إزالة "أقفال العشاق" في كورنيش جدة تثير السجال في السعودية !
شهدت مدينة جدة، غرب السعودية، انتشار ظاهرة جديدة، تحاكي ظاهرة “أقفال العشاق” على جسر الفنون على نهر السين في فرنسا، بعد إقدام رواد الكورنيش البحري في المدينة على تعليق أقفال مشابهة، ما أدى إلى تدخل السلطات التي أزالتها، لتثير سجالا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي.
ويبدو أن تعليق أقفال العشاق لم يرق لأمانة جدة، لتقدم الجهات الأمنية، أمس الجمعة، على كسرها وإزالتها، ما أثار حفيظة مغردين سعوديين وعدد من المثقفين، على موقع “تويتر”، الذي يتخذه الكثير من السعوديين منصة للتعبير عن أفكارهم وهواجسهم، وطالبوا “بالالتفات إلى هموم وشجون المواطن، بدلًا من التركيز على أقفال”.
وقالت مغردة تطلق على نفسها اسم، حنان: “منذ عامين؛ وأنا أتواصل مع بلدية جدة لوجود مخالفات في أحد الشوارع (نظافة- سيارات مهملة) ولا يوجد استجابة. أكيد أقفال المحبة أهم!”.
وتخلل التغريدات تعليقات لم تخل من سخرية وطرافة؛ حيث علقت الكاتبة السعودية، هيلة المشوح، اليوم السبت، بسخرية لاذعة: “اليوم قفول، وبكره مراقص، كله من هيئة الترفيه!”، مضيفة: “ناقصين أقفال؟ حتى العقول عليها أقفال، ولله الحمد والمنة”.
وتثير نشاطات وفعاليات نظمتها هيئة الترفيه السعودية المستحدثة في الآونة الأخيرة، اعتراضات وانتقادات التيارات المحافظة في المملكة، ويرى فيها بعض الدعاة “سببًا في انتشار عادات تتنافى وتقاليد المجتمع المحافظ؛ كالاختلاط والحفلات الموسيقية”.
وقالت الروائية والإعلامية السعودية، بدرية البشر، اليوم السبت، بطرافة: “ليه يا قفل المحبة تزعج، وأنت قفل صغير!”. وكتبت الأكاديمية السعودية، نادية علي اللويحق، إن “القفل هذا مثل هيئة الترفيه عندنا! لو حطوه ببعض القنوات عندنا اللي تغلف الشيء بغلاف ديني يلقى كثير معجبين”.
وعلقت مدونة تطلق على نفسها اسم، مها، مستغربة من “مجتمع يرى الحب خطيئة، رغم التراث الشعري الزاخر بمشاعر العشق والغرام وجنون اللوعة والفراق”.
وأضافت مغردة تدعى انتصار: “يحبون قمع المشاعر، وبعدين يزعجوننا بمعدلات الطلاق، طبعًا لأنكم علمتموهم أن التعبير عن المشاعر البشرية الطبيعية عيب!”.
يُذكر أن السلطات الفرنسية أقدمت في يونيو 2015، على إزالة “أقفال الحب” أو “أقفال العشاق” عن جسر الفنون، ولكن ليس لمحاربة الظاهرة، بل بسبب تراكم الأقفال بمئات الآلاف وخوفًا من أن يعرض الوزن الثقيل للأقفال الجسر التاريخي، الذي يعود للقرن الـ19، للخطر.
وغزت ظاهرة “أقفال العشاق” الكثير من مدن العالم وأوربا بشكل خاص، لتتحول بعض الجسور إلى معالم سياحية يقصدها العشاق من مختلف دول العالم، ممن ينقشون الأحرف الأولى من أسمائهم على تلك الأقفال قبل تعليقها، كتعبير عن ديمومة العلاقة وتوثيقها.