مخترع الراديو ومكتشف التيار المتردد وعرف بأنه "مخترع القرن العشرين"
هل تساءلت يوماً عن مخترع الريموت، أو موجات الراديو، أو مكتشف التيار المتررد، ومخترع الدينامو، ستجد دائماً اسماً واحد يتردد، "تسلا"، نعم هو نيكولا تيسلا (10 يوليو 1856 - 7 يناير 1943) المخترع والفيزيائي والمهندس الكهربائي والميكانيكي المستقبلي الصربي الأمريكي اشتهر باسهاماته في تصميم نظام التيار المتردد الرئيسي.
نشأته وبدايته
في عام 1956 في جزء من الإمبراطورية النمساوية، ولد العالم المخترع "نيكولا تسلا" الذي بدأ مهنته كمخترعٍ مبكراً، حين كان يعمل في مكتب التلغراف المركزي في بودابست، في عمر السادسة والعشرين، حيث تفيد التقارير أنه قام برسم مبادئ الحقل المغناطيسي المتناوب، لذا عرف بأنه هو الذي ابتكر التيار الكهربائي المتناوب والتي تعتمد عليه معظم المحركات الكهربائية في عصرنا الحالي.
العالم المتهم بالجنون
تجاوزت سمعة تيسلا سمعة أي مخترع أو عالم آخر في تاريخ أمريكا، لكن أفكاره غير القابلة للتصديق في ذلك الوقت أدت إلى نبذه واتهامه بالجنون، وعدم حصوله على حقوقه الكاملة في تاريخ الابتكار والاختراع، ولكن مؤخراً أنصف التاريخ، وحملت أسرع سيارة كهربائية في العالم اسمه، وغيرت شركة جوجل شعارها في يوم ميلاده تقديراً لجهوده في مجال الابتكار والاختراع.
دراسته
درس الفيزياء والرياضيات في جامعة "جراتس" النمساوية وعمل في عدة وظائف تقنية بأوروبا، بعدها أنتقل إلى الولايات المتحدة عام 1884م، لا يحمل سوى خطاب ترشيح للعمل، إلا أنه تمكن من الحصول على وظيفة كمهندس في معامل الأبحاث الصناعية الخاصة برجل الكهرباء الأول في معامل العالم "توماس إديسون"، وخلال أشهر قليلة، بدأت علامات نبوغ المهندس الشاب في الظهور.
مكافأة 50 ألف دولار
عرض "إديسون" مكافأة قدرها 50 ألف دولار لقاء تطوير "تسلا" لتصميم مولدات التيار الكهربي المباشر، ظن المهندس الشاب أن الفرصة جاءته ولم يفكر لحظة انها خدعه، فقد فوجئ بعد إتمامه العمل ومطالبته بالمكافأة بإجابة المخترع الأمريكي الشهير "يبدو أنك لا تفهم حس الفكاهة الأمريكي."
و بعد فتره من عمله واختراعاته التي لم تلاقي قبولاً لدي "اديسون" تمكن "تسلا" من تأسيس معمله الخاص في شارع "الحرية" بالقرب من مقرات معامل شركات "إديسون"، ومع نهاية ثمانينيات القرن التاسع عشر، وبمساعدة عدد من المستثمرين تمكن أخيرًا من تصميم وتنفيذ (مولد التيار الكهربي المتردد)، وسجل براءة اختراعه في مايو عام 1888م، محطماً بذلك تفرد مولدات التيارات الموجهة ولافتا أنظار كبار المستثمرين إليه، مما دفع "جورج ويستنجهاوس" المستثمر الكبير إلي شراء براءات اختراع الموتور متعدد المراحل مقابل مليون دولار إضافة إلى حقوق الاختراع.
اختراعات نستعملها في حياتنا اليومية
معظم المحركات الكهربائية في عصرنا الحالي، كما أنه هو الذي اخترع الدينامو لتوليد الكهرباء من الحركة الميكانيكية والذي لا غنى للسيارات عنه، هذا العالم المغمور نسبياً الذي قال التاريخ فيه كلمته، وقد ساهم في الكهرومغناطيسية في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، يعتبره العلماء بالفعل أنه "أبو الفيزياء" وأطلق عليه لقب "الرجل الذي اخترع القرن العشرين".
الراديو
كان "تسلا" الذي افتتن بالطاقة ووسائل نقلها بصورة، جعلته ينجز تطوير أساسيات الاتصال اللاسلكي ويسجل بها براءة اختراع في سبتمبر عام 1897، انطلاقاً من إيمانه بأن الطاقة يمكن أن تنقل لاسلكيا بوسيلة أو بأخرى، وأمضى سنوات عاكفا على الدراسة والتجريب مستخدما جسده والأجواء من حوله في نقل شحنات الطاقة وحتى إضاءة المصابيح، ولم تتوقف إنجازاته في مجال الطاقة اللاسلكية عند حد اختراع الراديو وتسجيل براءة اختراع رائدة به، إذ تمكن أيضاُ من توجية قارب صغير والتحكم به لاسلكياً في بركة حديقة "ماديسون سكوير"، في أول تجربة للتحكم عن بعد، ما أذهل متابعيه ودفعهم للبحث عن الخدعة وراء ابتكاره.
بداية الحرب مع "إديسون"
"حرب الترددات" كما كان يطلق عليها، حيث بدأ "إديسون" في نشر دعاية مضادة لـ(التيارات المترددة)، من خلال اقتراح استعمالها في تنفيذ أحكام الإعدام، ومبرهنً على عدم الحاجة إليها، أقام العروض العامة بالشوارع وصعق بها الحيوانات التى سرعان ما نفقت، لكن عشرات من التجارب العملية تم محوها باختبار عملي وحيد لـ"لتسلا"، ففي أول تطبيق جماهيري وعملي لتجاربه، استطاع بالتعاون مع "وستينجهاوس" إضاءة المعرض الكولومبي بشيكاغو كاملاً في أوائل تسعينيات القرن الـ19 معتمدا فقط على التيارات المترددة والتي شكك الكثيرون في جدواها، ليصبح أول عرض ضوئي مبهر للجمهور من ذات الطاقة التى ظنوا أنها قادرة على التدمير فقط، لكن الإضاءة البراقة التي سجلت لحظة تاريخية لا تنسي، لم تكن سوى نواة التغيير.
أول محطة توليد كهرباء
بدأ الإعداد لمشروع توقفت إنارة الكون بأكمله على نجاحه، حيث بدأ في شراكته مع "ويستنجهاوس" وبالتعاون مع شركة "جينيرال إليكتريك" الإعداد لأضافة طوربيدات في شلالا نياجرا، لتكون بذلك أول محطة توليد كهرباء عصرية في التاريخ تستخدم طاقة متجددة، وبنجاحها تصبح الطاقة متوفرة لشرائح أعرض من الجماهير وعلى مساحات جغرافية واسعة، ليمر مفهوم الإنارة بتطور ينقله من طور الاختراع إلى الحاجة اليومية التى لا يمكن العيش من دونها، وقبل نهاية القرن الـ19 كان قد تمكن من تصميم مولدات عملاقة بقوة 5 آلاف حصان، وضمن ثلاثة منها في المحطة الوليدة لتصبح بذلك أكبر مولدات عرفها عصره، لكن ذلك لم يكن كافياً لإنهاء الشكوك حول جدوى تجاربه، إلا أنه مع إعطاء إشارة التشغيل في منتصف العقد الأخير من القرن، تبددت المخاوف وتلاشت الشكوك مع اندفاع أولى دفعات المياة إلى طوربيدات الموصلة بالمولادت العملاقة لتصدر كميات من الطاقة غير متوقعة سمحت بالانتقال من طريق إلى آخر، ومن مدينة إلى أخرى، لتنتشر الإضاءة الكهربائية بين المنازل، ومع مرور السنوات زاد عدد المولدات في محطة الكهرباء الأولى في العالم وتمت إنارة مدينة نيويورك بالكامل.
احدي الروايات
في يوما ما أرتجت المباني، وانفجرت شبكة المياه، في"منهاتن" بإنفجار شبيه بالزلزال، ولكن كان رجال الشرطة الذين يعلمون الحقيقة، التي لم تكن سوى أن "نيكولا تسلا" المخترع العبقري يعمل علي اختراعاته فعندما اقتحموا مختبر أبحاث "تسلا" وجدوه وسط حطام آلة غريبة معقدة،وكان ما يزال يدمرها بقسوة مستعملاً مطرقة ثقيلة، تطلع الرجل اليهم قائلاً (لقد فات الأوان أيها السادة،انتهت التجربة وحطمت جهاز ارسال الذبذبات الديناميكية بعيد المدى الذي صنعته لم يكن كبيراً جداً ولكنه كان قوياً بما يكفي لتحويل ناطحة سحاب "امبايرستيت" إلى كومة من الحجارة خلال دقائق لو استعملته هنالك)
أشعة الموت
من أشهر اختراعات العالم تسلا هو إختراعه لـ"أشعة الموت" ففي عام 1930م، ادعى تسلا أنه اخترع آلة كانت قادرة على إطلاق أشعة مركزة قادرة على تدمير أي شيء يقع في مرماها بحدود 200 ميل، وادعى أيضا أن آلته قادرة على خلق "جدار القوة" للدفاع ضد أي أجسام غريبة واردة، وعلى الرغم من أن الجهاز لم يصمم فعليا، إلا أن منافسي تسلا حاولوا مرارا وتكرارا سرقة التصميم، لكن التصميم الفعلي للآلة اختفى ولم يظهر له أثر.
المذبذب
في عام 1898م، أنشأ تسلا جهازا متأرجحا صغيرا قرر أن يعلقه على جدار مكتبه، وعند تشغيل الجهاز، فإن المبنى بأكمله اهتز تحت تأثيره وبعد إيقافه، قام تسلا بتدمير الجهاز ومخططات إنشائه، وطلب من الموظفين عدم إفشاء سبب اهتزاز المبنى المفاجئ.
نظام الطاقة الكهربائية المجاني
خلال إحدى محطات حياته، حصل نيكولا تسلا على التمويل لبناء برج إرسال عملاق في لونج آيلاند، حيث كانت فكرة "مورغان" الممول استعمال البرج لإرسال الرسائل اللاسلكية إلى جميع أنحاء لعالم، لكن مخططات تسلا كانت تهدف لاستعمال البرج لنقل الكهرباء لاسلكيا مجانا إلى جميع أنحاء العالم، وعندما علم مورغان بالمخططات، قرر أن يغلق المشروع باعتبار أن وصول الكهرباء مجانا للعالم بأكمله يهدد مصادر ربحه.
الصحن الطائر
في عام 1911م، أفيد أن تسلا كان يعمل على جهاز للطيران، وصف تسلا المشروع للصحف بأن مشروعه سيكون آلة طيران بدون أجنحة ولا مراوح، وستكون قادرة على التحرك بحرية في الهواء بغض النظر عن الطقس أو تيارات الهواء، ويمكن أن تظل الآلة ثابتة في الهواء حتى في مهب الرياح لفترة طويلة من الزمن، وعند التفكير مجددا في شكل المخطط لتصميم هذه الآلة، يتسارع إلى ذهنك الصحون الطائرة التي نشاهدها في التلفاز.
تطوير المناطيد
في وقت كان فيه السفر الجوي مجرد أحلام، اقترح تسلا مخططا لاستعمال المناطيد الكهربائية للطيران في الغلاف الجوي بدلا من تنقل الناس بحرا عبر المحيط الأطلسي.
رفض جائزة نوبل
قررت الأكاديمية السويدية للعلوم عام 1916 منح "توماس أديسون" و"نيكولا تسلا" جائزة نوبل للفيزياء مناصفةً لجهودهما في مجال الفيزياء التجريبية لكن "أديسون" رفض تقاسم الجائزة مع "تيسلا"، كما ورفض "تيسلا" مشاطرة الجائزة مع أديسون فحجبت عنهما معاً.
الغياب عن الساحة
استمر في الاختراع حتى العشرينات من القرن الماضي، لكن ابتكاراته الجديدة كانت قليلة الأهمية بالمقارنة مع الاختراعات الأولى التي كانت كالسيل الجارف والتي بلغت 700 اختراع على مستوى العالم كله، وقد تنبأ بالمايكروويف، وتقنيات حزمة الأشعة، والتلفزيون، ومحرك يعمل على الأشعة الكونية، والاتصالات بين الكواكب، وأدوات التداخل الموجي والتي دعيت باسمه منذ ذلك الوقت، في الثلاثينيات من القرن العشرين شارك في مشاريع الطاقة اللاسلكية في كويبيك، بعيداً عن أعماله في الكهرومغناطيسية والهندسة، ومن بعد تفرد دام لأعوام ومسيرة غيرت شكل العالم، جاء دور "تسلا" في الغياب عن الأنظار والتلاشي ببطىء بداخل معمله حيناً أو متجولا كالمجهول في شوارع نيويورك مطعما الحمام كلما وجده، ما فتح المجال لشائعات حول إصابته باضطراب نفسي، وتنقل رائد التيار الكهربائي من أزمة معنوية إلى أخرى مادية، ودون اقتناع من الجماهير بابتكاراته الأخيرة، خاصة شبكة التواصل التى تخلى عنها المستثرون وهم برجها لتمحي من الذاكرة، ومن أقواله
"إن عالم القوة محكوم بديناميكية الغابة، فالغربان والضباع تنتظر من يأتي بالفريسة، فلا تتعب نفسها كثيراً، و لا تبذل طاقة، و لا تضيع وقتاً في مطاردة الفريسة، مع ذلك فهي موجودة و تستفيد من تعب الآخرين، فهكذا هي الحياة في جانب منها".
وفاته
وفي غرفة في فندق بـ "نيويورك" التي لم يتمكن المخترع العجوز من تسديد إيجارها لتتكفل به شركة "وستنجهاوس"، توفي "تسلا" في 7 يناير عام 1943 وحيدًا تمامًا، للأسف على الرغم من كل هذه المخططات الواعدة إلا أن تسلا مات وحيدا ومفلسا وبعد وفاته، ترددت إشاعات أن عناصر من مكتب التحقيقات الفيدرالي اقتحموا مختبره وسرقوا أبحاثه كلها، وهذا قد يفسر ما نراه من الاختراعات المشابهة لأفكار ومخططات تسلا والتي تظهر هذه الأيام.
وبعد أشهر من وفاته قضت المحكمة العليا الأمريكية ببطلان براءة اختراع "ماركوني" المزعومة للراديو، لاستنادها إلى ابتكارات "تسلا".
أقواله الشهيرة
"آخر 29 يوما من الشهر هي الأصعب"
"فضائلنا وعيوبنا لا ينفصلان، مثل القوة والضعف"
"لا أعتقد أن هناك أي شعور يخالج قلب الإنسان يمكن أن يماثل شعور المخترع بعد أن تتحول أفكاره بنجاح إلى واقع، هذه المشاعر تنسيه الطعام والنوم والأصدقاء والحب وكل شيء"