الظواهري يدعو لعمليات مسلحة ضد أمريكا انتقاماً لعمر عبد الرحمن
دعا زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، أنصاره حول العالم، إلى الثأر للشيخ عمر عبد الرحمن، الزعيم الروحي للجماعة الإسلامية في مصر، الذي توفي في محبسه بالولايات المتحدة الأمريكية، يوم السبت الماضي. وطالب الظواهري أنصاره، تنفيذ وصية عمر عبد الرحمن، وهي "عدم نسيان دمه، والثأر له أشد الثأر".
وكشف الظواهري، أن تنظيم القاعدة، سعى طيلة السنوات الماضية إلى إخلاء سبيله، عبر أسره لرهائن غربيين، وأمريكيين، إلا أن الولايات المتحدة كانت متمسكة باعتقاله.
وأشار الظواهري، في بيان رسمي صدر عن "مؤسسة السحاب"، بعنوان "جيل نفخ فيه الروح": "قام الإخوة في قاعدة الجهاد بعدة عمليات خطف للأمريكان وحلفائهم الغربيين في بلاد المغرب الإسلامي، وباكستان، واليمن، بغية مُبادلتهم بالشيخ عمر عبالرحمن، ولكن الحقد الصليبي الذي يرى في بقاء الشيخ في السجن إذلالا للأمة حال بين إتمام تلك الصفقات".
وأضاف الظواهري: "أبناء الإسلام وفوارسه الكرام، الذين إن لم يوفقوا فى تخليص الشيخ من سجنه، أن يجتهدوا فى تحقيق وتنفيذ وصيته، وليرفعوا من دمه منارا يوحى للأجيال كيف تثأر للشيخ أشد الثأر وأعنفه ظالميه وساجنيه".
وأكد الظواهري، أن السلطات الأمريكية قتلت عمر عبد الرحمن، مضيفا أن "الشيخ رحمه الله صبر، وتشمّر للعُقبى، وعانق البلوى، إلى أن لحق بالمولى، وذلك بعدما قرر الأمريكان قتله في السجن، من خلال منع الأدوية عنه، كما صرحت بذلك أسرته الكريمة ألهمهم الله الصبر والسلوان".
وفي نهاية البيان أكد الظواهري، على مطلبه من أنصاره بالثأر لعمر عبد الرحمن، متابعا: "يا شباب الأمة هذه وصية الشيخ بين أيديكم، اجتهدوا في تنفيذها، ولا تدعوا الأمريكان ينعمون بالأمن والأمان، اقتلوهم، اقعدوا لهم كل مرصد، ازرعوا الخوف في قلوبهم، اثأروا لشيخكم، دمروا مصالحهم في كل مكان، أشعلوا الأرض نارا تحت أقدامهم، خذوا من دمائهم واشفوا صدور قوم مؤمنين".
وتعتبر دعوة زعيم تنظيم القاعدة، إلى استهداف الأمريكان هذه المرة عودة للفتوى التى أطلقها زعيم التنظيم الراحل أسامة بن لادن نهاية التسعينيات واستقر فيها على أن أمريكا هي العدو الأول للتنظيم، وعلى ذلك تم تنفيذ سلسلة عمليات ضد مؤسسات أمريكية أشهرها كانت عملية 11 سبتمبر2001.
واتفقت دعوات القاعدة مع رؤية المحلل الأمريكي في شؤون الأمن القومي، بيتر بيرجن، الذي نشر مقالة على شبكة "سي إن إن" قال فيها إن زعيم تنظيم القاعدة الحالي، أيمن الظواهري سيدعو إلى تنفيذ عليات ضد أمريكا؛ انتقاماً لعمر عبدالرحمن.
وبرر بيرجن، ذلك بالقيمة التي يحظى بها عمر عبدالرحمن لدى تنظيم "القاعدة"، إذ قال إنه كان يتبنى وجهات نظر التنظيم، في وقت كان يعاني "القاعدة" من فقر في المنظرين؛ لذا اعتمد "القاعدة" عليه كونه حاملاً لشهادة في الفقه من جامعة الأزهر، علاوة على ممارسته لدور المرشد الروحي لاثنتين من الحركات الجهادية المصرية التي باتت عناصرهما في وقت لاحق ضمن الصف الأول من قادة تنظيم القاعدة.
ويضاف إلى ذلك، الفتاوى التي أصدرها عمر عبدالرحمن، من داخل محبسه وقبل سجنه، إذ دعا فيها لتدمير "بلدان الأمريكيين واليهود والصليبيين، وتابع: "دمروا اقتصادهم، أحرقوا شركاتهم وأعمالهم، أغرقوا سفنهم وأسقطوا طائراتهم، أقتلوهم في البر والبحر والجو". وهي الفتوى التي رأت أمريكا أنها كانت تحريضاً على عملية 11 سبتمبر 2001، ومن قبلها استهداف انتحارى لمدمرة أمريكية "كول" قبالة سواحل اليمن.