الموت يطارد أهالي "المنيا" بسبب المعديات النيلية (صور)
رحلة خوف ومعاناة كبيرة، يعيشها الآلافف من أبناء محافظة المنيا، وخاصة ممن يقتنون قرى شرق النيل، أثناء تنقلهم من البر الشرقي للغربي، وعودتهم مرة أخرى، من خلال إستقلالهم للمعديات النيلية، وما تمثله من خطر يواجههم، خاصة بعد أن شهدت المحافظة، العديد من وقائع غرق المعديات خلال السنوات القليلة الماضية
"الفجر" حاولت عن قرب التعرف عن حال تلك المعديات، والمعاناة والمخاطر التي يواجهها أهالي المحافظة، بسبب تهالك تلك المعديات وعدم حصولها على التراخيص اللازمة، وعدم وجود صيانة دورية لها أو مطابقتها للمواصفات وافتقاد المعديات وسائل السلامة والأمان.
حيث رصدنا تميز محافظة المنيا بانتشار المعديات النيلية بها جاء لعدة أسباب أهمها عدم وجود كباري على نهر النيل باستثناء 3 فقط بالمنيا وملوي وبني مزار، على مساحة تصل لأكثر من 150 كيلو مترًا طول المحافظة، الأمر الذي يدفع الأهالي إلى استخدام المعديات النيلية لتسير حركتهم، خاصة وأن المنيا بها المئات من القرى في البر الشرقي، إضافة إلى تواجد العشرات من المصانع والمحاجر بالجبل الشرقي، والتي يذهب إليها الآلاف من أبناء المنيا عن طريق تلك المعديات، بل وتستخدها تلك المصانع في نقل منتجاتها إلى البر الغربي.
وأوضح عدد من أهالي قرية شرق النيل، من قرية جبل الطير بمركز سمالوط، أن عمل تلك المعديات يبدأ من الساعة 7 صباحا وحتى 10 مساءً، لتقسم بذلك المحافظة إلى شطرين، وتجعل شرق المنيا في وادي والمحافظة في وادٍ آخر، ويدفع أهالي تلك القرى إلى التوجه لمدينة المنيا جنوبًا بمسافة تزيد عن 35 كيلو مترًا حتى يستطيعون الوصول للبر الغربي عن طريق كوبري النيل المتواجد هناك، و أهالي قرى شرق النيل والذين يستخدمون تلك المعديات بشكل يومي.
وأشار عدد من الأهالي، إلى العيوب التي تعاني منها المعديات ومنها وجود العديد من الفتحات تحت مرأى ومسمع أصحاب المعديات الذين لا يقومون بتصليحها بسبب عدم وجود رقابة حكومية عليهم.
وأوضح الأهالي، أن أصحاب المعديات بحملون المعدية فوق طاقتها، حيث يقوم أصحاب المعديات بنقل العشرات من المواطنين والسيارات النقل المحملة بالطوب الأبيض (البلوك) في نقلة واحدة مما يؤدي إلى اختلال توازن المعدية وغرقها بقاع النيل.
وأكد الأهالي، على قيام عددًا كبير من الأطفال أبناء أصحاب المعديات بقيادتها، مما يؤدي إلى وقوع حوادث المعديات، موضحين أن معظم معديات النيل بالمحافظة تعمل بالطريقة اليدوية، حيث يثبت السائق "مدور المعدية" بعصا في اتجاه معين ويتركها ويذهب بعيدا إلى أن تصل المعدية للبر الآخر دون أي توجيه آخر منه.
وقال مصدر مسؤول بإدارة التراخيص الملاحية بالنقل النهري بالمنيا - فضل عدم ذكر اسمه، إن المحافظة تمتلك 197 وحدة نقل نهري (معدية) على امتداد مراكزها التسعة بداية من مغاغة شمالا وحتى ديرمواس جنوبًا، ويمتلك الأهالي 167 معدية، فيما يمتلك القطاع الحكومي منها 33، موضحًا أن أسباب تكرار حوادث المعديات يرجع إلى عدم تجديد التراخيص في المواعيد المحددة لها، وأنه لابد من منع تكرار تلك الحوادث من خلال إعادة تأهيل الوحدات الموجودة بإجراء أعمال الصيانة اللازمة لها عن طريق الشركات المتخصصة واستيفائها لمعدات وعناصر ووسائل الأمن والأمان واستكمال الطاقم الفني المدرب على الأبحار والرسو.
جدير بالذكر أن محافظة المنيا، قد شهدت العديد من حوادث المعديات النيلية، ومنها غرق سيارة نصف نقل محملة بالطوب الحجري (البلوط) من أعلى معدية أمام قرية الشراينة بمركز سمالوط، وأسفر عن غرق أكثر من 30 من أهالي القرية، وسقوط سيارة نصف نقل محملة بأكثر من 40 من أهالي القرية خلال تشييعهم لجثمان متوفية أمام قرية العوايسة بذات المركز.
كما شهدت محافظة المنيا، حوادث أخرى للمعديات النيلية أبرزها مصرع 13 شخصًا غرقًا أمام مرسى قرية بني حسن بمركز أبو قرقاص، وذلك إثر سقوط سيارة ميكروباص في النيل، وسقط ميكروباص أخر من أعلى معدية قرية الحج قنديل بمركز ديرمواس، مما أسفر عن مصرع 19 شخصًا.