الكوشة والدبلة والزواج عند سن البلوغ عادات قدماء المصريين
الزواج أبرز العادات التي لم تتغير، فالمصريون اول شعوب العالم معرفة بالزواج حيث وضعوا له شروطاً، وعادات وتقاليد، وأغلبها هي عادات وطقوس مصرية قديمة فالمصري مازال متمسكا بعاداته وتقاليده التي ورثها عن أجداده، من تقديس للحياة الزوجية والإعتقاد بقوة وجلال خصوصية العلاقة بين شريكي الحياة
"الدبلة" عند المصريون القدماء
عرف المصري القديم "خاتم الزواج"، وكان يُطلق عليه "حلقة البعث"، وسميت بذلك كناية عن أن ليس لها أول ولا أخر، مما يشير إلي دوام العشرة والإخلاص، وكانت تُصنع من الذهب، وكانت "الدبلة" توضع في اليد اليمني بفترة الخطبة، وتنقل لليد اليسري بعد إتمام الزواج كما هي العادة الآن.
وتستمر الحياة بين الزوجين حتي بعد مماتهما حيث يدفنان إلى جوار بعضهما فى نفس المقبرة، وبذا لا تنفصم "حلقة البعث".
المودرن
أي المأذون، هو نفسه الكاهن الفرعوني المكلف من المعبد بعقد رباط الحياة الزوجية المقدس بين العروسين، ويقوم بعد ذلك بكتابة عقد الزواج الذي يشتمل على اليوم والشهر والفصل والحقبة التاريخية، واسم من حكم البلاد وسنين حكمه، والمهر كان قطعة فضية أو قطع حسب امكانيات الزوج بجانب كمية من القمح.
وثيقة الزواج كانت تعهداً من الزوج لزوجته بدفع المهر المتفق عليه فى حالة طلاقها بغير خطيئة منها أو عند الزواج بأخرى، ولا يكتمل عقد الزواج رسميا إلا بعد توقيع الموثق وإقرار الشهود، والموثقون فئتان إحداهما اتخذت ألقابا كهنوتية ومقرها المعابد والأخرى كتبة عموميون يقيمون فى المدارس ويتم استدعاؤهم فى المنازل عند الحاجة إليهم، ويتم نسخ عقد الزواج ثلاث نسخ واحدة للعروسين وأخري للمأذون وثالثة لدار المحفوظات.
شعائر حفل الزواج
وكانت طقوس الزواج تتم فى المعبد، أي إقامة حفل الزفاف، وكانت تجرى مراسم زفاف وإحتفالاته الضخمة، أما الطعام فنحن نعرف ان القدماء المصريين هم أصل البوفية المفتوح و ظهر ذلك في العديد من الرسومات علي جدران المعابد في المناسبات و الشعائر الدينية المختلفة.
الكوش
أي الكوشة وكان يطلق علي المكان الذي يجلس فيه العروسين، وتزيين قاعة الزفاف، و كان أهم شيء يستخدم لتزيين القاعة هو زهر الياسمين ، وهو بالمصرية القديمة اسمه "الياسمون "، وذلك لأنه في اعتقادهم زهر الجنة ورائحته هي رائحة الجنة.
سن الزواج
تثبت البرديات الدينية التي كانت تهتم بهذا الأمر أن الزواج كان يتم تقريبا في سن الثانية عشر للفتاة و حوالي الرابعة عشر للولد لان هذا كان سن البلوغ عند المصريين القدماء.
العادات و التقاليد
من التقاليد عند المصريين، الزواج من طبقة اجتماعية واحدة والإستثناء من هذا التقليد كان يحدث أحيانا في الوسط الملكي ومن اشهرها زواج، الملك "نونخت" من كاتبته، وبعد فترة تزوج الملك مرة اخرى من صانعة تعمل في القصر، وأيضا الملك المشهور "امنحتب" الثالث تزوج امرأة من عامة الشعب سوداء واسمها "تي" وذكرت بانها امرأة حاكمة لأنها كانت بالفعل تساعد زوجها في حكم مصر واشتهرت بذكائها وعدلها.
الطلاق من حق الزوج فقط
كان الطلاق في مصر القديمة من حق الزوج وحده، وهناك عقود زواج وجدت يتعهد فيه الزوج بأنه إذا هجر زوجتة كارهاً أو بسبب رغبتة في الزواج بأخري، كان لها الحق في الزواج بآخر وكانت صيغة التي عثر عليها
"لقد هجرتك كزوجة لي، وانني افارقك، وليس لي مطلب علي الاطلاق، كما أبلغك انة يحل لكِ أن تتخذي لنفسك زوجأ أخر متي شئت".
مكانة المرأة
كانت للمرأة حقوق لم تحصل عليها أخواتها في الحضارات السابقة، فقد وصلت للحكم وأحاطتها الأساطير، فاقت مكانتها فى أى عصر آخر وحتى أيامنا هذه، إعتلت المرأة في مصر القديمة أعلى المراتب، وتمتعت بحياة زوجية مستقرة وهانئة، وكان القانون يحث الرجل على حسن معاملة زوجته وإحترام أملاكها ومالها.
شاركت الزوجة زوجها في العمل فكانت تعمل فى الحقل، ولها مكانة كبيرة في القصر، فهي الملكة تشارك في الحكم وتربي النشأ الذي سيخلف عرش أبيه الملك، كما كانت تشارك في المراسم الكهنوتية في المعابد، وأحاطتها الأساطير، كانت لها سلطة قوية على إدارة البيت والحقل واختيار الزوج، كان قدماء المصريون يضحون بإمرأة كل عام للنيل تعبيرا عن مكانتها بينهم، إذ يضحى بالأفضل والأجمل في سبيل الحصول على رضى الالهة
تعدد الزوجات
وقد عرف المصرى القديم أيضا تعدد الزوجات، ظهر هذا التعدد بين مقابر الأشراف والعمال سواء فى طيبة أو دير المدينة والتى تصل الى 458 مقبرة منها 13 فقط، تشير الى أن المتوفى كان له أكثر من زوجة تعيش كل زوجة منهن فى بيت مستقل، وكان تعويض الطلاق أو تعدد الزوجات فادحا ففى كلتا الحالتين يصبح الزوج معدوما إذ يدفع للزوجة مهرها ويتنازل لها عن حصته من الكسب المشترك ويترك لأولاده ما ورثه عن والديه، ويبدو أن هذه القسوة متعمدة حتى لا تؤدى نزوات الزوج الى تصدع الحياة الزوجية ولحماية الأسرة والمجتمع، فانتشر تعدد الزوجات بين الملوك بدرجة أكبر من العامة، حيث تزوج "رمسيس الثانى" من عدة زوجات كانت أشهرهن "نفرتارى"، وتزوج "خوفو" أكثر من واحدة أيضًا، أما "أمنحتب الثالث" فقد امتلأت قصوره بالجوارى الحسناوات وكانت له أكثر من زوجة، وكذلك الأمير "مرى رع" كان متزوجاً من ست زوجات، و"تحتمس الثانى" تزوج من (حتشبسوت وإيزة أم تحتمس الثالث)، أما "أمينى" فكان له زوجتان فقط (حنوت ونبت)، فسمت الأولى إحدى بناتها باسم نبت وسمت الثانية بنتها باسم حنوت، وهو ما يدل على مدى تقارب الزوجات المختلفات وقبولهم لفكرة التعدد.
زواج الأخوه
كان زواج الملك من أخته عرفاً مصريا معروفا فى بعض الأسرات القديمة للغاية، وكانوا يلجأون إليه فى محاولة للحفاظ على نقاء دم ولى العهد الجديد وصفاء ألوهيته حينما لا تكون فى الأسرة بنات أو رجال آخرون، لذلك انتشر زواج الإخوة بين الملوك إلا أنه لم ينتشر بين أفراد الطبقة الوسطى أو الدنيا.