"خبراء": يجب على مصر استثمار السيول.. وتفعيل القانون ضد ملوثوا المياه
أوصي المؤتمر العلمي الأول لهندسة المياه والري في مصر بضرورة العمل علي الإدارة المتكاملة للموارد المائية من مياه النيل والصرف الزراعي والصحي المعالج، فضلا عن مياه الأمطار الساحلية والمياه الجوفية بنوعيها السطحي والعميق لتلبية احتياجات مصر من المياه، مع التنسيق التام بين الوزارات المعنية خاصة الري والزراعة فيما يخص التراكيب المحصولية المناسبة لتحقيق أعلى عائد باستهلاك مياه أقل.
جاء ذلك علي هامش
إحتفالية كلية الهندسة جامعة القاهرة بمرور مائتي عام علي بداية التعليم الهندسي بمصر،
وذلك بحضور الدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري والدكتور جابر نصار
رئيس جامعة القاهرة وعدد من الوزراء السابقين منهم الدكتور محمود أبو زيد والدكتور
حسين العصفي والدكتور عبد القوي خليفة والمهندس ممدوح رسلان رئيس الشركة القابضة لمياه
الشرب والصرف الصحي وكوكبة من الأساتذة والعلماء بالجامعات المصرية وعددا من مسئولي
الهيئات المهتمة بعلوم المياه.
أكد الدكتور السيد
تاج الدين عميد كلية الهندسة جامعة القاهرة، أن التوصيات شملت ضرورة المحافظة على المياه
الجوفية والعمل علي منع تلوثها والاهتمام بدراسة مدى انتشار الملوثات في التربة، لأن ذلك يساعد على فهم طبيعة الملوثات
وتفاعلاتها لتصميم النظم الأنسب لمعالجة المياه الملوثة لتجنب الهدر ولضمان حق الأجيال
القادمة في الثروات المائية، مضيفا أن المؤتمر أوصي كذلك بإعداد دراسات شاملة لمخرات
السيول وتحديد المناطق الخطرة لحظر البناء في حرمها ومراجعة تصميمات الطرق عند تقاطعها
مع مخرات السيل والعمل علي الاستفادة منها باستخدام التقنيات الحديثة.
كما أوصي المؤتمر
بإطلاق حملات توعية بأهمية الحفاظ علي المياه وترشيد استهلاكها وتحسين كفاءة الشبكات
الناقلة لمياه الشرب والصرف وكذلك إعادة تأهيل شبكات المجاري المائية مع تطبيق حازم
للقانون علي الجميع لمنع إلقاء المخلفات الصلبة والسائلة في المجاري المائية، والتعاون
مع دول حوض النيل لعمل مشاريع استقطاب الفواقد المائية بما يعود بالنفع علي الجميع
مع دراسة الاستثمار الزراعي في دول جنوب حوض النهر خاصة دولتي السودان وأوغندا حيث
تتوفر الأمطار هناك والعمل علي مساعدة هذه الدول في تطوير الزراعة اعتمادا علي مياه
الأمطار.
وطالب المؤتمر
بإقرار قواعد جديدة للتصدير والاستيراد تراعي تصدير ما يحوي مياه افتراضية أقل واستيراد
ما يحوي مياه أكثر، وعمل أبحاث لتصنيع خلايا شمسية يمكن استخدامها لتوليد الطاقة اللازمة
لتشغيل طلمبات ومحطات تحلية المياه في المناطق البعيدة.
كما أشار عميد
هندسة القاهرة إلي أن المؤتمر تناول بالبحث والدراسة المخاطر والتحديات الناجمة عن
إنشاء سدود ومشاريع علي حوض نهر النيل خارج الحدود وسبل التعامل معها وتجنب أثارها
بالعمل علي توفير الاحتياجات المائية من مصادر بديلة، كما تناول اقتراحات لتطوير التعليم
الجامعي في أقسام الري والهيدروليكا ليرتبط بقضايا ندرة المياه مثل التغيرات المناخية
والتنمية المستدامة والطاقات الجديدة والمتجددة وعملية تحلية مياه البحر.
وأشاد المؤتمر
بالتجربة الرائدة لجامعة القاهرة المستمرة منذ عشرون عاما بعمل دبلومة للموارد المائية
المشتركة موصيا بضرورة تشجيع استقدام الدارسين من الدول الإفريقية لتربية كوادر يمكنها
العمل معا لتحقيق الصالح العام لدول حوض النيل.
وأشار عميد كلية
الهندسة إلي أن العديد من الفعاليات سوف تجري طوال هذا العام تتضمن احتفالات ومؤتمرات
ولقاءات تتناول الدور الذي لعبته الكلية منذ نشأتها قبل مائتي عام في صناعة الحضارة
ونشر العمران في مصر وفي مختلف البلدان العربية والإفريقية.