رغم انخفاض الدولار.. شبح ارتفاع الأسعار يحرم الفقراء من شراء بقايا الطعام و"هياكل الفراخ"
"بقايا الأطعمة".. وجبات لجأ لها المواطن البسيط لتعويضه عن شراء الأطعمة الأساسية بعد ارتفاع الأسعار، بالاتجاه نحو شراء كسر الخضروات بالإضافة إلى "هياكل الفراخ" و"الماسورة" للتعويض عن نقص اللحوم.
كان هذا هو اتجاه المواطنين قبل الارتفاع الجنوني في الأسعار وعقب فترة من قرار الحكومة بتحرير سعر الصرف وانخفاض الجنيه أمام الدولار، ولكن بعد انخفاض سعر العملة الخضراء، تجول محرر "الفجر" في عدد من الأسواق وبتحدثه مع بعض التجار الذين كشفوا له أن معدومي الدخل عزفوا عن شراء "بقايا الأطعمة" أيضا بعد ارتفاع سعرها هي الأخرى، وهو ما تناولناه خلال السطور التالية.
عزوف "الغلابة" عن شراء الطماطم والخضروات "المعطبة"
بداية يقول محمود الصعيدي- تاجر خضروات وفاكهة- إنه اعتاد على إقبال معدومي الدخل عليه لشراء "كسر الخضروات" وخاصة الطماطم "المعطبة" بأسعار رخيصة، مشيرًا إلى أن سعر الكيلو وصل إلى 5 جنيهات بعد أن كان سعره جنيهان فقط، وأن الاقبال على شرائها انخفض بعد ارتفاع سعرها.
وأضاف الصعيدي، لـ"الفجر"، أن المواطن البسيط كي يستطيع شراء خزين لمنزله مكون من "طماطم وبصل وبطاطس" فقط، سيقوم بصرف مبلغ 150 جنيه بعد أن كان بإمكانه شرائهم بسعر 50 جنيه، لافتًا إلى أن ارتفاع الأسعار جعل التجار يتركون مهنتهم بعد عزوف المواطنين عن الشراء.
شراء نصف الكمية من "هياكل الفراخ"
ويؤكد رمضان أيمن-جزار دواجن- أن الغلاء طال أسعار "هياكل الفراخ"، الذي يتكون من "الرقبة والأرجل والأجنحة، مشيرًا إلى أن الكيلو منها كان يباع بـ5 جنيهات بينما الآن وصل إلى 13 جنيهًا بعد وصول سعر كيلو الفراخ إلى 33.
وأضاف أيمن خلال حديثه لـ"الفجر": "اللي كان بيشتري 2 كيلو هياكل بقى يشتري كيلو واحد وبنفس سعر الاتنين"، مؤكدًا أن خفض الأسعار في مصلحة التاجر والمواطن.
شراء "الماسورة" بدلًا من نسيان طعم اللحمة
أما عن شراء اللحوم، فبات حلمًا صعب الوصول له بعد وصول سعر الكيلو لـ 150جنيهًا، فيوضح إيراهيم السعيد- جزار- أن بعض معدومي الدخل كانوا يعتادون على شراء "الماسورة" لطهي الشوربة عليها وحتى لا ينسوا طعم اللحمة.
وأشار السعيد، في حديثه لـ"الفجر"، إلى أنه كان يمنح المواطنين العظام والدهون مجانًا للفقراء قبل ارتفاع الأسعار، بينما الآن وصل سعر الكيلو منها إلى 20 جنيهًا.
أطعمة بدون "توابل"
وعن التوابل، فيقول زكريا أبو الخير- عطار- أنه كان يبيع كميات بسعر جنيه واحد قبل ارتفاع الأسعار ولكن بعد أن زادت بنسبة وصلت إلى 70%، وهو ما حرم البعض من إضافة بعض التوابل والبهارات على الأطعمة ليكتفوا بالأساسيات فقط.
وأضاف أبو الخير، في حديثه لـ"الفجر"، أن المواطنين البسطاء اعتادوا أيضًا على شراء كمية مجمعة من التوابل بسعر 10 جنيهات، ولكن الآن هذه الكمية وصل سعرها إلى الضعف، مشيرًا إلى أنه أضرب عن شراء الفلفل الأسود لبيعه بعد أن وصل سعر الكيلو منه إلى 180 جنيهًا.
