الوجه الآخر لسعد زغلول : "أدمن القمار والخمر وصاحب الإنجليز" ... (أسرار التاريخ)
أحد أبرز الشخصيات السياسية ليس في مصر فقط ولكن في العالم أيضاً، كتب مذكراته أثناء نفيه إلى أوروبا كشف خلالها الكثير من الأسرار التي لم يعرفها أحد عن زعيم ثورة 19 ، التي اندلعت من لأجل اعتقاله هو وثلاثة من أعضاء الوفد، طالب بجلاء الاحتلال البريطاني عن مصر، شغل منصب رئاسة الوزراء ومنصب رئيس مجلس الأمة.
كتب بمذكراته أنه أدمن الخمر ولعب القمار وأحبهم حبًا شديدًا، كان يُدافع عن اللورد كرومر، وقد اختاره كرومر كأحد رجاله وعينه وزيرًا للمعارف.
نشأته:
ولد سعد في قرية إبيانه التابعة لمركز مطوبس بمحافظة كفر الشيخ، يونيو عام 1860، وكان والده رئيس مشيخة القرية، توفى والده وكان عمر سعد خمس سنوات، لديه أخ يُدعى أحمد زغلول، بدأ تعليمه في الكُتاب ثم التحق بالأزهر عام 1873 و تعلم على يد السيد جمال الدين الأفغأني والشيخ محمد عبده.
حياته العملية:
عمل سعد في الوقائع المصرية، كان ينقد أحكام المجالس الملغاة ويلخصها ويعقب عليها، وتم توظيفه معاون بنظارة الداخلية، درس القانون ثم تم نقله إلى وظيفة ناظر قلم الدعاوى بمديرية الجيزة.
عمل بالمحاماة، واستطاع أن يرتفع بالمهنة، ولما أُنتخب قضاه من المحامين، كان أول محام يدخل الهيئة القضائية، لكن قُبض عليه عام 1883م بتهمة الاشتراك في التنظيم الوطني، وخرج سعد من السجن بعد ثلاثة أشهر ليعود مرة أخرى إلى المحاماة.
حياته السياسية:
شارك في الثورة العرابية وحرر مقالات ضد الاستعمار الانجليزي، ودعا للتصدي لسلطة الخديوي توفيق.
قام ثلاثة من أعضاء الجمعية التشريعية، هم: «سعد زغلول وعلي شعراوي وعبد العزيز فهمي» بمقابلة المندوب السامي البريطاني مطالبين بالاستقلال.
وعقب هذه المقابلة تم تكوين الوفد المصري، وقامت حركة جمع التوكيلات بهدف التأكيد على أن هذا الوفد يمثل الشعب المصري ومطالبه التي أولها الحرية.
وطالب الوفد بالسفر للمشاركة في مؤتمر الصلح لرفع المطالب المصرية بالاستقلال.
أدي حب الشعب المصري للوفد بقيام السلطات البريطانية بالقبض على سعد زغلول وثلاثة من أعضاؤه وهم:
"محمد محمود وحمد الباسل وإسماعيل صدقي"، ونفيهم إلى جزيزة مالطة.
أدى اعتقال سعد زغلول وأعضاء الوفد المصري، إلى قيام المظاهرات في جميع مدن وقرى مصر.
أسرار بمذكرات سعد زغلول:
نشرت دار الكتب والوثائق القومية بالقاهرة، كتاب مذكرات سعد زغلول، تحت إشراف وتقديم "لطيفة محمد سالم" وفي الجزء الحادي عشر من مذاكرته بدأ سعد بكتابة "ويل لي من الذين يطالعون من بعدي هذه المذكرات"، فصرح من خلال كلماتها حبه الشديد للمقامرة وأنه لا يستطيع التخلي عن لعبة "القمار"، بل وصرح حبه الشديد للخمر.
كتب عن زيارته لأوروبا عام 1908 وقال "أفطر مع الست والباشا، في الساعة تسعة وبعد أن نتمشى مع الباشا قليلا نعود إلى البيت لنلعب البوكر مع الست وحسين إلى الساعة ثمانية، ونتمشى قليلاً ثم نعود لنلعب البوكر إلى الساعة 11 مساء، وقد انفعل أثناء اللعب عند الخسارة وصادف أن الزهر كان يعاكس وكان زهر حسين سعيد ولكن مع ذلك كسبت ولم أخسر غير أن حارق كانت من طريقين: طريقي وطريق الست".
وأوضح خلال مذكراته رغبته في العدول عن لعب القمار، قائلًا: "أوصى كل من يعيش بعدي من لهم شأن في شأني أني إذا مت من غير أن أترك اللعب أن لا يحتفلوا بجنازتي، ولا يحتدوا على ولا يجلسوا لقبول تعزية ولا يدفنوني بين أهلي وأقاربي وأصهاري، بل بعيدًا عنهم وأن ينشروا على الناس ما كتبته في اللعب حتى يروا حالة من تمكنت في نفسه هذه الرذيلة وبئست العاقبة".
وأشارت المذكرات إلى أثر لعب الورق في حياة سعد زغلول وخاصة حياته الاقتصادية، حيث وقع الذي يقتني الضياع الواسعة، تحت طائلة ديون كثيرة، مما دفعه عام 1910م إلى أن يبيع الضيعة التي اشتراها بناحية قرطسا لقاء اثنتي عشرة ألف جنيه.
ذكر كتاب الإسلام والحضارة الغربية، للكاتب محمد محمد حسين، تقرير عن كرومر سنة 1906، قائلًا: "أن في مصر جماعة صغيرة العدد آخذة في الازدياد، هي الحزب الذي يمكن أن أسميه على سبيل الاختصار بأتباع المفتي الأخير محمد عبده، وذكر في خصائصهم أنهم غير متأثرين بدعوة الجامعة الإسلامية ويتضمن برنامجهم، إن كنت قد فهمته حق الفهم، التعاون مع الأوربيين لا معارضتهم في إدخال الحضارة الغربية إلى بلادهم، ثم أشار كرومر إلى أنه تشجيعًا لهذا الحزب، وعلى سبيل التجربة قد اختار أحد رجاله وهو سعد زغلول وزيرًا للمعارف".
وفاته:
توفي سعد زغلول في 23 أغسطس 1927، وقررت حكومة عبد الخالق ثروت إقامة ضريح كبير له، فدفن بشكل مُؤقت في مقبرة الإمام الشافعي، ثم نقل عام 1931م إلى ضريحه بجوار بيت الأمة.