في الذكرى السادسة لوفاته.. "سعد الدين الشاذلي" ورؤساء مصر .. من النفي إلى التكريم
أطلق عليه "روميل العرب".. وحظى بمكانة كبيرة في نفوس المصريين لدوره البطولي في حرب أكتوبر المجيدة، لكونه وضع خطة الحرب التي قلبت موازين الأمور آنذاك، وبالرغم من ذلك نفاه الرئيس الأسبق أنور السادات، وسجنه "مبارك"، إنه الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان حرب القوات المسلحة.
وفي ذكرى وفاته السادسة، ترصد "الفجر"، مواقف رؤساء مصر مع سعد الدين الشاذلي، خلال السطور التالية.
ولد الشاذلي بقرية شبراتنا مركز بسيون في محافظة الغربية في 1أبريل 1922 في أسرة فوق المتوسطة، حيث أتم دراسته الابتدائية، ثم انتقل إلى القاهرة؛ حيث أتم الدراسة الإعدادية والثانوية، ثم التحق بالكلية الحربية في فبراير 1939، وكان أصغر طالب في دفعته وتخرج منها في يوليو 1940 ملازما في سلاح المشاة، ثم تم انتدابه إلى الحرس الملكي، ثم شارك في الحرب العالمية الثانية وفي حرب فلسطين 1948، ثم قام بتأسيس أول فرقة مظلات شاركت في العدوان الثلاثي على مصر.
شغل منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية في الفترة ما بين 16 مايو 1971 وحتى 13 ديسمبر 1973 ومؤسس وقائد أول فرقة سلاح مظلات في مصر، وأمين عام مساعد جامعة الدول العربية للشئون العسكرية، وسفير سابق لدى إنجلترا والبرتغال، ومحلل عسكري، يعتبر من أهم أعلام العسكرية العربية المعاصرة، ويوصف بأنه الرأس المدبر لحرب أكتوبر أو كما يطلق عليه "مهندس حرب أكتوبر".
الخلاف بين "الشاذلي" و"السادات"
بدأ الخلاف بينه وبين الرئيس الراحل أنور السادات، بعد محاولة "الشاذلي" تجميع الفرقتين المدرعتين 21 و4 للقيام بمهامهما شرق القناة، إلا أن المشير أحمد إسماعيل اعترض بشدة؛ مما ساعد في تفوق القوات الإسرائيلية وتسبب في ثغرة الديفرسوار، وهنا وصلت الأمور بين الرئيس السادات والفريق الشاذلي إلى منتهاها فقام السادات بإقصائه وتولي الفريق الجمسي منصبه ليقوم بالتعامل مع الثغرة، وتم تعيينه سفيرا في لندن، وهو ما رفضه "الشاذلي"، قائلا "إن كانت عقابا فأنا أُفضل أن أعاقب داخل أرضى، وإن كانت مكافأة، فمن حقى أن أرفضها"، وبعد محادثات مع "السادات"، سافر سعد الدين الشاذلى، وأقام علاقات جيدة، خاصة مع رئيس وزراء بريطانيا مارجريت تاتشر، وعين بعدها سفيرا في البرتغال في الفترة من 1975 إلى 1978.
الحكم بـ3 سنوات ووضعت أملاكه تحت الحراسة
ولكن تجددت الخلافات مرة أخرى بين "الشاذلي" و"السادات"، لاسيما بعد رفض سعد الدين الشاذلي، معاهدة كامب ديفيد، وانتقدها أمام العالم أجمع، أعقبها هجوم "السادات"، عليه في في كتابه "البحث عن الذات"، وهو الأمر الذي أغضب "الشاذلي"، ورد عليه في إحدى كتبه، وهو ما كان سببا في محاكمته بتهمة إفشاء أسرار عسكرية عام 1983، وحكم عليه بـ3 سنوات ووضعت أملاكه تحت الحراسة.
أجبر على دخول السجن الحربي في عهد مبارك
عاد "الشاذلى"، من منفاه الاختياري، بعد 14 عاما، إلى القاهرة عام 1992، في عصر الرئيس الأسبق "مبارك"، وقبض عليه فور وصوله المطار، وصودرت جميع الأوسمة منه، وأجبر على دخول السجن الحربي، حتى تم الإفراج عنه عام 1993، ضمن عفو عام.
مرسي يكرم الشاذلي
وفي الثالث من أكتوبر 2012 منحه الرئيس السابق محمد مرسي، قلادة النيل العظمى، تقديرا لدوره الكبير في حرب أكتوبر 1973، حيث تسلمها منه أسرته.