علي عبدالرحمن يكتب: خطايا مني الشاذلي العنصرية!
تشهد الساحة الإعلامية حاليًا فوضى عارمة فى طرح بعض القضايا والأحداث سواء كانت السياسية أو الاقتصادية أو حتى الفنية، وليس عيبًا أن يكون لديك مذيع برامج صاحب إمكانيات ضعيفة فى الحوار وبجواره فريق إعداد قوي يستطيع أن ينقذه فى اى وقت بطريقة إعداد الأسئلة أو حتي فى طريقة إدارة الحوار، ولكن كل العيب أن يصبح لديك مذيع متوسط الموهبة وبجواره فريق إعداد ضعيف لا يستطيع إنجاز ما تبحث عنه فيما تشاهده على الشاشة، ثم يتحول الحوار الذي تشاهده فى النهاية إلى حوار عنصري الهدف منه لا شيء –(آه والله زي مابقولك كدة).
هذا ما فعلته
الإعلامية منى الشاذلي وفريق إعداد برنامجها المذاع على إحدى القنوات الفضائية
بعدما استضافت النجمة نيللي كريم والفنان محمد ممدوح الشهير بـ"تايسون"
نجما فيلم "بشتري راجل" للحديث معهما عن كواليس الفيلم وكيف ظهر للنور
ومدى نجاحه وتأثير فكرته على الجمهور المصري، ولكننا شاهدنا فى نهاية الحوار أنه
مجرد حديث عنصري اشتعلت بسببه مواقع السوشيال ميديا بعدما وقعت منى الشاذلي فى فخ
الخروج عن المألوف والبحث عن وجع القلب.
وجاءت الصدمة من
نوعية الأسئلة الساذجة التي بها الكثير من العنصرية وأبدعت فيها "الشاذلي"
عند سؤالها لضيفيها، وأعتقد أن مقدمة البرنامج لم تكلف نفسها بعض الوقت أو فريق إعدادها
لمعرفة تاريخ الفنان محمد ممدوح في أعماله الفنية السابقة، وتوجيه أسئلة مستفزة لنيللي
كريم من نوعية (قالولك يا نيللي بقى احنا هنبقى مع الممثل محمد ممدوح واتحايلوا عليكي
عشان تعملي الدور معاه؟!)، وايضا (يعني مكانش في اي.. مش عايزة اقول حساسية اصل نيللي
كريم فنانة كبيرة وراسخة وعملت ادوار كتير في السينما والتليفزيون محمد عمل دور صادق
في مسلسل 30 حلقة)، ثم نقله سريعة لنوعية الأسئلة والتي تريد تبرز نفسها كناقد فني:
(دخلة الشخصية يعني فيها بعض من الدناءة واللأخلاقية بس أداء محمد وتلقائيته الشديدة
في الفيلم هي اللي خلت الناس تحب البطل وتتعاطف معه يعني خليت الناس تحبه بسبب أداءك؟).
ثم التحول الدراماتيكي
في نوعية الأسئلة العنصرية ففاجأته بسؤالها العابر للقارات: (أنت غيرت فكرة الراجل
الچان يا محمد اللي هو راجل بيحب الأكل وعادي، يعني كنا بنشوف كريم عبد العزيز ومنة
شلبي ورشدي أباظة،، فأجابتها نيللي بردها: "الحب مش بالشكل لكن الحب بالروح"،،
وتلعثمت مقدمة البرنامج كعادتها الشهيرة بها وقالت (لا المهم القلب يعني وكدا).
ومضى وقت
الحلقة بكثير من نوعية هذه الأسئلة، وبطريقة بهلوانية وجهت مذيعة البرنامج سؤالها للجمهور
قائلة: (طب أنا هسأل سؤال للرجال فقط تحبوا الست المستكينة ولا القوية؟) فردوا
بتلقائية شديدة: (المستكينة)، ثم جاءت إجابة الضيفان حاسمة وقاطعة (أصل انتي بتسألي
سؤال يختلف من شخصية راجل لراجل عادي اللي ينطبق على دا ماينطبقش)، وأكمل ممدوح (انا
بحب البنت اللي شخصيتها قوية وكنترول و تقف في ضهري وقت ما احتاجها و أسند عليها وعارفة
امتى تبقى أنثى وحنينة).
في النهاية عزيزي
القارئ هذا اللقاء يرصد نوعية تفكير النخبة الإعلامية في مفهوم العنصرية التي تنبذها
كافة الديانات السماوية والأعراف والمجتمعات المختلفة، ويرصد حال ما وصل إليه
الإعلام المصري من ترهل وهشاشة فى التفكير، فما بالكم بما يشعر به المشاهد البسيط
الذي مازال يستمد أفكاره وتشكيل وعيه من هؤلاء النخبة.