«عُمر طوسون» مكتشف رأس الاسكندر وصاحب فكرة الوفد .. أمير الأسكندرية وراعي المجانية (أسرار التاريخ)
عُرف بحبه لعمل الخير، وكان لديه علاقات وثيقة بعدد كبير من الجمعيات الخيرية على رأسهم: "الجمعية الخيرية الإسلامية، والجمعية الخيرية القبطية"، لا يفرق بين مسلم ومسيحي في العمل الخيري.
اهتم بالتعليم ويُعد من أهم رواد الإصلاح والنهضة في مصر أوائل القرن العشرين، وشارك في العديد من الاكتشافات الأثرية المصرية مثل عثوره على رأس تمثال الإسكندر الأكبر، كما شارك الأمير عُمر في العديد من اكتشافات الأديرة في أوائل الثلاثينيات يبلغ عددهم 52 ديرًا.
إنه الأمير عُمر طوسون ابن الأمير طوسون بن محمد سعيد بن محمد علي، وأمه الأميرة فاطمة إحدى بنات الخديوي إسماعيل، ولد يوم 8 سبتمبر 1872 م، وتوفى والداه وهو فى الرابعة من عمره ، فربته جدته لأبيه وأشرفت على تعليمه، بدأ دراسته في القصر الملكي مع باقى أبناء الأسرة الملكية من الأمراء، ثم أكمل دراسة التجارة واللغات في سويسرا.
صاحب فكرة الوفد
ويقول الدكتور عاصم الدسوقي أن الأمير عمر طوسون قام بالإتصال بمحمد سعيد باشا لإنشاء وفد مصري للمطالبة باستقلال مصر، وعقد الأمير عدد من اللقاءات مع سعد زغلول باشا لتكوين هذا الوفد والسفر لحضور مؤتمر الصلح، ولكن السلطان أحمد فؤاد علم بهذه اللقاءات فمنع الأمير عُمر من تكوين مثل هذا الوفد.
ويُذكر كتاب عمر طوسون أمير الإسكندرية، من تأليف الدكتورة سحر حمودة، الوثيقة السرية، التى أرسلها السير ريجنالد وينجت إلى اللورد هاردتج، مساعد وزير الخارجية البريطانى، فى 24 نوفمبر عام 1918.
قال «وينجت» بالوثيقة إنه التقى حسين رشدى باشا، رئيس الوزراء، للتأكد من موقف السلطان فؤاد، فيما يخص الأمير عمر طوسون، وكان الانطباع الذى أخذه وينجت عن رشدى باشا، هو أن السلطان فؤاد كان فى غاية الغضب لانشغال طوسون بالسياسة، خاصة أنه كان يعتبر الأمير المحبوب، ذو الاتجهات الدينية المنافس على عرش مصر، ولهذا السبب أصر على استخدام عدلى يكن باشا، وحسين رشدى باشا للضغط على الأمير حتى يعود إلى منزله فى الإسكندرية.
عقد وينجت اجتماعًا مع محمد سعيد باشا صديق الأمير، الذى أوضح أن السلطان فؤاد هو من كان وراء منع الاجتماع العام فى التاسع عشر من نوفمبر 1918، بسبب كراهيته لطوسون المنافس على العرش، إلا أن محمد سعيد باشا، أكد أن سعد زغلول كان له دور فى تلك الأحداث، حيث كان على اتفاق تام مع الأمير قبل 10 سنوات، ولكنه تخلى فجأة عن الأمير.
أمير الاسكندرية وراعي المجانية
لُقب بـ"أمير الأسكندرية" ويرجع هذا لكثرة أعماله الخيرية بها، وإهتمامه بفقرائها والعمل على توفير احتياجاتهم، وكان يتقرب بشكل كبير من الطبقات المتوسطة والفقيرة.
اعتنى الأمير بالمدارس، وأعلن أن المدارس الابتدائية والكتب متاحة بالمجان للأطفال، وكان من يتفوق منهم يُتم تعليمه على حساب الأمير فى المدارس العليا، وبنى المساجد أيضًا، كما يُعد هو المسؤول الذى تنفيذ بناء مقام "أبى الدرداء" بالإسكندرية، وتبرع الأمير بجزء كبير من المال لبناء استاد الأسكندرية.
اهتمامه بالزراعة
ترأس الأمير طوسون رئاسة الجمعية الزراعية الملكية عام 1932م، التى تخصصت فى شئون الزراعة في مصر والعمل على تنمية الأنتاج الزراعى والحيوانى، وأثناء رئاسته الجمعية نشر عدد من المؤلفات العلمية المتصلة بالزراعة ، مثل الحشرات الضارة في مصر لـ"ولكس"، وقوانين الدواوين لـ"ابن مماتي"، والأحوال الزراعية في مصر لـ"جيرار"، والخيول العربية للأمير محمد علي.
مؤلفاته
وكتب الأمير عُمر طوسون العديد من الكتب من أهمها :
"الجيش المصرى البرى والبحرى فى عهد محمد على باشا عام 1923"
"المدارس الحربية والمعامل العسكرية 1924"
"مالية مصر منذ عهد الفراعنة إلى الآن"
"الصنائع والمدارس الحربية والبعثات العلمية فى عهد محمد على باشا عام 1926"
"مصر والسودان عام 1927"
"كلمات فى سبيل مصر 1928"
"وادى النطرون ورهبانه وأديرته
"مختصر تاريخ البطارقة".
وفاته
توفي الأمير عمر طوسون يوم الأربعاء 26 من يناير 1944م ، وكتب في وصيته ألا تقام له جنازة، وغهداء مكتبته الخاصة إلى المُتحف الحربي، والمتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية ومكتبة بلدية الإسكندرية، وكانت تضم أكثر من ثمانية آلاف مجلد من أفضل الكتب والمخطوطات والصور والخرائط، وقد ونفذ الملك فاروق وصيته.