحول تركيا فى المواجهة مع تنظيم داعش، كما تقول المصادر، دفع عبدالمقصود أن يلعب دورا مع تنظيم آخر، وهو جبهة النصرة، أو فتح الشام، وهى المرتبطة بتنظيم القاعدة، خاصة بعد مقتل طه الرفاعى فى سوريا والذى كان يعد بمثابة المنظر الفكرى لها.
ولعل فتح ملف العمالة وكشف المستور عن العلاقات المشبوهة لقيادات وشيوخ التنظيمات الإسلامية عن العمالة للأمن يتجدد مرة أخرى، خاصة أن هذه القضية برزت أيضا داخل تنظيم الإخوان، فى ظل الانقسام بين جبهتين رئيسيتين، الأولى يقودها محمود عزت والأخرى، يقف وراءها جمال حشمت، فى الخارج، خاصة بعد مقتل محمد كمال الذى كان رمزها داخل مصر، ونجد أن كلا الفريقين يوزع الاتهامات بالعمالة للأمن ومحاولة تصفية خصومه والإرشاد عنهم كما تتهم دائما جبهة «محمد كمال» مجموعة «محمود عزت، بينما تشير المجموعة الأخير أن المكتب الإدارى للإخوان بالخارج، مرتبطة بأجهزة مخابرات دول أخرى، خاصة التركية والقطرية.
ولعل السؤال الأبرز عن علاقات شيوخ السلفية، بالأجهزة الأمنية، هل انتقلت عمالة الشيوخ لمخابرات دولية فى الخارج، وهى إجابة، ربما تكشفها الأيام المقبلة، عندما تتضارب المصالح، بينهم ويكشف كل فريق الآخر..!