سيارة "البيتلز".. سيارة الشعب التي اقتناها الملوك والمشاهير
سيارة "البيتلز"، أو كما يطلق عليها المصريون "الخنفساء"، تلك السيارة الاقتصادية التي عندما جاءت إلى مصر نظر إليها المصريون بعين الاندهاش والريبة؛ حيث كان لصوت محركها العالي وكونه مثبتاً في الجزء الخلفي من السيارة، ولتصميم الموديل الذي كان يتخذ شكل الخنفساء ما دعى لاستغراب المصريين منها وكذلك لاسم الموديل "بيتلز"، والذي يُترجم بالعربية "الخنفساء"
قصة نشأتها
في عام1934، تقدم "فرديناند بورش" لوزارة النقل بنموذج للسيارة الشعبية "FolksWagen”، ثم بعد ذلك اتصل "أدولف هتلر" ب"بورش" ليتفقان على إنتاج السيارة، حيث رتب "يعقوب فرلين" وكيل شركة "مرسيدس" لتلك المقابلة في برلين، حيث أعطى "هتلر" أمرًا ل"بورش" بأم يقوم بإنتاج وتصميم السيارة لتكون "سيارة الشعب"،وذلك لتكون تكلفة شرائها في متناول يد المواطن الألماني فيما لا تتعدى تكلفتها ال1000 رايخ مارك، إذ وعد النظام الألماني في ذلك الوقت الشعب بتحسين أحوالهم المعيشية وتحقيق الرفاهية لهم، وذلك للحاق بركب إنتاج السيارات الأمريكية في ذلك الوقت.
وقد أسماها "بورش" في البداية "KDF-Wagen”، حيث اقتصر إنتاجها حتى سنة1945 على الإنتاج الحربي، حيث كانت ميزانية إنتاج السيارات في ذلك الوقت مخصصة بشكل كبير على الإنتاج الحربي أثناء الحرب العالمية الثانية، ولكن عُرفت بعد ذلك باسم "KommandeurWagen”، والذي يعني بالألمانية "سيارة الشعب"، ثم اتخذت اسم "البيتلز" في عام 1967، حتى أصبح الاسم الدارج لها خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية.
تصميم السيارة
تولى كل من "فرديناند بورش" و"زوونداب" تصميم محرك ذو الأربع أسطوانات المتتالية، ولكن "زوونداب" استخدم محرك تبريد هوائى بخمس أسطوانات، حيث كان المحرك ذو الخمس أسطوانات مجرد موديل للتجربة، ثم استُبعد وبقي المحرك ذو الأربع أسطوانات الذي بناه "فرديناند بورش".
حيث تمتاز سيارة البيتلز بأنها مزودة بمحرك 1 لتر لا يستهلك أكثر من 5لتر من البنزين في مسافة 100كم، كما يسير بسرعة تصل إلى 100كم/ساعة، حيث جاءت السيارة بحد أقصى للوزن "600كجم"، كما كان تصميم السيارة مناسبًا لتحمل كل أحوال الطقس خاصة الطقس البارد.
ويرجع الشكل النهائي للسيارة "البيتلز" إلى "أروين كومندا"، حيث أُطلق 30نموذجًا للتجربة، وكانت باسم "VW30”، حيث أجرى التجربة 200 شخصًا يتناوبون ليلاً ونهارًا ليصل ما قطعته التجارب من مسافة إلى 2.4مليون كليومتر.
حيث أثبتت السيارة فعاليتها في صحراء أفريقيا خلال الحرب العالمية الثانية، وذلك لتحملها درجات الحرارة العالية، ويرجع ذلك إلى قدرة المحرك على تبريد الهواء المسطح.
"البيتلز" في مصر
ظهرت السيارة ال"بيتلز" في مصر في فترة الخمسينات، ففي أغسطس1952 تمكن وكيل "فولكس فاجن" في مصر من بيع أربع سيارات فقط، ويرجع ذلك إلى استغراب المصريين في ذلك الوقت من شكل وتصميم السيارة، ثم بعد ذلك زادت مبيعات السيارة تدريجياً،حيث بيعت 9سيارات في سبتمبر من نفس العام، و11سيارة في أكتوبر، لتصل إلى 13سيارة بيعت في نوفمبر.
حيث يرجع سبب ارتفاع المبيعات إلى أن "البيتلز" كانت موضة الشباب في أوروبا، لذلك اتعبها الشباب في مصر حينها، كما كانت السيارة تتميز بأنها اقتصادية من الطراز الأول، حيث توفرت خدمة الصيانة، وكانت قطع الغيار للموديل متاحة بكميات كبيرة وأسعار معقولة في ذلك الوقت، بالإضافة إلى انخفاض سعر شراء السيارة.
وقد أحب المصريين أيضًا الاقتداء بزعيم الأمة "جمال عبد الناصر"، حيث كان لديه سيارة "بيتلز" يجول بها ليلاً في شوارع القاهرة للاطمئنان على أحوال البلد، فأقبل المصريون في ذلك الوقت على شراء السيارة.
"البيتلز" والمشاهير
ظهرت نجمات السينما في فترة الخمسينات بجوار السيارات "البيتلز"، حيث ظهرت السيارة في المجلات مع كل من "مديحة يسري" و"كاريمان"، و"هند رستم"،و"ماجدة"، كما ظهرت السيارة في سلسلة من خمسة أفلام ل"والت ديزني"، بدأت بفيلم "حب حشرة" في عام 1969 مع الفنان "دين جونز".
وفي عام 1953 تم نقل الرياضيين والإداريين المشاركين في سباق النيل الدولي بسيارات من موديل "البيتلز"، كما التُقطت صور لنجوم السباحة العالميين المشاركين في السباق مع الموديل.