"المناطق الآمنة".. هل تنجح خطة "ترامب" لتقسيم سوريا؟

عربي ودولي

الرئيس الأمريكى دونالد
الرئيس الأمريكى دونالد ترامب


أمر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بإنشاء مناطق آمنة بسوريا 25 يناير الماضى، بهدف توفير ملاذ آمن للاجئين، ضمن وعود حملته الانتخابية.

 

 كما يسعى لإغراء الروس برفع العقوبات مقابل مساعدته بتنفيذ خطة تقسيم سوريا لمناطق آمنة بالبلد العربى، بينما أكدت موسكو أنها ستبحث مقترح ترامب بشأن المناطق الأمنة.

 

 وأشارت مجلة "فورين بوليسى" الأمريكى أن إنشاء مناطق آمنة يتطلب وجود قواعد عسكرية وقوات برية ودولية لحفظ السلام على الأرض، وهو الأمر الذى يتطلب توافق القوى الدولية الكبرى، مثل "أمريكا، روسيا، إيران، تركيا" بمشاركة بريطانيا وفرنسا ودول خليجية.

 

وأضافت الصحيفة أن انحسار قوة داعش، يمهّد الطريق لإنشاء عدة مناطق آمنة خالية من العنف بسوريا، مثل توسّع عملية "درع الفرات" التركية بمساعدة "الجيش السورى الحر" غرب الفرات، وكذلك رغبة واشنطن إنشاء منطقة آمنة للأكراد، تزامناً مع إعلان موسكو وأنقرة مفاوضات "أستانة" لإنهاء الحرب السورية، بعد تحرير حلب ديسمبر الماضى.

 

"الهوية العربية":

 وخلال تلك المفاوضات اقترح الخبراء الروس إلغاء الهوية العربية من الدستور السورى، وإمكانية استخدام كل أقليم لهجته المحلية رسمياً، بينما اشترط الانفصال بموجب استفتاء شعبى.

 

وأبرزت المجلة الأمريكية، تصريحات ترامب العام الماضى، بأنه مستشاريه يقترحون إرسال نحو 25 ألف جندياً لسوريا، كما طرح "مايكل فلين" مستشار الأمن القومى إمكانية إرسال قوات متعددة الجنسيات، وتعاون روسيا لإنشاء مناطق آمنة.

 

"كردستان سوريا":

 قدّمت وزارة الدفاع الأمريكية بإدارة "باراك أوباما" مقترحها لترامب، يناير الماضى بشأن سوريا، والتى تضمّنت خطة تحرك عدوانية وإنشاء كتائب عسكرية بمشاركة الأكراد لتحرير المناطق التى يسيطر عليها داعش.

 

كما كشفت تقارير محلية عن إنشاء أمريكا قاعدة جديدة بالحسكة شمال سوريا، بهدف دعم الأكراد، وأبرزت وكالة "سبوتنيك تركى" أن هدف واشنطن هو إنشاء دولة "كردستان سوريا" بالمناطق المتاخمة لها بسوريا وحتى حدود العراق، تحقيقاً لرغبات إسرائيل، التى أعربت عن انزعاجها من تقدم قوات النظام بالجولان غير المحتل.

 

" اتصال ترامب- وزيارة رئيس الاستخبارات الأمريكية لتركيا:

 وتوجّه أمس الخميس "مايك بومبيو" لأنقرة لبحث التعاون المشترك بالملف السورى ضد داعش، وإنشاء منطقة آمنة بسوريا، ومناقشة الخلاف حول دعم أمريكا لأكراد سوريا.

 

وتأتى الزيارة بعد يومين من اتصال دونالد ترامب، بنظيره التركى رجب أردوغان للتأكيد على أهمية إنشاء منطقة أمنة بسوريا، وترحيب تركيا.

 

بينما حذّرت خبراء أتراك لـ"سبوتنيك تركى" من إمكانية وقوع أنقرة فى الفخ الأمريكى بالتعاون مع واشنطن، والخروج من التحالف الروسى-الإيرانى.

 

وحتى الأن لم تتضح معالم الخطة الأمريكية-التركية حول عملية تحرير الرقة، ودور تركيا والأكراد، وسط تعثّر القوات التركية والجيش السورى الحر بمدينة الباب شمال حلب، وأمس الخميس، استهدفت طائرة روسية جنود أتراك بالباب عن طريق الخطأ.

"تصريحات بشار الأسد":

 

 وفى تصريحات للرئيس السورى، اليوم الجمعة لموقع "ياهو نيوز" أكّد إمكانية دعوة القوات الأمريكية، على غرار الروس، حال إبداء الثقة المتبادلة بينهما، لافتاً إلى أن أبسط طريقة لهزيمة داعش، هو التعاون مع النظام، بينما وصف فكرة "المناطق الآمنة بسوريا" بغير الواقعية.

 

"إسرائيل الكبرى":

 ونشرت صحيفة "جلوبال ريسيرش" ترجمة لوثيقة للكاتب الإسرائيلي "عوديم ينون" عام 1982 تحت عنوان "الخطة الصهيونية للشرق الأوسط".

 

وتستند وثيقة "ينون" إلى رؤية مؤسس الصهيونية "ثيودور هيرتزل" مطلع القرن الماضي ومؤسس دولة الكيان الصهيوني نهاية الأربعينيات، وهي "من النيل للفرات".

وأضاف أن "إسرائيل الكبرى" ستضم أجزاء من لبنان وسوريا والأردن والعراق ومصر والسعودية، وستنشئ عددا من الدول التابعة لضمان تفوقها في المنطقة.

 

ويسعى الكيان الصهيونى لإنشاء 3 دويلات صغيرة بسوريا، واحدة للأكراد وودولتين عربيتين "واحدة للسنة والشيعة"، وكذلك الأمر بالعراق، كما نجح فى إنشاء دولتين بالسودان.

ويتضمن المخطط احتلال سيناء، وعزلها عن مصر، عبر نشر جماعات متطرفة وقواعد أجنبية، وهو ما دفع تلك القوى الإرهابية لتسمية عملياتها بـ"ولاية سيناء"، بينما لا تطق على هجماتها بمصر سوى بالقاهرة وباقى المخافظات.

 

وقال "دينون" إن الإسرائيليين يعرفون جيداً أنهم لا يملكون الجيش الكافي لتنفيذ المخطط، لاحتلال كل هذه المنطقة الواسعة لإسرائيل الكبرى، بل يعجز حتى عن قمع انتفاضات الفلسطينيين بالضفة الغربية، لافتاً إلى أن الحل لهذه المشكلة يكمن في إنشاء "روابط القرى" وخلق صراعات داخلية.