انخفاض الدولار يضرب السوق السوداء وشركات الصرافة.. وخبير اقتصادي: خطأ جسيم وراء انهياره
أدى انخفاض الدولار في البنوك خلال الفترة الحالية إلى ارتباك في السوق السوداء، كما امتنعت بعض شركات الصرافة العاملة في السوق للمرة الأولى عن شرائه، خوفًا من استمرار هبوطه، وواصلت العملة الأمريكية النزيف لتبلغ 17.60 جنيه، بعد أن كانت قبل أيام تتأرجح حول الـ19 جنيهًا.
قال الدكتور فخري الفقي، مستشار صندوق النقد الدولي سابقا، إن انخفاض سعر شراء الدولار في البنوك يؤكد الثقة في الجنيه المصري وبداية لنجاح مصر في الحصول على 4 مليارات دولار بضمان سندات، وسد بعض الديون لتركيا ونادي باريس.
وأضاف الدكتور فخري الفقي، في تصريحات تلفزيونية، أن كل ذلك جعل الدولار ينخفض، وسيتم انخفاض جديد في الدولار خلال الأيام المقبلة، متابعًا أن واردات مصر تم ترشيدها خلال الـ6 أشهر الأخيرة.
فيما توقع علي الحريري، السكرتير العام لشعبة الصرافة، أن تبدأ عمليات البيع من التجار في الفترة المقبلة، إذا ما استمر الدولار على المتراجع، مشددًا على أن الكل يترقب سعر دولار الأحد على اعتبار أن التوقعات تشير بشكل أو بآخر إلى احتمال التسعير على مستويات تقل عن الـ17.50 جنيه.
وكشف الخبير الاقتصادي هاني توفيق، الأسباب الحالية لانخفاض سعر الدولار خلال الأيام الحالية، قائلًا: "إحنا مابنتعلمش، إذا كان المركزي قد قام باستخدام حصيلة السندات الدولارية لخفض قيمة الدولار، فهذا يعتبر خطأً جسيماً وتكراراً لأخطاء الماضي".
وأضاف "توفيق"، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، "مش شايف السياحة رجعت، ولا إيرادات القناة في الطالع، ولا المصريين في الخارج ارتفع عددهم وزادت مرتباتهم وتحويلاتهم، ودولارات البورصة وسندات الخزانة أموال ساخنة ترجع لأصحابها بمجرد طلبها وفي لمح البصر، والاستثمارات المباشرة منتظرة قانون الاستثمار الجديد ليها سنتين دلوقت، فمن أين جاءت الحصيلة الدولارية إذن إلا من إيرادات السندات والقروض".
وأضاف: "هذا الخفض اصطناعي ونتج عن تحكم البنوك في سعر الدولار، وليس ناتجًا من زيادة الإنتاج والتصدير والاستثمار، ومن ثم زيادة المعروض من الدولار، وأقول مرة أخرى، كنت انتظر استخدام الحصيلة، وبحرص شديد، لكبح جماح الدولار، وليس لتخفيضه جذريًا، ودون أسباب اقتصادية حقيقية".